الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

السفير الإسرائيلي عندنا





محمد حمدى روزاليوسف اليومية : 17 - 09 - 2009


أتوقف عن متابعة قضية آثار أسوان مؤقتا، بعد أن استفزتني بشكل غير مسبوق زيارة السفير الإسرائيلي في القاهرة لبيتي، وأقصد مؤسسة الأهرام التي أتشرف بالعمل بها والانتساب إليها، وقد فوجئت، كما فوجئ زملائي الصحفيون بالزيارة الغريبة وغير المرحب بها التي قام بها السفير للدكتورة هالة مصطفي رئيس تحرير مجلة الديمقراطية في مكتبها بالأهرام. وهنا لابد من توضيح بعض الحقائق:
أولا: من حق الدكتورة هالة مصطفي أن تلتقي من تشاء، فلا أحد يمكنه الحجر علي حريتها في التحرك أو الاعتقاد أو التفكير، لكن حين يتعلق الأمر بلقاء مع السفير الإسرائيلي داخل مكتبها في الأهرام فإن الأمر يتجاوز حدود الحرية الشخصية، إلي موقف المؤسسة التي تعمل فيها من التطبيع، وهو أمر يقتضي بالضرورة إخطار رئيس مجلس الإدارة والحصول علي موافقة منه، ولا أعتقد أن الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مجلس إدارة الأهرام يمكنه الموافقة علي هذه الاستضافة في ظل رأي عام داخل الوطن والمؤسسة يرفض التطبيع مع إسرائيل.
ثانيا: هناك قرار من الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين وهي أعلي سلطة داخل النقابة برفض التطبيع مع إسرائيل وجري تجديده أكثر من مرة وفي عدة مناسبات، مما يعني أن استقبال السفير الإسرائيلي لا يخالف التوجه العام للعاملين في الأهرام فقط، وإنما يمثل أيضا مخالفة صريحة لقرار نقابي كان علي الدكتورة هالة الالتزام به.
وفي ضوء ما تقدم أظن أيضا أن الدكتورة هالة وضعت الجميع في مأزق كبير، فمطلوب من مؤسسة الأهرام تهدئة الصحفيين الغاضبين من هذا التصرف، وفي نفس الوقت عليها التأكيد علي الحرية الشخصية لكل العاملين بها وهي معادلة صعبة جدا، لكن الصمت عليها قد يكون أصعب..
وفي نفس الوقت علي نقابة الصحفيين تحريك آلياتها للتعامل مع هذا الخرق الواضح لتوصية الجمعية العمومية بمنع التطبيع مع إسرائيل، وقد قرأت علي لسان الزميل علاء ثابت عضو مجلس النقابة انه لن يتم السماح لهذه الواقعة بالمرور دون حساب.
وفي كل الأحوال أخطأت الدكتورة هالة مصطفي بتحديها لقرارات النقابة ومشاعر زملائها في الأهرام، رغم التأكيد علي حقها الشخصي في مقابلة السفير الإسرائيلي كيفما شاءت.. لكن ليس في بيتنا.. كما أن عليها أن تتحمل تبعات هذا اللقاء.