الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشباب يحكي.. من يسمع؟






محمد حمدى روزاليوسف اليومية : 31 - 08 - 2009


بمبادرة غير مسبوقة قرر الصديق عبد الله كمال رئيس تحرير "روزاليوسف" فتح باب جريدته علي مصراعيه لكل الشباب من مختلف الأعمار والمدن والقري والتوجهات السياسية ليتحدثوا بدون قيود أو حدود، عن مشاكلهم وهمومهم وأحلامهم.
جيل جديد ربما لا نعرف عنه شيئا، ندعي جميعا أننا نخاطبه، لكننا لا نعرف أيضا هل كلامنا يصله أم لا؟.. وهل ما نقوله يعنيه من الأساس أم لا؟
في تجربة "إحكي يا شباب" سنتوقف نحن عن الكلام ونستمع للشباب، لنري ماذا يقولون عن الحب والزواج والعمل والسكن والبطالة والمشاركة السياسية والانتماء والهجرة.. عن التعليم والصحة والخدمات وكل شيء يتعلق بالوطن.. ويتعلق بهم.
بالتأكيد وكما حدث في اليومين الماضيين قال الشباب كلاما جريئا وغير متوقع، وحركوا بعض المياه الراكدة، وسيستمرون.. لكن السؤال الأهم: من سيسمع حكايات الشباب وكيف سيتعامل معها؟
في تصوري القضية ليست فقط في أن يتكلم الشباب وكفي، ولكن أن يتحول هذا الكلام والحكي إلي مشروعات مستقبلية تتجاوب مع أحلام الشباب وطموحاتهم، خاصة وأن الشباب بدأ الكلام بشكل كبير منذ عدة سنوات، في المعسكرات الشبابية التي تنظمها وزارة التعليم العالي، أو المجلس الأعلي للشباب، والتي يذهب إليها كافة المسئولين في الدولة ليستمعوا إلي الشباب ويحاورونهم.
وهذا في حد ذاته خطوة علي الطريق لكنها غير كافية لأنه علي حد علمي لم نسمع أن الحكومة أو الوزارات أو غيرها من الهيئات، قد أخذت ما قاله الشباب من قبل ودرسته، واستخلصت منه سياسات عامة تفيد الوطن والشباب الذي لا يزال حتي الآن يتحدث بلسانه ولم يلجأ إلي أية خطوات أخري.
استمعوا لحكايات الشباب هذه المرة بشكل مختلف، فما تنشره روزاليوسف ليس مجرد حكايات أو هموم شخصية لأصحابها، وإنما تعبير عن جيل كامل، تقتله الغربة في وطنه، ولديه شكوك عديدة حول مستقبله، ولا يعرف ماذا يخبئ له اليوم التالي.. هل سيجد فرصة عمل مناسبة؟.. هل سيحصل علي مسكن؟.. هل سيكون قادرا في يوم من الأيام علي تكوين أسرة صغيرة؟.. وما جدوي مشاركته في العمل العام والانخراط في الأحزاب السياسية وهو لا يشعر أنها تمثله أو تضيف إليه شيئا مفيدا.
وحتي يسمع المسئولون يجب علي الشباب أن يستمر في الحكي.. يحكي ويحكي ويحكي حتي يصل صوته لكل مسئول في هذا البلد.. ويعمل ألف حساب لهذا الصوت.