الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

هلاوس تطبيعية





محمد حمدى روزاليوسف اليومية : 19 - 09 - 2009


منذ دعوتها السفير الإسرائيلي لزيارتها في مكتبها بمؤسسة الأهرام لا تزال رئيس تحرير مجلة الديمقراطية الدكتورة هالة مصطفي في حالة عدم اتزان تبدو واضحة في تصريحاتها وحواراتها الصحفية والتليفزيونية، التي لم تتوقف، وربما لا تريد لها أن تتوقف، فهي فرصة سانحة للعودة إلي الأضواء. وإلقاء الاتهامات علي الجميع دون استثناء أحد.
قراءة ما قالته هالة طيلة الأيام الماضية لا يحتوي إلا علي اتهامات مرسلة وأسماء مجهولة.. ومصدر واحد تعتمد عليه وهو السفير الإسرائيلي، فمثلا في الحوار الذي أجرته الزميلة والصديقة نشوي الحوفي تقول هالة مصطفي: "السفير الإسرائيلي عرض علي نشر قائمة بأسماء كل من استقبلوه في الأهرام لكنني رفضت إحراج أحد" ومثل ما قالته أيضا: "السفير الإسرائيلي زار مؤسسة صحفية أخري قبل زيارته الأهرام بيوم واحد".
ومثل هذا النوع من الاتهامات يدل علي أن صاحبتها لا تملك معلومات حقيقية، لأنها لو كانت تعرف شيئا ما سكتت، وتكلمت فورا وذكرت الأسماء بدلا من سياسة الأعيرة الطائشة التي تطلقها في كل الاتجاهات علي أمل أن يصيب احدها أي شيء ينقذها من الورطة التي وضعت نفسها فيها.
وبغض النظر عن الشو الإعلامي الذي تصنعه هالة مصطفي بين الحين والآخر، سواء لإعادة وضع نفسها في دائرة الضوء.. أو حتي لتشعر بأنها لا تزال مرغوبة.. سياسيا وإعلاميا.. فإن مثل هذا النموذج الذي تعبر عنه هالة مصطفي ليس غريبا علي الحياة العامة وهو يتكرر كثيرا جدا، فبعض الناس الذين يصعدون فجأة دون مبررات موضوعية تدعم هذا الصعود، يشعرون بحالة من الاكتئاب حين تتواري عنهم الأضواء فيلجأون لتصرفات غير معتادة ظنا منهم أنها ستعيد إليهم بعض البريق الذي فقدوه.
ورغم أنه لا يجوز حساب أي إنسان علي أفكاره "من شاء التطبيع فليطبع، ومن شاء المقاومة فليقاوم".. فإنه ليس من حق أي أحد محاولة الإيحاء بأن ما يقوم به هو موقف المؤسسة التي ينتمي إليها.. أو تلبيس المؤسسة التي ينتمي إليها مواقف سياسية لا تعبر عنها ولا تتبناها. هذه هي الخطيئة الكبري التي أخطأت فيها هالة مصطفي مع الأهرام ومع زملائها الذين لا يشرفهم زيارة السفير الاسرائيلي لبيتهم.. لذلك يجب علينا العودة للتعامل مع قضية التطبيع باعتبارها موضوعا مهما يستحق الدراسة .. وليس علي طريقة الهلاوس التطبيعية التي تنتاب البعض من الحين للآخر!