الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سبت دموي للمعتصمين.. و«الشرعي»: 8 قتلي بالرصاص الحي والخرطوش






روزاليوسف اليومية : 18 - 12 - 2011


فصائل إسلامية غير مسيسة تسعي لقلب نظام الحكم


لقاءات سرية بين سلفيين مصريين ومسئولين إسرائيليين أكد مصدر في الإدارة الأمريكية أن الإدارة ستوقف المعونات لمصر وستبقي علي العاجل منها، حتي تتضح الرؤية السياسية وأن أمريكا لن تقبل التعامل مع الفوضي أو مع أحزاب تريد الهيمنة علي القرار العالمي والدولي في قضايا إقليمية ثابتة.
وكشف أن مجموعات من السلفيين المصريين يدور بينهم وبين الإدارة الأمريكية حوار منذ إبريل 2011 وأن هذه المجموعات قد التقت بشكل سري مع مسئولين وممثلين للإدارتين البريطانية والأمريكية وإسرائيل في دول خليجية منها قطر والإمارات والسعودية.
كما التقوا بإسرائيل في دولة بشمال إفريقيا، وأنهم حصلوا علي تمويل مالي من واشنطن ولندن لإعادة تشكيل أنفسهم سياسياً بشكل معتدل، لكنهم أخذوا التمويل دون نتيجة، وتهدد أمريكا الآن بكشف عمليات تمويلهم رغم أن قنوات الحوار معهم مازالت مفتوحة، وقدر المصدر ما أنفقته أمريكا خلال ال15 عاماً الماضية علي الجماعات الدينية ب 4 مليارات دولار، وذلك في إطار خطة تهدف لتهدئة العنف الديني، وأن جزءاً من هذا التمويل تم بعلم الرئيس المخلوع مبارك، وتعجب المصدر الأمريكي من أن الجماعات الدينية تلتقي بشكل عادي شبه أسبوعي مع المخابرات الأمريكية وسط القاهرة، بينما ترفض لقاء السفيرة الأمريكية بجاردن سيتي.
ووصف تقرير أمريكي صدر منذ ساعات أن ما يحدث علي الساحة المصرية الآن يعد من بين المشاهد الأولي للصراع قبل الأخير للتمكن من الحكم في مصر.
وأكد التقرير أن الحياة المدنية الليبرالية في مصر توقفت إكلينيكياً، وأصبحت السيطرة علي الشارع المصري صعبة في ظل وجود أكثرية إسلامية منها فصائل غير مسيسة، تسعي لقلب نظام الحكم الجمهوري في الأساس.
وتوقع تقرير هيئة الأمن القومي الأمريكي أن يستمر البرلمان المصري المنتخب الجديد علي أقصي تقدير أمريكي ما بين 6 أشهر وعام، في الوقت نفسه أكد التقرير بوضوح أن مجلس الشعب الجديد لا يمثل رأي مصر وشعبها، كما أنه لا يمثل حلم الجيش المصري بعد الثورة، متوقعاً ألا يصمد وسيسقطه المصريون خلال عام واحد من بدايته.
وأشار التقرير إلي وجود تلويح بثورة دموية في الأفق بين القوي المدنية والسلفيين المتشددين الجدد، متوقعاً أن هذه الثورة الدموية ستضع نهاية الثورة المصرية، وهي المعركة التي يراها التقرير قد باتت وشيكة وتوابعها الأولية قد ظهرت، وحذر التقرير من أن أول ضحايا تلك المعركة هو ما يحدث للاقتصاد المصري الذي يتهاوي، بعد أن أصبحت السياحة المصرية مهددة من قبل الإسلاميين، وتعجب التقرير من مدي قوة تأثير تصريحات الإسلاميين علي العالم وقدرتهم علي ضرب السياحة والاستثمارات في دقائق معدودة، برغم إقامتها في عشرات الأعوام.
العجيب أن التقرير طالب مصر بتخفيف حدة تصريحات السلفيين والإسلاميين علي شاشات وصفحات ووسائل الإعلام، لأن أمريكا والعالم يأخذ تلك التصريحات علي محمل الجد، في حين أن 90% من تلك التصريحات عبث إعلامي وسياسي وتدل علي عدم نضج استراتيجي لدي الإسلاميين الجدد، مع عدم تقدير المصالح المصرية في كل الاتجاهات.
المفاجأة أن التقرير الأمريكي توقع أنه لن تتمكن مصر من الانتهاء من وضع الدستور الجديد قبل 3 أعوام، طبقاً لرأي البيت الأبيض وأنه لن يكون دستوراً جديداً، بل تعديلاً لمواد في الدستور القديم.
وكشف التقرير أن مصر تسير في اتجاه إثارة السلطة الحاكمة وتهديدها بشكل مباشر، وهو ما سيدفع تلك السلطة بناء علي التقديرات الأمريكية لتنفيذ حملة اعتقالات استثنائية تشمل عدة آلاف من كل الأطياف السياسية، وحذر التقرير من أن تلك المرحلة باتت وشيكة الحدوث.
الخطير أن التقرير قد ذكر أنه لأول مرة تقوم جماعات الثورة المضادة في مصر بالتكتل وبدأت حالياً عملية علنية واضحة للقضاء علي الثورة المصرية، تساعدها خبرات سياسية وإعلامية ومالية كبيرة، من التي عملت من قبل لحساب نظام مبارك، وأوضح التقرير أن نظام مبارك ما زال قابعاً تحت جلد الثورة المصرية، وربما يتمكن من الجسد المصري إذا استمرت الأمور علي ما هي عليه.
وكشف التقرير أن الإدارة الأمريكية تتفاوض الآن مع شخصيات إسلامية، تعتقد أنها ستستمر فترة طويلة في السلطة، مشيراً إلي أن الإسلاميين الجدد يريدون ما لم ينجحوا في تحقيقه يوم اغتيال السادات، وأن الفرصة الآن سانحة للانقلاب الإسلامي بتفويض «علي بياض» من الشعب المصري الذي اعتقد أن التصويت عبر صناديق الاقتراع هو نهاية الاختيار.