الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

النقيب.. والتطبيع!





محمد حمدى روزاليوسف اليومية : 21 - 09 - 2009


كلما دار حديث داخل نقابة الصحفيين حول التطبيع سارع البعض بالقول: "نقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد علي رأس المطبعين"، في إشارة إلي أن الأستاذ مكرم رافق الرئيس الراحل أنور السادات خلال زيارته التاريخية والمثيرة للقدس عام 1977، وهي الزيارة التي فتحت الباب أمام أول عملية سلام في الشرق الأوسط.. ومن ثم ظهر مصطلح التطبيع ليشغلنا أكثر ما تشغلنا نجاحات وإخفاقات عملية السلام نفسها!.
والكلام عن تطبيع مكرم محمد أحمد به الكثير من الباطل بل هو الباطل كله ، فما قام به الأستاذ مكرم لا يعد تطبيعا وإنما من صميم العمل الصحفي، ولا أتصور أن أي صحفي في مصر ما كان ليرفض مرافقة الرئيس السادات في هذه الزيارة التاريخية ليس لصحبة الرئيس وإنما لأنها بالمقياس المهني حدث تاريخي يستحق المتابعة الصحفية ليس علي الطبيعة فما بالنا بصحفي يستطيع الوجود بالقرب من صاحب وصانع الحدث وهو الرئيس السادات.
بالطبع نقيب الصحفيين مكرم محمد احمد لم يمارس التطبيع مع إسرائيل، بل هو مواطن مصري حقيقي يحب وطنه ويدافع عنه بكل ما يملك، وهو عمل مراسلا عسكريا في حرب يونيو 1967 إلي جوار الجنود وكان أقرب إلي الاستشهاد.
ومكرم محمد احمد ايضا هو من تعرض لمحاولة اغتيال من عناصر تكفيرية متشددة، لأنه وقف إلي جوار التنوير والدولة المدنية، لذلك استهدفه الظلاميون بأخس وسيلة وحاولوا سرقة حياته في عز النهار.. ومع ذلك ظل علي مواقفه.. وذهب بعد ذلك إلي السجون ليحاور بالفكر الأفكار التي حاولت اغتياله. ما يقال حول الأستاذ مكرم محمد أحمد بخصوص التطبيع يكشف عن حالة من الاستسهال، حول الكثير من القضايا التي تواجهنا وتتحدانا.. نستسهل الحديث عن منع التطبيع.. ونتهم هذا بالتطبيع، وذاك بما هو أكثر دون أن نعطي أنفسنا فرصة للتفكير في بعض ما نعتبره مسلمات غير قابلة للتفكير والمناقشة، بحيث أصبحت المحرمات في حياتنا أكبر بكثير مما أحله الله لنا!.. وكثرت الأصنام إلي درجة أننا نحتاج لنبي جديد يحمل فأسه ويحطمها.. قبل أن تحطمنا!