الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأنفلونزا القادمة






محمد حمدى روزاليوسف اليومية : 08 - 09 - 2009


عقب الاجتماع الوزاري الذي عقده الرئيس حسني مبارك أمس لمراجعة الموقف من أنفلونزا الخنازير قال وزير الصحة حاتم الجبلي، وهو محق، "الموقف في مصر حاليا لا يزال في إطار آمن، لكن لا يمكن التنبؤ بما سيحدث غدًا أو خلال أسبوع".
الجبلي قال أيضا إن دراسة انتشار الأنفلونزا في نصف الجنوبي من الكرة الارضية خلال فترة الشتاء أظهر عدم وجود نمط ثابت لهذا المرض وبالتالي يصعب توقع ماذا سيحدث خلال الشتاء القادم.
هذا كلام مهم جدًا ويجعلنا نضع أيدينا علي قلوبنا خشية الشتاء القادم، فالفيروس لا يمكن التنبؤ بتطوراته، وخاصة في المدارس التي ستبدأ الدراسة بها خلال أيام، ولا يعرف أحد مدي كفاءة إداراتها في التعامل مع الانتشار الواسع لأنفلونزا الخنازير.
علي الورق تبدو خطة وزارتي الصحة والتعليم منطقية ومتدرجة، تبدأ بالتوعية والوقاية، وتدريب المسئولين في المدارس علي الاكتشاف المبكر للمرض والتعامل معه، ويلي ذلك عزل الحالات، وأخيرًا قواعد إغلاق الفصول والمدارس والفترة أو الفترات التي ستغلق فيها، وتطهير الأبنية التعليمية قبل إعادة إفتتاحها.
بعيدًا عن الأوراق والخطط أشك كثيرا في أن نظام التعليم الحالي في مصر قادر علي التعامل مع وباء بحجم أنفلونزا الخنازير في حالة تمدده وانتشاره بشكل وبائي وسريع، وأشك كثيرًا في قدرة مديري ووكلاء المدارس المنتشرة في ربوع مصر علي التفريق بين أنفلونزا الخنازير " وشوية حرارة".. وبين ضرورة عزل التلميذ مصاب أو علاجه "بسف حتة خميرة بيرة".
لا أريد تخويف الناس أو إشاعة حالة من الذعر، لكن التنسيق بين وزارتي التعليم والصحة في موضوع الإنفلونزا والمدارس، قد لا يتم بالشكل المطلوب، مما يستدعي التفكير جدياً في نقل هذا الملف إلي وزارة الصحة، بحيث تتولي هي متابعة المرض وانتشاره وإجراءات الوقاية في المدارس بحكم ما لديها من كوادر بشرية يمكنها القيام بذلك.
التعليم وزارة مهمة دائمًا لكنها في مرحلة الأوبئة عليها التفكير في تعويض التلاميذ عن فترات إغلاق المدارس وتعطيل الدراسة، وهذا هو شغلها الشاغل أما الأنفلونزا فهذا عمل وزارة الصحة وإداراتها ومستشفياتها في كافة ربوع مصر.