الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قتل الشيعة يخدم مخطط الصراع المذهبي وحماية إسرائيل





  جريمة القتل الجماعي لمواطنين مصريين في خلاف مذهبي كان لا يمكن رؤيتها من منظور خلاف بين مجموعة من القرويين بعزبة أبو مسلم بمحافظة الجيزة وسكان آخرين بالقرية أساءوا لرموز دينية من آل بيت النبي «صلي الله عليه وسلم» بل مقتل حسن شحاتة القيادي الشيعي بمصر وثلاثة من رفاقه التابعين لمذهبه له أبعاد أخري داخلية وخارجية لا يمكن تغافلها، بل تصب في مخطط صيهوني امريكي يستهدف تقسيم منطقة الشرق الأوسط علي أسس مذهبية ليتحول الصراع من عربي إسرائيلي إلي سني شيعي.
 
القتل علي أسس مذهبية أو خلافات فكرية أخطر ما يهدد أعتي الدول وأقواها، ومن ثم يجب النظر إليه نظرة شاملة ومعمقة لجذوره، فداخليًا كان شحاتة تثار حوله شبهات الإساءة وسبق لجهات أمنية القبض عليه عقب تجاوزات علي منابر، غير أن ذلك لم يصل إلي حد القتل، فالقتل جاء لعدة عوامل منها الخطاب المتشدد ودعوة قيادات الإسلام السياسي متشددة في مؤتمر باستاد القاهرة لإعلان الجهاد ضد من أسموهم بالشيعة الصفويين بسوريا، بحضور رئيس الجمهورية وفي المقابل حالة الانفلات الأمني التي يسمح معها لمواطنين بممارسة القتل والتمثيل بالجثث في الطريق العام دون رادع، وقد سبق أن شهدت محافظة الشرقية قتل وتمثيل بجثث من اتهمهم القتلة بالبلطجة، وأقاموا بحقهم حد الحرابة دون رادع من الدولة . وفي المحيط الدولي فإن تحويل الصراع في سوريا من صراع سياسي مسلح بين نظام حكم ومعارضةإلي صراع مذهبي طائفي بتدخل إيران وحزب الله في الصراع لصالح الأسد وفي المقابل دعم دولة خليجية للمقاتلين السنة ثم إعلان الجهاد في سوريا وإرسال مقاتلين من الجانبين يعمل علي انزلاق المنطقة إلي الصراع المذهبي. هذا الصراع المذهبي يتم التخطيط له وتغذيته من قبل مخابرات دولية علي رأسها المخابرات الأمريكية والصهيونية بهدف تحويل الصراع في المنطقة من صراع عربي إسرائيلي يوحد العرب بمختلف الدينية والمذهبية في مواجهة مطامع  انتماءاتهم إسرائيل إلي صراع إسلامي إسلامي بين السنة والشيعة.
 
ملامح الانقسام والحرب المذهبية ظهرت ملامحهاجلية ففي العراق انقسام بين الشيعة والسنة وفي لبنان بالأمس صراع بين الشيخ أحمد الأسير وهو قيادة سنية وقوات الجيش اللبناني التي وصفها الأسير بالشيعية داعيًا الجنود السنة للاشنقاق عن الجيش، وفي البحرين يتم تحريك شيعة للتظاهر ضد الحكم وفي السعودية بالمناطق الحدودية المتاخمة لليمن كما يتم شق اليمن عبر الحوثيين المتحالفين مع إيران.
 
الخطر في خلق رأسين للحربة في الصراع المذهبين الطائفي إيران وحلفائها حزب الله اللبناني وشيعة العراق وشيعة الخليج ودولة علوية في سوريا بعد تقسيمها لتعذر حسم الصراع لصالح فريق وهو ما يحافظ عليه الغرب بالحديث عن دعم الطرف الضعيف للإبقاء علي توازن القوي لينتهي الصراع بالتقسيم.. دولة علوية شيعية وأخري سنية.
 
ورأس الحربة السنية يسعي لأن تكون مصر والسعودية وتضم دول الخليج وسنة العراق ولبنان ومن أجل ذلك تدعم  أمريكا اليوم دعوات الجهاد في سوريا وتدعم الإسلام السياسي في مصر فهل سيفوت تيار الإسلام السياسي المصري والشعب المصري الفرصة أم سيسيرون إلي المخطط بارتكاب جرائم ضد الإنسانية كما حدث بالأمس القريب في قرية أبو مسلم.