الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«زينب» اجتهدت فى تفسير الشريعة و«عائشة» أول سفيرة و«أمل» ناشطة بدرجة إنسانة




فقدت الحركة النسائية والحقوقية المصرية والعربية ثلاثة رموز نسائية قيادية خلال الشهور الماضية وهن د. زينب رضوان استاذ الفلسفة فى كلية الدراسات الاسلامية، د. عائشة راتب اول وزيرة للتأمينات واخيرا امل محمود الناشطة الحقوقية التى تركت فراغا كبيرا فى الوسط النسائى والحقوقى، منذ أيام أقام  المجلس القومى للمرأه حفل تأبين للفقيدات شارك فيه لفيف من القيادات تقديرا ووفاء لهن وخصصت روزاليوسف هذه السطور تحية لمشوارهن ووفاء لإسهاماتهن فى شتى المجالات.
 حركت د. زينب رضوان المياه الراكدة فى عديد من التفسيرات للشريعه التى نقبلها دون التفكير فيها يأتى على رأسها قضية تعدد الزوجات كذلك المواريث ، فلقد اشارت الفقيدة رحمها الله ان كثيرا من آيات القرآن تحض على عدم التعدد مشيرة إلى أن الشريعة الإسلامية لم تعط للرجل الحق فى تعدد الزوجات.
  وأشارت إلى أن الإسلام أعطى للزوجة حق المطالبة بالطلاق فى حال زواج زوجها للمرة الثانية عن طريق الخلع، مؤكدة أن كثيراً من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية "يتم تفسيرها بشكل خاطئ".
 

 
واشارت  د.زينب فى بحثها عن "ميراث المرأة" إلى أن النظرة المتعمقة لفلسفة الإسلام فى الميراث توقفنا على أن الإسلام يأخذ بعدة اعتبارات أخرى لا دخل للذكورة أو الأنوثة فيها.. وعند تطبيقها كما تجعل المرأة ترث النصف من ميراث الرجل، فإنها تجعلها فى أحيان ترث بقدر مساو له، وأحيانا أخرى ترث ضعفه، أو أكثر وفى أحيان ثالثة ترث هى ولا يرث نظيرها من الرجال.
 
عن الدكتورة زينب رضوان أكدت السفيرة ميرفت تلاوى رئيس المجلس خلال التأبين أنها احتلت العديد من المناصب التى أثبتت فيها جدارتها وتميزها ، ولكن كان أهم من هذه المناصب هى كتاباتها عن حقوق المرأة فى الإسلام ،مشيرة الى أن هذه الحقوق كانت ومازالت نقطة اهتمام كبير ، مشيرة الى  أن المرأة تواجه حاليا هجمة قوية وممنهجة لمحاولة سلب حقوقها التى أعطتها لها الشريعة الاسلامية، كما أكد الدكتور محمود ليلة نجل الدكتورة زينب رضوان فى كلمته أن والدته ظلت تعمل حتى النهاية رغم أنها كانت تصارع المرض، واضاف انها كانت ترسم لنفسها نهجا من بداياتها وهدفا واضحا محددا منذ كانت فى المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية مرورا بالمجلس القومى للمرأة وحتى مجلس الشعب ، مشيرا الى انها ساهمت بمؤلفات وكتب كثيرة لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الاسلام وكانت تؤكد دائما ان رسالته كانت من انبل الرسائل السماوية فيما يتعلق بوضع المرأة وجاء ليصحح اوضاعها فى المجتمع، وكانت دائما تتمنى ان تترجم افكارها الى قوانين تساهم فى تصحيح وضع المرأة فى المجتمع .
 
أول سفيرة لمصر
 
حصلت الراحلة عائشة راتب على درجة الدكتوراة فى القانون الدولى وعينت وزيرة للتأمينات والشئون الاجتماعية فى عام 1971، تخرجت فى  كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1949بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف حيث أقامت فى ذات العام دعوى قضائية أمام مجلس الدولة للطعن على قرار رفض تعيينها بالجامعة استنادا إلى أنها امرأة وأن وجودها يتعارض مع تقاليد المجتمع، بالرغم من أن المحكمة رفضت الدعوى إلا أنها أكدت احترامها وتقديرها لتميز راتب العلمى وإقدامها على إقامة مثل هذه الدعوى.
 
عينت راتب معيدة بكلية الحقوق جامعة القاهرة ثم جاء تدرجها الوظيفى الأكاديمى مدرسة ثم أستاذة مساعدة ثم أستاذة ورئيسة قسم القانون العام بجامعة القاهرة حيث كانت قد حصلت على دبلوم القانون العام عام 1950 ودبلوم القانون الخاص عام 1951 وحصلت على الدكتوراة من كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1955.
 
