الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أسئلة تطبيعية





محمد حمدى روزاليوسف اليومية : 20 - 09 - 2009


منذ عدة سنوات أعلن الصحفيون من خلال جمعية عمومية رفضهم الكامل للتطبيع مع إسرائيل، وأعدنا تجديد هذا الرفض في عدة جمعيات عمومية تالية بحيث أصبح الموقف من التطبيع ثابتا في أدبيات نقابة الصحفيين.. ومع تأكيدنا علي الالتزام بالقرار وبرفض التطبيع لكن هذا لا يمنعنا من مناقشة حدود التطبيع وآلياته.
وأتصور انه ليس مقبولا من نقابة رأي وفكر مثل نقابة الصحفيين إصدار توصية عامة أو قرار ملزم بمنع التطبيع، ثم تكتفي بذلك ونعتبر هذه الكلمة دستورا وقانونا لا يمكن تجاوزه.. رغم عدم وجود أية مذكرات تفسيرية تشرح أوجه التطبيع.. وما يعتبر تطبيعا.. وما لا يدخل في حدود جريمة التطبيع.
يمكن لأي نقابة أخري إصدار قرار بمنع التطبيع فيسري علي كل الأعضاء دون أية مشاكل لأن مجالات التواصل نادرة لكن في الصحافة نحتك ونتعامل بشكل شبه يومي مع موضوعات قد تحتوي شبهة تطبيع او لا تكون مما يبقي الأمر خاضعا للاجتهادات الشخصية.
فمثلا هل حضور صحفي في مؤتمر أو ندوة يشارك فيها إسرائيليون يعد تطبيعا أم لا.. وما هو العمل حين يحضر مسئول إسرائيلي إلي مصر ويعقد مؤتمرا صحفيا مع مسئول مصري.. هل نقاطع المؤتمر .. أم نقاطع المسئول الإسرائيلي.. هل نحضر أم لا نحضر.. نسأل الطرف المصري ولا نسأل الطرف الإسرائيلي.. ماذا نفعل؟
هل يجوز للصحفيين السفر لإسرائيل لمتابعة الأحداث والموضوعات التي تجري بداخلها أم نكتفي بدور المتلقي والحصول علي المعلومات من مصادر أخري تفرض رؤيتها واجندتها علي ما نتلقاه من معلومات وبيانات وحقائق؟
هناك الكثير من الأسئلة والاستفسارات التي تطرح نفسها في هذا الموضوع الملح والحيوي، وهو ما يحتاج من مجلس نقابة الصحفيين إلي عقد مؤتمر أو ورشة عمل للاتفاق علي عدد من الموضوعات علي رأسها تعريف التطبيع، وتحديد حالاته وأوجهها.. والتفريق بين التطبيع وممارسة العمل الصحفي.. لأنه في هذه القضية الكثير من الشبهات.. والكثير أيضا من التعميم وهو أمر لايجوز في نقابة رأي وتعبير وتنوير مثل نقابة الصحفيين.
[email protected]