الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأزهر يقف بالمرصاد لدعاة الفتنة والتكفير .. وعلماؤه يرفضون الرؤى والخرافات لدعم النظام





 
 
 
 
 
مع تزايد حدة رفض تيار الإخوان المسلمين وغالبية الإسلاميين لدعوات التظاهر للاعتراض على نظام الحكم الحالى ظهرت فتاوى تصف المخالفين بالتكفير كما ظهر عدد من الأحاديث والرؤى التى تقحم الدين وشخص الرسول لدعم رئيس البلاد المنتخب لكونه من التيار الاسلامى.
وكعادته يقف الأزهر بالمرصاد لدعاة الفتنة والتكفير والتى بدأها د. محمد عبد المقصود حين دعا على من يخرجون فى 30 يونيو للاعتراض على النظام الحالى ووصفهم بالكفار والمنافقين داعيا عليهم بالهلاك والتدمير بدعاء لم يقله الرسول غلا حينما حوصر المسلمون واشتد الأمر من الكفار.
فمن جانه يؤكد مصدر مسئول بالأزهر أن شيخ الأزهر د. احمد الطيب رفض الانسياق  وراء ضغوط التيارات الاسلامية لإصدار فتوى تحرم التظاهر فى 30 يونيو فأصدر فتوته المشهورة الذى اكد فيها  أن المعارضة السلمية تجوز لولى الأمر ، ولا يجوز تكفير أحد من المعارضين لخلافه مع الحاكم ، وقال إن الأزهر يجد نسفه  مضطرًا إلى التعقيب على ما نُشِرَ من أقوالٍ وإفتاءاتٍ من  بينها  أن مَنْ يَخرج على طاعة «ولىِّ الأمر الشرعىِّ فهو منافقٌ وكافرٌ»، وهذا يعنى بالضرورة الخروج عن مِلَّةِ الإسلام، مشيرا إلى أن هذا هو رأى الفِرق المنحرفة عن الطريق الصحيح للإسلام، وهو كلامٌ يرفُضُه صحيحُ الدِّينِ ويأباه المسلمون جميعًا، ويُجْمِعُ فقهاءَ أهلِ السُّنَّة والجماعة على انحرافه وضلاله.
وأضاف المصدر ان شيخ الأزهر يتعرض حاليا لحملة شرسة ومخطط خفى  بعد تلك الفتوى إلا أن الأزهر عازم على مواجهة الفتاوى الضالة والمكفرة حتى وإن كانت فى مصلحة النظام.
كما لم تقف دار الافتاء المصرية صامتة وأصدر د. شوقى علام مفتى الجمهورية بيانا أكد فيه أن حق التظاهر والاحتجاج السلمى جائز ومباح شرعًا، مشددًا أن التخريب والعنف وتعطيل مصالح الناس حرام شرعًا.
وللأسف لم يقف الأمر فى الفتنة والدعوة للطائفية عند حد مشايخ  السلفيين بل تعداها إلى علماء من داخل وزارة الأوقاف كان على رأسهم الشيخ أحمد هليل مدير عام الإرشاد الدينى الذى أثار تعليقات طائفية ضد التظاهرات التى تخرج فى 30 يونيو، ونشر على صفحته الخاصة بالفيس بوك  رفضه مظاهرات 30 يونيو وقال متهكما عليها: «شفيق يتوعد الاخوان يوم 30/6.. اعرب ما فوق الخط او ما تحته او اعرب اى حاجة «، وقال ايضا: «لا ينبغى لعلمانى او ليبرالى ان يحلم بحكم مصر فمصر عرفت طريقها واهتدت سبيلها.. اهلا بهم مواطنين لهم حريتهم وحقوقهم.. اما حكم مصر فقد حسمه شعبها المسلم الحر الأبى الكريم».
كما كتب تعليقا يثير فتنة طائفية حيث قال عبر صفحته: «ستدق اجراس الكنائس بصوتها العالى وينطلق جحافل المصريين يقودهم الصليب غير مرفوع.. كما أضاف تواضروس وجورج اسحق ومفيد فوزى ينطلقون لاسقاط الاسلام.. معهم علمانى ليبرالى صاحب مصالح ضاعت حرامى قديم».
