الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة ميدوم ببنى سويف تواجه خطر الاستبعاد من اليونيسكو





باتت واحة ميدوم أقدم واحة على وجه الأرض والتى تضم هرم ميدوم أقدم هرم أثرى فى التاريخ مهددة بالحذف من منظمة اليونيسكو بعد أن ضربتها يد الاهمال وغرقت فى المياه الجوفية.
 الواحة التى كانت قبلة لآلاف السياح من جميع أنحاء العالم تحولت من بقعة خضراء جميلة إلى أرض قاحلة لا ينبت فيها نبات ولا يرتادها أحد بعد أن أغرقتها المياه وحاصرتها البرك المائية والمستنقعات وأكوام القمامة.
يصرخ  علاء زارع عبدالحليم كبير مفتشى آثار ميدوم شاكيا ومستنجدا بالعديد من الجهات سواء التابعة لوزارة الآثار والمحافظة أو المحليات أكثر من مرة بخصوص التصرف فى زيادة نسبة المياه الجوفية بالواحة ومنطقة الهرم دون جدوى.
وطالب بضرورة وضع حل جذرى  للعديد من المشاكل الأثرية مثل ترك «التوابيت» فى محيط الهرم مما يعرضها للتخريب  والنهب من قبل أيادى الزائرين أو العوامل الجوية محذرا من أن المياه الجوفية بدأت تتفاعل مع جدران الهرم مما يشكل خطرا داهما عليه.
ويحذر محمود سلامة مفتش آثار بنى سويف من كارثة تكمن فى استبعاد منطقة ميدوم من الأماكن السياحية بمصرالمصنفة بمنظمة اليونيسكو رغم أنها تحتوى على آثار نادرة ومتعلقات أسر فرعونية كاملة بسبب منازل المواطنين التى تمت بناؤها على أنقاض منازل ملوك الفراعنة فى غياب للرقابة وكذلك الأراضى التى تم زراعتها حول منطقة واحة ميدوم بما فيها الهرم الأقدم فى التاريخ.
يضيف محمود عبده الراوى باحث اثرى أن المياه الجوفية بدأت تتسرب بعد ظهور الكثير من التعديات الزراعية والبناء بمنطقة هرم ميدوم الأثرية وخاصة من الناحية الغربية للهرم مشيراً إلى أن هذه التعديات الصارخة ظهرت مع مطلع السنوات العشر الأخيرة ولكنها استفحلت بصورة كبيرة بعد الثورةاستغلالا لتدهور الحالة الأمنية للبلاد.
ويكشف على حسين مهندس حفريات أن التعديات تجسدت فى السماح لبعض الشركات العاملة فى استصلاح الأراضى الصحراوية باستصلاح أجزاء  من أراضى المنطقة الأثرية بغرض الزراعة بالرغم من أنها تعتبر منطقة أثرية ولا يجوز التعدى عليها سواء بالبناء أو الزراعة إلا أن هذه الشركات استندت فى تجاوزاتها إلى القرار الوزارى الذى صدر منذ سنوات ويجيز السماح بالاستصلاح الزراعى فى الكيلو الثانى من موقع الأثر.
وأوضح ان شركات استصلاح الأراضى حفرت حول  اقدم هرم فى العالم 11 بئرا للمياه بالمنطقة على أعماق تتراوح بين 6 و8 أمتار ويبلغ قطر البئر الواحدة منها نحو 25 مترا وذلك بغرض تخزين المياه بكميات كبيرة داخل هذه الآبار لاستغلالها  فى عمليات الاستصلاح الزراعى المنتشرة بالمنطقة دون النظر لما تمثله هذه الآبار من خطورة بالغة وتهديد  واضح للمنطقة الأثرية بصفة عامة والمبنى الأثرى للهرم بصفة خاصة لأنها تؤدى إلى تشبع الأراضى حولها بالمياه مما يؤثر على جدران المنطقة الأثرية.
يعتبر عباس محمد  مهندس زراعى بالمنطقة  أن الكارثة الحقيقية هى اعتراف بعض المسئولين بما تقوم به الشركات  مشيراً إلى أن عمليات حفر الآبار تزايدت بالمنطقة بصورة كبيرة، ولافتة للنظر خلال السنوات القليلة الأخيرة، وخاصة عقب ثورة 25 من يناير، وأن عدد الآبار التى حفرت أخيراً بالمنطقة بلغت نحو 80 بئرا.
من جانبها تؤكد إخلاص أحمد خليل ادارة  السياحة  ببنى سويف أن دراسة لمعهد بحوث النيل كشفت عن أن نسبة المياه متزايدة بدرجة كبيرة فى منطقة الهرم والواحة  وتحتاج لتكاليف باهظة لاستخراجها من الأرض ومنذ ذلك الحين لم يتحرك أحد من مسئولى منطقة ميدوم  لأن هذا ليس اختصاص السياحة وإنما الآثار على حد قولها.