الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اغتيال أسوان.. شكرا لهيئة الآثار3






محمد حمدى روزاليوسف اليومية : 14 - 09 - 2009


كنت أنوي مواصلة الكتابة عن مشروع بورتو أسوان السياحي الذي وافق عليه محافظ أسوان، دون التفات لمخاطره التاريخية والأثرية والبيئية، خاصة في ظل تأسيس مجموعات علي الفيس بوك للدفاع عن أسوان، وانتقال الخبر إلي المواقع الإلكترونية النوبية حتي أصدر المجلس الأعلي للآثار بيانا أمس يعلن فيه رفض مشروع بورتو أسوان.
وأعتقد أن هذه الخطوة من المجلس الأعلي للآثار تضع نهاية لهذا المشروع الذي كان سيتسبب في احتجاجات شعبية واسعة في أسوان علي غرار ما قام به أهالي دمياط في أزمة مصنع أجريوم للأسمدة، لكن الحمد لله أن المجلس الأعلي للآثار وأمينه العام الصديق الدكتور زاهي حواس تدخلوا بسرعة فكفونا شر القتال وقالوا كلمة الحق لوضع نهاية لهذا العبث بالآثار والتاريخ والحضارة وهي أغلي ما نتملكه الآن.
وحسب الدكتور محمد البيلي مدير عام منطقة آثار أسوان والنوبة فإن المجلس الأعلي للآثار رفض إقامة المشروع السياحي العالمي الذي تقدمت به إحدي الشركات الاستثمارية، والمعروف باسم بورتو أسوان نظراً لوقوعه داخل الحرم الأثري. مشيرا إلي أن تقرير اللجان الأثرية التي عاينت الموقع أفاد بأن هذه المنطقة تقع داخل حزام الحرم الأثري وأملاك الآثار.
وأضاف أن المشروع كان سيقام علي أطلال أحد أهم المواقع المسجلة علي قائمة التراث العالمي، وهي مواقع النبلاء التي تضم أكثر من 100 مقبرة لحكام وأمراء الدولة القديمة والوسطي والحديثة الفرعونية، والذين غزوا منطقة أفريقيا الاستوائية والنوبة، بالإضافة إلي موقع آخر يمثل دير الأنبا سمعان الأثري، والذي يرجع للعصر القبطي في مصر.
وأشار البيلي إلي أن المشروع سيدمر تراثا حضاريا منذ آلاف السنين، حيث إن جميع تقارير اللجان التي شكلها المجلس الأعلي للآثار رفضت المشروع.
وكل ما نأمله ألا يحاول السيد محافظ أسوان أو أعضاء المجلس المحلي للمحافظة الذين وافقوا علي المشروع رغم خطورته الالتفاف علي قرار الآثار، وعدم العبث بتاريخ مصر، ولعل في هذا الرفض درسا لأي رجل أعمال بألا يحاول الاقتراب أي منطقة تمثل جزءا من الذاكرة الوطنية وتمثل تراثا بشريا لا يجوز خصخصته لمجرد الكسب الكبير والسريع من بعض المغامرين.