لك الله يا اسلام لك الله يا مساجدنا لك الله لك الله يا ازهرنا.. لك الله يا مصر لك الله يا شعب مصر».
وحاولت وزارة  الأوقاف ان تخرج من ساحة الصراع السياسى ونشرت بياناً زيلته بامضاء من هليل أكدت فيه  أن ما ينشر عبر صفحة هليل  الشخصية على الفيسبوك هو رأى شخص له باعتباره «مواطن مصرى» من حقه التعبير عن موقفه السياسى دون أن يكون لوزارة الأوقاف أى علاقة بمواقفه الشخصية ويتحمل هو شخصيا مسئولية ما يصرح به.
وحول  توعد الاسلاميين للمتظاهرين فى 30 يونيو يقول الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، إنه  يجب المحافظة على أمن البلد واستقراره لأن مصر هى المقصودة بأن تكون الدولة القائمة على إصلاح وأمان الأمة بأسرها فلا يصح من أبنائها أن يكونوا متنافرين وعليهم أن يسعوا لتحقيق المصلحة العامة وأن يراعوا الأمان والاستقرار وألا تقع حوادث قتل بل عليهم أن يعبروا عن آرائهم بالطريقة السلمية التى لا يكون فيها عنف ولا تشدد.
وشدد قائلا: «إن حق التعبيرعن الرأى مكفول وحرية الكلمة فى الإسلام مصونة، ولا خير فيكم إن لم تقولها، ولا خير فينا إن لم نسمعها ويجب أن تأخذ حقها كاملا ولا يصح بحال من الأحوال أن يكون التظاهر سببا من أسباب الشر أو القتل أو ضياع حرمة النفس».
وقال الدكتور الأحمدى أبو النور، عضو هيئة كبار العلماء، إنه  لا مانع أن يكون هناك مطالب ولكن بأسلوب حضارى يباهى به العالم الذى ينظر إليكم من بعيد وما لم تكن الوقفة حضارية ومعبرة عن السلمية فأولى بنا ألا نتظاهر ولا نكون وقودا لمن يريد أن يشعل نار الفتنة فى مصر ولا بأس أن نبلغ صوتنا إلى أولى الأمر وهم يحسنون الاستماع أما أن نتطرف أو نواجه بعضنا بعضا فإننا نبيد طاقاتنا ونجعل أنفسنا أضحوكة بين العالم فلا نريد أن تهبط مكانة مصر.
وحول الاستشهاد برؤى واحلام تحكى رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم لدعم الرئيس أكد د,احمد كريمة استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أن محاولة الإخوان نشر أحلام ورؤى للرسول من اجل دعم الرئيس مرسى خرافات ومحرمة شرعا كتلك التى نشرها الإخوان نقلا عن الشيخ جمال عبد الحميد أحد القيادات الإخوانية من أن الرسول صلى الله عليه وسلم قدم مرسى فى الصلاة لإمامة العصر فى وجوده.
وقال كريمة: «إن الأمم لا تنهض بالأحلام والخرافات ، ولا ينبغى ان نؤله الرئيس ومثل هذه الخرافات هى تسطيح للدين وإساءة كما أنه تخدير لهمم الشعب فى مواجهة اقتصاد مترد وفتن كقطع الليل المظلم والدولة فى حالة بلاده.
واستطرد: لا ينبغى أن نعيش فى اجاوء الآمال لأنها تخدير للشعوب وقال مثل هذه الأحلام تعود سلبا على مكانة أى رئيس، وعلى سمعتنا أمام العالم عندما ينقل أننا نقنع الناس من خلال الأحلام، وما سمعنا ان أوروبا ركنت لأحلام القساوسة، ومن يروجون أحلاما تفضى قداسة على شخص الرئيس أمر مرفوض شرعا .
أضاف أنه يستحيل ان يكون الرسول فى مكان ويقدم غيره لإمامة الصلاة ، وهذه خرافات وأساطير ، وهو نوع من النفاق الرخيص.