الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كاملة أبوذكرى: أحداث مصر تحتاج مليون فيلم




تقف المخرجة كاملة أبوذكرى مثلها مثل ملايين المصريين أمام تحد واضح لرفض التفريط فى الحلم بمصر التى خرج الشعب يبحث عنها فى ثورة 25 يناير التى كانت من أول من وقف صفوفها، ورغم كل الكبوات التى تعرض لها الحلم حولها إلا أنها لازالت تؤمن بمصر وباليوم الذى سيعود فيه الحق للشعب الذى دفع دماءه ثمنا لهذا الوطن.. وشاركت أبوذكرى مؤخرًا بحركة تمرد التى دعت من خلالها بالنزول والاحتشاد يوم 30/6 المقبل بينما تنتظر عرض مسلسلها «ذات» الذى يسرد تاريخ مصر ما بين الثورتين، وعن أعمالها ورؤيتها السياسية كمواطنة تحدثت أبوذكرى فى الحوار التالى:
 
■ كيف تقيمين حال مصر فى الوقت الحالى؟
 
-التشدد والتطرف كان موجودا منذ أيام مبارك وقبل تولى الإخوان للحكم وانتشر بشدة من خلال شرائط الكاسيت وكتب عذاب القبر وغيرها من حالات التشدد، ولكن كلما هنالك أن «البكابورت» انفتح ومياه المجارى ظهرت فوق الأرض، وكانت شعاراتهم التى ضللوا بها الشعب أن الإسلام هو الحل، وانكشفت وجوههم فعرف الشعب أنهم لا يمتون بصلة للدين ولا للإسلام بل هم عبارة عن «بكابورت».
 
■ وهل الحل فى الاحتشاد يوم 30/6؟
 
- هذا هو الحل الوحيد أمامنا حاليا، واليأس خيانة وهم يريدون زرعه بداخلنا حتى نتراجع ولكننى متفائلة ومؤمنة كل الإيمان بمصر وبقوتها وصمودها أمام الأزمات، بغض النظر عن أن الإخوان كانوا من أكبر المصائب التى مر بها البلد ولكن سنقف أمامهم، وهذا اليوم سينجح إذا نزل كل مواطن وقع على استمارة تمرد للشارع لأن التوقيع لن يفيد بقدر الاعتصام الذى سيشكل عامل ضغط كبير.
 
■ هل تعتقدين أن الشعب المصرى سيعود للمطالبة بأهداف الثورة؟
 
- هى ثورة واحدة ومستمرة وثورة يناير لم تكتمل بعد ولم تنته بتنحى مبارك كما يعتقد البعض. فيجب أن نكمل المشوار بنفس الروح الجميلة التى بدأناها ويكفى أننا فى البداية اعتقدنا أننا تخلصنا من الظلم والفساد فور التنحى وكنا بالسذاجة وبراءة الطفولة التى لم نفكر من خلالها بالمكر السياسى واللعبة القذرة التى تلعب من خلف ظهورنا من سرقة وقتل وبيع البلد، فالسياسة لعبة قذرة ونحن وصلنا لأقذر مرحلة فيها.
 
■ وما ردك على من يتهمون الثورة بالتسبب فيما وصلت له مصر؟
 
- بالفعل لدى بعض الأصدقاء اللذين كانوا يقفون ضد الثورة ويؤمنون بعهد مبارك ويلقون علي بالاتهام أننى وزملائى «خربنا البلد» ولكنهم لا يعلمون أن نظام مبارك هو السبب فيما وصلنا إليه فهو الذى أهمل التعليم فترك شعبه جاهلاً يمكن لأى أحد أن يضحك عليه باسم الدين ويقول له إذا انتخبت فلانًا ستدخل الجنة والنار، وأهمل العمل والنقود فأصبح شعبه عاريًا وجائعًا يمكن شرائه بزجاجة زيت وبعض النقود القليلة، فلو كان مبارك يراعى ضميره فى شعبه لكنا شعبًا متحضرًا ومتعلمًا وشبعان وبالتالى لم يكن للإخوان مكان وقتها. والفرق بين مبارك ومرسى فى تعاملهم مع مصر أن الأول اغتصب فتاة وتركها فى الطريق، وكان الناس ينتظرون من ينقذها من الضياع ويعالجها فجاء شخص آخر اغتصبها مجددا وقتلها وقطعها لأجزاء وألقى بها فى الطريق.
 
