الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إبداع




شعراؤنا شموس فى سماء الإبداع ينيرون لنا ببصيرتهم وبصرهم طريقنا ويخبرونا ما لم نخبره فيما فاتنا من أمورنا الحياتية فهم بمثابة توثيق وشهادة على عصرهم ونحن نخصص هذه المساحة من الإبداع فى ذكرى رحيل شاعرين مبدعين .. الشاعر محمد عفيفى مطر، الذى حمل عدة ألقاب مثل: «المنسي» أو «المُغيَّب» لكن أكثر ما كان يميز شعره حقيقة هو ذلك الحضور القوى للفظة «الظلام» ... سواء ذلك الذى أحاطه فى زنزانته التى أسماها «الجحيم» أو ذلك الظلام الذى لون لحظته التاريخية المعيشة التى عاش فيها بين الظلام والخوف والحزن... ومبدع الأغنية مأمون الشناوى صاحب الفضل فى إعادة صياغة أغانى الفلاحين والأغنيات الشعبية الفلكورية المصرية، الذى حمل على عاتقه إيصال الأصوات الشابة والموسيقيين الجدد، ويساعد فى تقديمهم إلى الساحة الفنية، ويكتب لهم خصيصاً بل ويذهب لهم للصحافة ووسائل الإعلام لتقديمهم.
 

 
الأرض القديمة
رأيتُها فى صكوكِ الإرثِ مكتوبة
سِفْراً من الإنسان والإزميل
والحجرِ
رأيتُها من شقوق الصيفِ
مسكوبة
غاباتِ أيدٍ ترعرعُ فى دم الشجرِ
وأَوْجُهاً من حميم الطمى مجلوبة
 منسوجة بالفروع الخُضَر والثمرِ
وأعظُماً غالبتْ أكفانَها، انقلبتْ
فراشةً حمراءَ مخضوبة
بالنار والغيم والرَّهَج الدوّارِ فى
السفرِ..
كانت صكوكُ الإرثِ مختومة
بخاتم ملتهبٍ وأحرفٍ مشويّة
وكان فى أطرافها من سلّة الأيامْ
زخرفةٌ كوفيّة
وأَثَرُ القوافلِ المغبرَّةِ الأعلامْ
 والزحمةُ التى تشبهُ عشَّ البومة
وطرّةُ السيّافِ والإمامْ
والصرخةُ المكتومة !
حين تقصّفتْ أصابعى ويبستْ
مفاصلُ الراحلة الملعونة
وقفتُ فى الصحراء تحت الشمسْ
أنتظرُ الطغراءَ والأوامرَ الميمونة
 كى أستطيع الهمسْ .
وقفتُ فى الصحراء واجماً مُقنَّعاً
أنظر جِلْدَ الأرضْ
مستبدلاً منتسخاً مرقَّعا
وكلما ثبّتتِ الشمسُ رماحَها
الحمراءَ فى جمجمتى
 قطعتُ رحلةَ الوقوفِ بالقراءة..
(أُخرج من غيابة العباءة
صحائفَ الإرثِ المقدّسة
وكلما تخرّقتْ سطورُها
بالأَرَضه
تهدّمتْ مدينةٌ على رؤوس
ساكنيها
 أو سقطتْ تحت نعال الروم
قلعةٌ أو مملكه
أو زحفتْ حدودُنا وسوّرتْ
مواطىءَ الأقدامْ..).
لو أن هذى الشجرة
لم تجدلِ الجذورَ للأعماقْ
لو أنها لم تطبخِ الضوءَ بجوفها
وتغزل الأوراقْ
لما تملّكتْ شبراً على مملكة
الصعوِد والهبوطْ
تمتدّ فيه أو تطرح ظلَّها المنقوشَ
بالزَّهَرْ..
أراكِ يا غزالةً بريّه
تنتظريننى خلال كلِّ جبلٍ بجوف
كل شجرة
وتركضين فى الغمامة المسافره
لو نبتتْ أصابعى المقصوفة
لكنتِ - يا غزالتى البريّة -
صبيّةً فتيّة
تمنحُنى كعكتَها المقدّسة
وشالَها المهدودبَ المنقوطَ
بالسنابلِ الحمراءْ..
 
