الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الموت يطارد عمال محاجر بنى سويف




محاجر بنى سويف أصبحت مصيدة الموت لعمالها وخاصة شبابها الذين يضطرون للعمل بها هربا من غول البطالة لكسب القليل من المال على حساب صحتهم فلا يمر يوم إلا ويموت فيه احدهم اثر اصابته بتحجر رئوى أو ينتزعه طائر الموت فيما تصارع اسرته الذل والتشرد بعد أن تحجرت قلوب اصحاب المحاجر وعدم تكفلهم بعلاج أى عامل يصاب فى محاجرهم.
 
حسن عبد الله يقول ان اغلب الشباب العاطلين يضطرون للعمل فى هذه المحاجر من خلال مقاولى انفار وهم يعملون منذ الصباح وحتى المساء مقابل 20 جنيها يوميا ووجبة غداء.
 
واضاف رشاد ياسين أن بنى سويف بها مئات المحاجر كونها تمتلك ثروة محجرية هائلة مما يجعها تستوعب أعداداً هائلة من العاملين وعملهم يتمثل فى غربلة الرمال وتكسير الاحجار وحملها على أكتافهم إلى المقطورات التى تنقلها إلى المصانع ومناطق الانتاج وبمرور الوقت يصاب الكثيرون منهم بتحجر فى الرئتين يتحول إلى تليف.
 
ويضيف عزمى عبد العظيم أن أصحاب المحاجر لا يقدمون أية خدمات صحية ولا يوجد تأمينات أو معاشات تساعد الغلابة على الحياة فى حالة العجز أو الوفاة.
 
ويحكى حميدة عوض 55 سنة أحد ضحايا المحاجر مأساته مع المحاجر قائلا كنت اعمل باحد المحاجر منذ اكثر من 10 سنوات وإنهار علينا جزء من الجبل انا و3 من زملائى اصيبت على اثرة بكسر فى ساقى واصيب الاخرون بكسور مختلفة وظللنا ننزف حتى المساء موعد وصول السيارة لمدة 5 ساعات كاملة وتم نقلنا إلى المستشفى ولكن بعد فوات الأوان فقد أصبت بعاهة مستديمة فى ساقى اعجزتنى عن العمل وكل ما حصلت علية 150 جنيهاً فقط ثم تم تجاهلى حتى الان وقد رفعت قضية تعويض عن طريق احد المحامين ومنذ ذلك الحين لا اعرف عنها شيئا.
 
يلفت عاطف محمود صابر الى انه كان يعمل في تكسير الصخر بالجبل واصيب في حادث أثناء عمله نتج عنه إصابته بعجز في القدم اليسرى وأصبح غير قادر على العمل ورفضت الشركة علاجه او صرف معاش شهرى له واكتفت بصرف 5 آلاف جنيه تعويضاً وقد رفع دعوى تعويض ما تزال متداوله فى المحاكم منذ 4 سنوات.
 
ويوضح منصور الراوى أن البودرة التي تخرج من الصخر تسببت فى اصابته بانسداد في الشرايين مما اضطرة لأجراء جراحة في القلب لتوسيع الشريان ومنعه الأطباء من العودة لعمله لخطورته على حياته ومع ذلك لم يستطع التوقف عن العمل لأنه لا يعرف مهنة أخرى، وليس له مصدر دخل آخر حتى يطعم أسرته المكونة من 6 أفراد مطالبا الرئيس محمد مرسى بنظرة عطف للغلابة. 
 
من جانبه يؤكد الدكتور عادل عبد المنعم محافظ بنى سويف   انه سيتم تثبيت جميع العاملين فى مشروع المحاجر وادراجهم تحت مظلة التامين الصحى والاجتماعى مشددا على انه بعد الثورة فجميع المصريين من حقهم ان يحصلوا على حقوقهم فى معيشة كريمة واستقرار كامل لهم ولأولادهم.