الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

نهاية الصحافة





 
 


محمد حمدى روزاليوسف اليومية : 03 - 09 - 2009


أمس دعا أحد أبرز ملاك صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية إلي اجتماع عاجل لمجلس إدارة الصحيفة لبحث إغلاقها، بسبب عدم قدرة ملاكها علي تحمل خسائرها، وبغض النظر عن اتخاذ قرار فعلي بإغلاق "ذي إندبندنت" من عدمه، فإن مستقبل الصحافة الورقية أصبح علي المحك، لدرجة أننا نقترب بسرعة غير متوقعة من عصر نهاية الصحافة الورقية.
اندبندنت التي تشعر بوقع الأزمة منذ فترة حاولت التعامل مع تراجع المبيعات والإعلانات أمام ثورة الانترنت فاتخذت قرارا في مارس الماضي بتزويد موقعها الإلكتروني بمائة شريط إخباري مصور في الأسبوع، موزعة بين الأخبار والرياضة وأخبار المجتمع والنجوم، علي أن يبلغ طول الأفلام 90 ثانية، إضافة إلي مجموعة من الفيديو كليب مدتها 20 ثانية تتوزع داخل المقالات.. لكن علي ما يبدو لم تنجح هذه الخطوة في وقف نزيف الخسائر.
وتضم إمبراطورية "إندبندنت نيوز أند ميديا" الإعلامية اكثر من مائة صحيفة في العالم، ولم يعرف ما إذا كان الاجتماع المرتقب سيناقش تصفية هذا الإمبراطورية ام سيتعلق فقط بصحيفة ذي اندبندنت أوف لندن.
ويدعو دينيس أوبرين وهو مستثمر في الاتصالات ويستحوذ علي 26 ٪ المائة من الشركة، إلي بيع "ذي إندبندنت" خاصة بعد أن بلغت ديون المجموعة 1‭,4 مليار يورو، كما تراجعت أسهم الشركة في البورصة، في وقت لا تحظي أسهم الصحف في البورصات بجاذبية أمام المشترين.
وما تعانيه الاندبندنت تتعرض له معظم الصحف في العالم كله، فقد تخطي الانترنت دوران عجلة المطابع، وفاقت الأخبار في سرعتها ومعدلات وقوعها سرعة الصوت والضوء، وأصبحت الفضائيات تنقل كل ما يحدث في أبعد مكان علي الأرض بالصوت والصورة في نفس لحظة الحدث. وتبدو الصحافة المكتوبة في هذا الوضع وكأنها سلحفاة في ساحة سباق مع سيارات الفورميلا وان!
إندبندت بالذات صحيفة لها تاريخ وتحظي بشعبية لدي العرب، لوجود عدد من الكتاب المتعاطفين مع القضايا العربية مثل روبرت فيسك، وهي ذات ميول يسارية ويمثل اختفاؤها من الساحة الصحفية البريطانية والعالمية كارثة.. لكن علينا الاعتياد علي مثل