■ لماذا لم يتم عرض فيلم «18 يوم» حتى الآن رغم أنه من أول أفلام الثورة؟
 
- لا أدرى ما المشكلة فى عرضه على وجه التحديد وهذا يسأل عنه الشركة المنتجة، فكان من المفترض أن يتم عرضه جماهيريا ولكن لا أعلم لماذا توقف حتى الآن. وقمنا بإقامة العرض الأول للفيلم بمصر من خلال مهرجان الإسماعيلية السينمائى منذ عشرة أيام، كما أنه تم مشاركته بمهرجان كان وحصوله على جائزة بمهرجان بلجيكا الدولى وكذلك عرض بمهرجان فى إيران والذى رفضت أن أذهب له لأننى أرفض الذهاب لهذه الدولة مثلما أرفض إسرائيل، واتمنى أن يعرض لكل الجمهور لأنه يحمل روح الثورة الحقيقية وحالة التكامل الشعبى التى كنا نعيشها ونحتاج إليها الآن بشدة.
 
■ هل يمكن إعادة التجربة مع عدد من المخرجين لعرض أحداث ما بعد الثورة؟
 
- تجربة مشاركتى مع 9 مخرجين فى تقديم عشرة أفلام قصيرة تجربة ناجحة وتحدينا بها أنفسنا واتمنى أن تعاد حتى لو بعدد أكبر أو أقل لأنها تساعد على توصيل الفكرة أو القضية بوجهات نظر مختلفة، ولكن فى الوقت الحالى الأحداث تتلاحق وتتسارع وتتطور بشكل خيالى، حيث أن هناك الجديد كل يوم تقريبا فلو قمنا بعمل فيلم سنتحدث عن ماذا بالتحديد فكل حكاية تحدث لنا حاليا تحتاج لمليون فيلم.
 
■ كيف تقيمين أزمة وزارة الثقافة؟
 
- كان من المتوقع أن يصر الإخوان على التضييق على الثقافة والإعلام لأنهم أكبر عدو لهم فى المجتمع والوحيد الذى يعمل على تشغيل وترقية عقول الناس، غير أن انتشار الجهل الوسيلة الوحيدة التى يضمنون بها استمرارهم فى الحكم.. لذلك قاموا بالضغط على المثقفين والاعتداء عليهم وأيضا الإعلاميين الشرفاء الذين يقفون ضدهم ويفضحون أمرهم باستمرار، وهذا الاحتقان والفساد لا يوجد بالثقافة فقط ولكنه يوجد بكل المؤسسات فى الطب والهندسة وحتى الشرطة، ويجب أن نعمل ونقيم المهرجانات والفنون المختلفة ونقف وندعمها لأن الفن هو الوسيلة الوحيدة لمواجهة طيور الظلام.
 
■ وماذا عن تأجيل مسلسلك «ذات» لأكثر من ثلاثة أعوام؟
 
- هو لم يكن جاهزا خلال هذه الفترة فنحن دأبنا فى كتابته منذ عام 2010 وبدأنا فى التحضير لحين هدوء الأوضاع، حتى بدأنا فى عملية التصوير الفعلية فى عام 2012 على أساس عرضه فى شهر رمضان الماضى.. وما زاد من مشاكل التصوير هو عدم انتهاء كتابة الورق بشكل كامل فكنا ننتظر السيناريو حلقة بحلقة أثناء وجودنا بالاستوديو.. وهذا النظام لم يكن مناسبا لى لذلك اعتذرت عن استكمال المسلسل واكتفيت بـ18 حلقة فقط منه ليكمل أستاذخيرى بشارة باقى العمل.
 
■ بعد تجربتك الدرامية الأولى هل ستقومين بتقديم مسلسلات أخرى؟
 
- فى الوقت الحالى أريد التفرغ للسينما بعض الشىء وبالفعل لدى مشروع سينمائى مع الفنانة إلهام شاهين تم تأجيله لنبدأ التصوير فى مارس 2014 وذلك لحاجة شاهين للراحة وبعض الوقت لأنها انتجت مسلسلها الأخير «نظرية الجوافة» الذى سيعرض فى رمضان المقبل وستقوم أيضا بانتاج هذا الفيلم، ولكن لدى شروط عندما أفكر فى تقديم عمل درامى جديد وهى توافر التميز التى يمتاز بها «ذات» وهو كونه مأخوذا عن رواية قيمة ولديه موضوع ثرى ويعتمد على شركة انتاج قوية.