الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عن الفول والعدس.. واللحمة!






محمد حمدى روزاليوسف اليومية : 01 - 09 - 2009


منذ سنوات والناس يبحثون عن إجابة شافية وافية عن أسباب غياب السعادة حتي أكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة بجامعة عين شمس أن تناول الفول والعدس يجلبان السعادة لأنهما غنيان بمادة "التربتوفان" التي تزيد من إنتاج هرمون السعادة "سيروتونين".
وحسب "الوفد" التي نشرت هذا الاكتشاف الطبي الجديد فإن هذا الهرمون يؤدي إلي زيادة الشعور بالسعادة والانشراح ويفتح الشهية وهو موصل عصبي أيضا وله دور كبير في تنظيم النوم واعتدال المزاج.
وبما أننا من أكثر شعوب العالم التهاما للفول والعدس لذلك كنا أسعد الناس وأكثرهم انشراحا وانبساطا، حتي ارتفع سعر العدس ولم يعد أكلة شعبية فافتقد الناس نصف السعادة التي كان يوفرها العدس، فيما افتقد البعض السعادة الكاملة من الذين لا يجدون ثمن الفول بعد أن غاب عنهم العدس ولم يعد وجبة شعبية كما كان.
ويمكن لكل المتفائلين المبتهجين في هذا البلد من الذين يتناولون السيمون فيميه والكافيار، تحميل العدس والفول مسئولية الكآبة التي نعيشها هذه الأيام، وتبرأة الفساد والمحسوبية والأزمة المالية والحكومة المفترية وإلي آخره من عوامل النكد المتعددة والتي تتوالد بسرعة كبيرة.
أنا شخصيا من أشد المؤمنين بنظرية السعادة في الفول والعدس بفعل التجربة، فحين كنت طالبا في جامعة القاهرة في الثمانينيات عشت أسعد فترات حياتي، لأننا كنا نتناول العدس ثلاث مرات أسبوعيا في المدينة الجامعية.. ورغم أننا كنا نتندر علي العدس وما يسببه من سحابة غازية تخيم فوق المدينة الجامعية، إلا أن تلك الأيام لا تزال الأبهج علي الإطلاق!
أما من يريدون الاستفادة من فوائد العدس ولا يملكون ثمنه فليس أمامهم سوي السجون التي تحرص علي وجبات العدس للمسجونين، وهو أمر يثير الدهشة فعلاً فهل كانت لدي الشرطة معلومات سرية عن هرمون السعادة المختبئ في العدس لذلك أنعمت به علي السجناء فقط؟!
اختفي العدس.. ربنا يبارك في الفول.. ونص السعادة ولا الغم كله.. وإن كنت أفضل النكد باللحمة، والغم بالسمك علي سعادة الفول الدائم.. أو كما يقول شاعر العامية أحمد فؤاد نجم: انتو سيبونا نمو من اللحمة.. وانتو تعيشوا وتاكلوا الفول!!