الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صالح عبد الصبور يرحل بهدوء مكتفيا بثلاثة معارض وأكاديمية فنية





 
 
 
 
 دون أى مقدمات رحل الفنان الشاب صالح عبدالصبور إثر أزمة قلبية داهمته وهو وسط تلاميذه بأكاديميته الفنية الصغيرة «آرت زون مصر»، التى كان يحلم بتطويرها لتصبح أكاديمية موازية لكلية الفنون الجميلة وتذكرنا بسابق عهد الكلية حين كانت أكاديمية تخرج فيها أهم مؤسسى الحركة التشكيلية الحديثة والمعاصرة.
صالح الفنان الجرافيكى الذى تخرج فى كلية الفنون الجميلة عام 2000 وقد كان على يقين أنه لابد وأن يظل جرافيكيا ولا ينشغل عن فنه بأى عمل روتينى آخر، ليترك لنا ثلاثة معارض خاصة بقصور الثقافة المختلفة، ومشاركته لما يقرب من عشرين معرضا جمعيا داخليا، وتمثيله لمصر فى ستة معارض دولية كترينالى الجرافيك الدولى وبينالى سان مور بفرنسا، ليسجل اسمه بموسوعة صالون الشباب الجزء الثانى منها للناقد الراحل محمد حمزة، ويحصل على الجائزة الأولى فى ترينالى مصر الدولى الخامس لفن الجرافيك فى 2006.
ملامح صالح تحمل الكثير من الهدوء والحكمة والعمق، بشرة سمراء وملامح متوسطة متناسقة مع ابتسامة رضا خفيفة ونظرة ثاقبة لكنها حانية جدا وبها فيض من مشاعر إنسانية منحها لكل من حوله، كانت له مقولة خاصة هى أنه «من السهل أن تبدأ من جديد، طالما أنك أتقنت الأساس» لم تكن مجرد مقولة يحاول بها التهوين على أصدقائه أو أن يمنح بها الأمل لطلابه بل كانت منهجه فى الحياة والفن، فلم يتململ من تجربة أى جديد، ففى المعرض الجماعى الأخير الذى شارك به بقاعة الزمالك للفن، قدم عملا تصويريا بأسلوب جديد تماما عليه تخلى فيه عن تقنيته كجرافيكى، لكنه دمج فيه الطباعة الملونة بخامة مخادعة للمشاهد تجعله يظن أنه تصوير وليس طباعة، عبدالصبور صور بورتريه طفلته «جنة» بنظرتها وابتسامتها البريئة لكنه جسد شقاوتها الطفولية بلمساته اللونية بالسكين ليعطى مساحات لونية متقاطعة ومتشابكة بغير تهذيب منح بها البورتريه أبعاد شقاوة هذه الطفلة وإحساسها العميق بالحياة، ومن خلفها طبع رسوماتها التى تنبئ بتحضير فنانة تشكيلية قادمة فى لوحة مستطيلة كبيرة الحجم إلى حد ما، وهى المساحة التى يفضلها دائما فى أعماله.