شعر- محمد عفيفى  مطر
 
 
الخفافيش.. أبدا
 
 
فتحت عينى فيِ ذبول الشمس وهى تجر في
أظلافها رملا تذريه على شفق الغروب
والظل يزحف صاعدا فوق الحوائط
ناسجا دغْش الزوال سقيفة تدنو
قتامتها رواقا لانفلات الصبْية اللاهين
والمتنظرين أمام باب الليل أن تنقض
أسراب من الفحم المجنح:
خفة، وذكاء تحويمي، ومكر مناوراتي،
وانقضاض ليس يوقفه اصْطدام بالحصى أو
بالعصا أو بالحوائط والسقوف
كانت تدوم ثم ترخى جلدها العريان في
غبشى يذوبه الظلام
شيئا فشيئا.. والشظايا من رفيف الفحم ترْفو
جبة الظلمات فالملكوت خفاش يلعلع صوته
المسنون.
-: يا ولدى ابتعدْ
واعقلْ جنون الصيد
- أوهام وظن طائش هذى العصي
وهذه الحصباء -
فاقعدْ ريثما أحكيِ عن الخفاش
والخفاش صيد لا يصاد
هو لوْعة سوداء كامنة معلقة بأعماق
الخرائب والبقايا من بيوت أقفرتْ..
لم يبق إلا الجن والخفاش،
وهو الوهم والظن المثير المستفز
لبهجة الصياد،
وهو مفتق الإلهام من حيلى ومن أملي
ومن حسْم وتأجيل وطقس يستعاد
حتى إذا اشتبكتْ مخالبه بوجهى أنشبتْ
واستغْوَرَتْ فى لحمه حتى العظام
لا شيء يدفعه ليترك صيده إلا دوى الطبل
والزمار يلعب بالغوازى العاريات
وأبوك شيخ لا تليق به الفضيحة
فاستمعْ لي، وانْس خفاش الظلام
واقعدْ لأحكى عن خفافيش النهار
من نسل آدم أو سلالات الكلام
 

 
شعر- محمد عفيفى مطر
 
 
 
ويلك ويلك 
ويلك ويلك يامشتاق
من طول ليلك والاشواق
 ويلك ويلك يا مشتقاق
 ويلك ويلك يا مشتاق
من طول ليلك والاشواق
ويلك ويلك يا مشتاق
 سبحت بحور طلعت جبال
 عبرت سهول طويت رمال
سألت عليكم كل خيال
 ما خليت شىء بغير بغير سؤال
سألت عليكم كل خيال
ما خلت شىء بغير بغير سؤال
اسأل حبايبى حبايبى فين
ويلك ويلك يا مشتاق
 غريب الدار حزين محتار
ياولداه ياولداه
 نهاره نار وليله مراد
وعقله تاه وعقله تاه
فى نهارى حيران القلب وفى ليلى مرتاح على جنب
 فى نهارى حيران القلب وفى ليلى مرتاح على جنب
ويلك ويلك يا مشتاق
من طول ليلك والاشواق ويلك ويلك يا مشتاق
قلبى اه حيران ما عرفت راحه يوم
قلبى اه ياحيران مادقت راحة يوم
الا ما شفت حبايبى حبايبى ال فرلقهم طال بى
فراقهم طال بى
ويلك ويلك يا مشتاق
من طول ليلك والاشواق
ويلك ويلك يا مشتاق ..
شعر- مأمون الشناوي
 
