الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

ماذا تعرفين عن مجموعات المساندة النفسية «الجلسات الجماعية»؟




تعقد مؤسسة نظرة للدراسات النسوية جلسات استماع ومعالجة نفسية للفتيات الناجيات من جرائم الاعتداء الجنسي، حيث يتولد لدى الفتاة شعور دائم بالخوف والقلق وفقدان الثقة بكل من حولها، لذا قررت «نظرة» إعداد جلسات للمساندة النفسية وعلاج الصدمة لدى الفتيات عبر جلسات جماعية مدتها تتراوح ما بين ساعة واحدة وساعة و ربع الساعة لعدد يتراوح ما بين 6 و12 مشاركة مع ضمان السرية والخصوصية، هذه المجموعات تتكون من أفراد يعانون من ضغوط نفسية متشابهة، وتقوم أخصائية نفسية بتيسير وإدارة الحوار وتوظيف التفاعل الذى يتم بين المشتركين فى المجموعة لإحداث تغيير فى مفاهيمهم ورؤيتهم للمعاناة التى تعرضوا لها وإمدادهم بالدعم الاجتماعى والنفسى اللازمين، حيث توجد أخصائية نفسية أثناء الجلسات الجماعية. ويكون دورها الأساسى تيسير وتنظيم سير الجلسة، وتحرص على جعل جميع المشتركين يعبرون عن آرائهم والتحدث عن معاناتهم ومنح جميع المشتركين الفرصة فى التحدث والتعبير والتفريغ عن مشاعرهم السلبية. كما يمكن أن تتدخل الأخصائية فى إرشاد المشتركين وذكر نقاط تساعدهم على التفكير فى كيفية تخطى معاناتهم والتعامل معها، وتساعدهم فى رؤية مشاكلهم بشكل أفضل. 

 
أما الفرق بين الجلسات الجماعية والجلسات الفردية كبير، فالجلسات الجماعية أو مجموعة المساندة تضم مجموعة من الأشخاص الذين تعرضوا لمشكلات متقاربة ومعاناتهم متشابهة، وهذا يساعد فى جعل الشخص المشارك أن يشعر بالألفة مع باقى المجموعة وعدم الشعور بأنه يتعرض لهذه المعاناة بمفرده، كما تساعد الشخص المشارك فى التحدث والبوح بشكل أسهل مع باقى المجموعة المتفهمة للمعاناة. كما أن الشخص يستفيد مما يرويه الآخرون عن معاناتهم ويتعلم.
 
بينما الجلسات الفردية فتعتمد على رغبة الشخص المعرض للمعاناة فى التحدث بمفرده عن ما يضايقه ويزعجه دون الرغبة فى مشاركة ذلك مع آخرين، وأن يكون له وقت منفرد يتحدث عن نفسه وعن معاناته؛ ورغبته فى الحصول على قدر أكبر من الخصوصية، والمفاضلة بين الاثنين تعتمد على رغبة الشخص نفسه وطبيعة المشكلات التى يعانى منها.
 
تأتى أهمية مجموعات المساندة من خلال المساحات التى توفرها المجموعات للمشتركين والتفاعل الذى يحدث من أجل تبادل الخبرات والآراء فى كيفية التغلب على المعاناة والتعامل معها. وتساعد مجموعات المساندة الأشخاص المعرضين للمعاناة فى فهم أنفسهم وتجربتهم الشخصية والتعبير عنها مع آخرين تعرضوا لنفس المعاناة والتعرف على طرق مختلفة اتبعها المشتركين للتعامل مع المعاناة. كما تقوم الأخصائية النفسية خلال المجوعات فى مشاركة طرق تساعد فى حالات تذكر المعاناة أو ظهورها مرة أخرى أو عندما تقوم المعاناة بإعاقة سير الحياة اليومية. هذا بالإضافة إلى أن مجموعات المساندة تساعد فى اكتشاف الذات وما طرأ عليها من تغيير.
 
هناك قواعد لجلسات مجموعات المساندة يتم اتباعها وهى : السرية التامة من جانب المشتركين والأخصائى النفسي. يلتزم الجميع بالحفاظ على السرية التامة لما يدور فى الجلسة من قصص وتجارب وتعليقات وانفعالات، الاحترام الكامل لمختلف انفعالات المشتركين، التعبير عن المشاعر والأحاسيس اتجاه المعاناة بحرية كاملة، عدم مصادرة أى شخص من المشتركين لرأى الآخر أو تعنيفه فى الجلسات الجماعية، لا مكان للوعظ أو نصائح أو الأحكام أو المقارنة، سواء من الأخصائية النفسية أو المشتركين، تقبل الآراء التى يشاركها المشتركون فى الجلسة