الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

طريق مياه النيل





محمد حمدى روزاليوسف اليومية : 24 - 09 - 2009


غدًا في برنامج حالة حوار يستضيف الدكتور عمرو عبدالسميع وزير الموارد المائية والري الدكتور نصر الدين علام مع كوكبة من المختصين في الدبلوماسية والقانون الدولي والشئون الأفريقية.. وقد تشرفت بالمشاركة في هذه الحلقة التي تم تسجيلها مبكرًا لظروف العيد.
ورغم التحفظات التي ذكرتها في الحلقة وخاصة حول الدور الإسرائيلي في منابع النيل، والذي مثل هاجسًا لمعظم الحاضرين تقريبًا. وكذلك الملاحظات حول تراجع الدور المصري في أفريقيًا وخاصة الثقافي فإنني تقريبًا أول مرة أشعر باطمئنان علي مستقبل مياه النيل، وعلي أنها ستظل تتدفق في مجاريها إلي أبد الآبدين.
ومبعث هذا التفاؤل راجع إلي التنسيق والتشاور اليومي بين وزارتي الخارجية والموارد المائية والأجهزة الأمنية المعنية، يضاف إليهم فريق كبير من المفاوضين والمختصين بالقانون الدولي.. وهذا يعني أننا أمام عمل مؤسسي محترم.
ومن مميزات هذه المؤسسية وجود فريق عمل متجانس، يدرس الاتفاقيات الخاصة بمياه النيل وموقف القانون الدولي منها.. ويحدد الخيارات المتاحة.. ويراجع مطالب الآخرين.. ويجهز الردود القانونية المناسبة لها.
بمعني آخر نحن أمام نموذج محاكاة لما يمكن أن يحدث في المفاوضات، لذلك حين تبدأ عملية التفاوض الشاقة من جديد، لن يشعر فريق العمل المصري بأي مفاجآت لأنه أعد العدة لكل الاحتمالات، وتجهز بكل الردود والدوافع والأسانيد اللازمة.
وفوق هذا الفريق التفاوضي الضخم الذي يعمل علي عدة مستويات هناك لجنة عليا يرأسها رئيس مجلس الوزراء وتضم في عضويتها وزراء الخارجية والموارد المائية والأجهزة الأمنية المعنية بهذا الملف والوزراء الآخرين الذين تتداخل اختصاصاتهم مع هذا الملف الحساس.
الأهم أيضًا أنه بعد هذه اللجنة العليا رفيعة المستوي والتمثيل، هناك رئيس الجمهورية الذي يراجع كل شاردة وواردة تختص بمياه النيل، وباستراتيجيات التعامل مع هذا الملف علي كافة مستوياته وفرعياته، ومع هذا التعدد والتتالي في المهام والمسئوليات، يمكن أن نشعر ببعض الهدوء.. لكن هذا لا يعني الاسترخاء، لكنها بعض السكينة التي كنا نحتاج إليها بعد الجدل الإعلامي الصاخب المرافق لاجتماعات وزراء الموارد المائية في الإسكندرية في يوليو الماضي.
وقد خرجنا من هذه الاجتماعات جميعا ولدينا إحساس بأننا علي أبواب حرب بسبب المياه، وليس أمامنا سوي الاستعداد لهذه الحرب التي دقت طبولها الفضائيات وصحافتنا الخاصة والقومية علي السواء. لكن بعد هذه الحلقة، والحوارات الجانبية مع وزير الموارد المائية، ومع السفيرة مني عمر مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية أظن، وكل الظن ليس إثما، أن مياه النيل في أيد أمينة، فالقائمون علي هذا الملف من مختلف الإدارات والوزارات والهيئات والتخصصات لا يستخدمون لغة عنترية، ولا يميلون للتصريحات غير المسئولة وإنما يعملون جميعا في صمت من أجل هدف واحد.. هو أهم هدف بالنسبة لنا جميعا أن تستمر مصر طيلة الحياة.. هبة النيل.