 
سلطانة الأطلال
بينى وبين خرائب الأهل القدامى
- بعد أن غالتهمو غول الفجاءة بالرحيل
وتقادمتْ خطواتهم فى ليل ذاكرتي
وذاكرة المكان -
شرْخ بشباك وشق فى جدارى مائل،
وأنا أحدق عبر صمت معتم علـى أرى
آثار عرس أو بقايا مأتم أو
صندلا لصبية قد أعْجلتْها الغول عنه
أو انفراط الأحرف الأولى بأقلام
الطباشير الملون خطها طفل صغير
هى قفزة أعلو بها فوق الجدار
وخطوة.. فأكون أول من يرى
النسيان رأى العين:
آنية تكسر طينها حرقا من العطش
استنامتْ فيِ نسيج العنكبوت
ومراقد الحيوان والإنسان ربْقة ماعزى بليتْ
وفضْل حصيرة شرب التراب ترابها
تتأكل الجدران تحت نضائح الملح المرقدِ،
والمهجات العميقة والشنشْنات التى اكتحلتْ
بدخان المصابيح القديمة حفها جير من
الذرْق المنمش.
هذه الأعشاش خالية..
نداء الشمس والريح الطليقة بعثرا أسرابها
عيثت فى ظلم المهجات
ارتعدت بنقرتى وبخمش أظفاري
وريشى مرتعبْ
من مكْمن البوم اسْتللت البومة الكبرى،
لويت جناحها بجناحها،
انتفضتْ وحاولت الهربْ
ورجعتْ وهى أسيرة الفخين: كفى والعش فى الضوء،
وجه فى مهابته كوجه الأولياء الملهمين
حفتْ به من هالة الأسفار فى الظلمات شيْبته
حريرا فى نديفى من زغبْ
عينان واسعتان شهْلا وان كالبحر المصفى
فى زجاج كهوفه،
لا تنظران وليستا تريان شيئا من غثاء الصبح،
منقار به كِبر الملوك وكبرياء الفهم.
-: أنتِ وريثة الأهل القدامى الراحلين
وحفيظة الدمنِ البواليِ
والعليمة بالسرائر كيف كانت تغْتليِ بالعشق
والشعر المجنح بالجنون
وهواجسِ الأهوالِ من غلى وجوع واحْتراب وانكسار.
أطلقْتها بعد انحدار الشمس،
-: روحي.. واشهدى فى ظلمة الملكوت
هوْل الذاكرة..
 
محمد عفيفى مطر

 
كل ليلة وكل يوم 
كل ليله وكل يوم أسهر لبكره
فى انتظارك يا حبيبى
فكرى طول الليل فى ليلك والنهار
كله فى نهارك يا حبيبى
يا ترى يا واحشنى بتفكر فى مين
عامل ايه الشوق معاك
عامل ايه فيك الحنين
 سهرت السهر فى عينيه صحيت المواجع فيه
كل ساعة وكل ليلة وكل يوم
بعد ما اطمن عليك
كل ساعة وكل ليله وكل يوم
بعد ما اطمن عليك
ح يجينى نوم يا حبيبى
 قوللى إيه حلو فى حياتى و انت غايب عن عينيه
السهاد أنا فيه ليلاتى والبعاد طول عليه
يا حبيبى أنا من كتر اللى قاسيته وداريته عليك
موش بصدق انى اتحمل
فى يوم فرحة لقا عينيًّ بعينيك
يا ترى يا واحشنى بتفكر فى مين
عامل إيه الشوق معاك
عامل ايه فيك الحنين
سهرت السهر فى عينيه صحيت المواجع فيه
كل ساعة وكل ليله وكل يوم
بعد ما اطمن عليك
ح يجينى نوم يا حبيبى
كل نار تصبح رماد مهما تقيد
إلا نار الشوق يوم عن يوم تزيد
 ابعت لى قل لى انت فين لو تقدر
بستنى منك كلمتين مش أكتر
يطمنونى حبهْ عليك وع المحبة
يا ترى يا واحشنى بتفكر فى مين
عامل إيه فيك الحنين
سهرت السهر فى عينيه صحيت المواجع فيه
كل ساعة وكل ليله وكل يوم
 بعد ما اطمئن عليك
ح يجينى نوم يا حبيبى
كان قربك هنا وحنيه وليالى جميله هنيه
طار بى الأمل بجناحه ولمست النجوم بايديه
الدنيا بقيت مش هيه وف بعدك يا عينى عليه
وح افضل كده يا حبيبى استنى الليالى الجايه
يا ترى يا واحشنى بتفكر فى مين
عامل إيه الشوق معاك
عامل إيه فيك الحنين
سهرت السهر فى عنيه صحيت المواجع فيه
كل ساعة وكل ليله وكل يوم
بعد ما اطمن عليك
ح يجينى نوم يا حبيبي
شعر- مأمون الشناوي
 