كما عينت  راتب وزيرة للشئون الاجتماعية عام 1974 واستقالت عام 1977 عقب أحداث يناير 1977, حيث رفضت فرض أية زيادة فى أسعار السلع والمنتجات بما يضر بمحدودى الدخل وعينت فى أعقاب استقالتها سفيرة لمصر فى الدنمارك ثم فى ألمانيا، ويعد من أبرز إنجازاتها مد مظلة التأمينات الاجتماعية لتشمل الأسر الأشد فقرا واحتياجا.
 

لها العديد من المؤلفات أهمها "الفرد والقانون الدولى"، "المنظمات الإقليمية والمتخصصة، والتنظيم الدبلوماسى والقنصلى"، "العلاقات الدولية والعلاقات الدولية العربية"حصلت الدكتورة عائشة راتب على جائزة الدولة التقديرية عام 1995، وهو ما أكدته تلاوى فى كلمتها أن راتب قدمت لمصر الكثير كأستاذ للقانون وكسفيرة وكاتبة ومحللة سياسية، ومناضلة من أجل حقوق المرأة المصرية، مشيرة انها قد شرفت مصر فى الداخل والخارج يحفظها لها التاريخ، مشيرة الى موقفها فى مجلس الوزراء عام 77 عندما رفضت اقتراح مواجهة الطلبة الثائرين ، والذى كان سببا فى تقديم استقالتها من منصبها كوزيرة للتأمينات والشئون الإجتماعية فى ذلك الوقت، كما أكد الدكتور صالح شريف نجل راتب أنه قد عُرف عنها اتقانها لعملها سواء على المستوى الشخصى أو المهنى، وكانت دوما تقف لكلمة الحق ولا تخف لومة لائم فى حجتها، ولقد ادت رسالتها على أكمل وجه ،ممثله لوطنها واضعة الصالح العام نصب عينيها، وكانت تؤكد دائما ان المراة عنصر الحياة وليست كيانا اجتماعيا ضعيفا تابعا للرجل فهى المسئولة عن إنشاء اجيال قادرة على مواجهة ضغوط الحياة ، وكانت ترغب دائماً فى أن تكون العلاقة بين الدول العربية والغربية فى إطار واضح يتسم بقيم العدالة الاجتماعية والاعراف الدولية والمساواة والحوار بين الطرفين وضرورة التخلى عن الرؤى الأحادية ، وليس عن طريق استخدام القوة أو التلويح بها.
 
إنسانية أمل محمود
 
 أمل محمود إحدى القيادات الوطنية النسائية وأمينة المرأة فى الحزب الناصرى سابقا وأمينة ملتقى تنمية المرأة حاليا والناشطة فى مجال الدفاع عن حقوق المرأة وعضوة المؤتمر القومى العربى، بدأت نضالها فى السبعينات بعدها انضمت الى الحركة الناصرية لتتولى منصب امينة المرأة فى الحزب، كما امتد نضالها للدفاع عن حقوق المرأة ودعمها ومساندتها.
 
لم تكتف أمل بالنضال وهى واقفة على قدميها بل أصرت عليه حتى وهى على فراش المرض حتى وإن كان "اضعف الإيمان فأصرت على التوقيع على استمارة "تمرد" تلك الحركة التى تسعى من خلال جمع التوقيعات إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
 
يذكر أن ظهور المناضلة أمل محمود كان فى أوائل تسعينيات القرن الماضى أثناء الإعداد للمؤتمر العالمى الرابع للمرأة الذى عقد فى بيجين عام ١٩٩٥م، لفتت الأنظار إليها بخطاب سياسى ديمقراطي، واتجاهات حداثية، لصالح حقوق المرأة التى واجهت انتكاسة كبيرة فى ذلك الوقت بسبب سياسات الليبرالية المتوحشة واقتصاد السوق، وغياب دور الدولة عن حماية القطاعات الاجتماعية المهمشة، وهو ما أكدته تلاوى من الدور البارز الذى قامت به محمود لخدمة المرأة والمجتمع من خلال عملها  التطوعى فى منظمات المجتمع المدنى مشيرة الى أننا فى أمس الحاجة حاليا الى مثل هذه الشخصية التى لا تتوانى عن المساهمة بجهدها ووقتها لتغير واقع وحال المرأة المصرية والمجتمع المصرى الى الافضل من خلال عملها فى هذه المنظمات التى تعد الشبكة الاساسية لحماية الشعب المصري، بينما أشارت مى خالد كريمة المناضلة أمل محمود أن والدتها عاشت فى ظل أسرة مصرية مناضلة سياسيا ورثت عنها حب النضال والمواجهة والتحدى والصبر مشيرة الى أنها بعد تخرجها من الجامعة دخلت العمل النقابى إلا انها واجهت العديد من العقبات، كما واجهت خلال مشوراها تحديات كبيرة لكونها امرأة لذلك كانت حريصة على العمل على تغيير هذه النظرة السلبية عن المرأة  فاتجهت إلى لعمل التطوعى إلى جانب عملها السياسى.