 
دارت الأيام 
ودارت الأيام ..
ومرت الأيام ..
ما بين بعاد وخصام ..
وقابلته نسيت انى خاصمته
ونسيت الليل اللى سهرته
وسامحت عذاب قلبى وحيرته
ما أعرفش ازاى كلمته
ما قدرش على بعد حبيبى
أنا ليه مين الا حبيبى
قابلنى والاشواق فى عينيه
سلم وخد ايدى فى ايديه
وهمس لى الحق عليه
نسيت ساعتها بعدنا ليه
فين دموعى عينى اللى ما نامت ليالى
بابتسامة من عيونه نساهالى
أمر عذاب وأحلى عذاب
عذاب الحب للاحباب
ماقدرش أصبر يوم على بعده
دا الصبر عايز صبر لوحده
 ما قدرش على بعد حبيبى
أنا ليه مين الا حبيبى
وصفولى الصبر لقيته خيال
وكلام فى الحب يا دوب يتقال
أهرب من قلبى أروح على فين
ليالينا الحلوة فى كل مكان
مليناها حب احنا الاثنين
عينى ع العاشقين
حيارى مظلومين ع الصبر مش قادرين
ماقدرش أصبر يوم على بعده
دا الصبر عايز صبر لوحده
ما قدرش على بعد حبيبى
ومرت الأيام ..
ودارت الأيام ..
وهل الفجر بعد الهجر بلونه الوردى يصبح
من فرحتى تهت مع الفرحة
من فرحتى لا بنام ولا بصحى
ولقيتنى معاه بعيش
فى ربيع مفيش كده
ين شوق ما ينتهيش
وشوق تانى ابتده
 ما قدرش أصبر يوم على بعده
دا الصبر عايز صبر لوحده
ما قدرش على بعد حبيبى
أنا ليه مين الا حبيبي
 
شعر- مأمون الشناوي
 
 
 
 

أول همسة 
زى النهارده كان حبك يوم ماعاهدتك اصون ودك
وحلفت لك انى باحبك وكان يمينى فوق خدك
كان احلى همسة لاحلى وردة فكرها لسه زى النهاردة
كان الشعر غصون تعانق غصون
والزهر يبعت انفاسه فرحان بعطرة اللى ف كاسه
وعاهدتنى ... وسألتى وحلفت لك طول عمرى لك
فى احلى همسة
بأيدك سقيتنى الهنا والحنان وعدت سقيتنى الضنا والهوان
ما قلتش ياريتنى ما كان اللى كان
باحبك فى قربك وبعدك باحبك فى غدرك وودك
بحبك بحبك بحبك
وهما تقسى على ماحملش منك اسية
واعيش فى ذكرى هواك واحلم بايام رضاك
 كان احلى همسة
ماليش امن ياحبيبى فيك غير انى اشوفك فى عينيه
انا اللى بهواك وحدى
اخاف عليك يوم تنسانى وتنسى وجدى واشجانى
كان احلى همسه
وان فاض بى شوقى ووجدى ولا افكر اسلى
كان احلى همسه
 
شعر- مأمون الشناوي