الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ما بعد اليونسكو





محمد حمدى روزاليوسف اليومية : 28 - 09 - 2009


بعد انتهاء التصويت علي منصب الأمين العام لليونسكو، وفشل وزير الثقافة فاروق حسني في الفوز بالمنصب عكس التوقعات الأولية، انطلقت حملة تصريحات غاضبة وصلت إلي حد الدعوة إلي مقاطعة اليونسكو، مما أشعرني بالكثير من القلق، لأننا لا نعرف ثقافة الهزيمة، ونحاول دائما تعليق أخطائنا علي شماعات الغير، والبحث عن قميص عثمان، حتي ولو لم يكن له قميص!
ووسط هذا الجدل الصاخب الذي أدلي الجميع تقريبا بدلوه فيه مدعوما بالمعلومات، أو عبر اجتهادات غير موفقة، أو كالعادة من خلال الثقافة الشفوية السائدة في مصر ظهر صوت العقل أخيرا عبر تصريح صادر من السفيرة وفاء بسيم مساعد وزير الخارجية أكدت فيه استمرار التعاون مع اليونسكو وتقبل الإرادة الدولية لأننا مؤمنون بدور اليونسكو ولأن مصر من الدول المؤسسة للمنظمة وتوجهت بالشكر لكل من ساند المرشح المصري.
الموقف الثاني عبر عنه الدبلوماسي المخضرم الدكتور بطرس غالي رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان هنأ فيه المديرة الجديدة البلغارية إيرينا بوكوفا مؤكدا ضرورة استمرار التعاون القائم بين المنظمة واليونسكو.
غالي وبسيم اتفقا أيضا علي ضرورة وضع انتخابات اليونسكو في وضعها الطبيعي "هناك اتفاقات وتربيطات قد يتم التراجع عنها في اللحظات الأخيرة" واتفقا أيضا علي أن مصر خاضت تنافسا شريفا ومميزا وأنه يجب تقييم التجربة بهدوء.
من الدبلوماسية المصرية العريقة جاء الرد الواقعي العقلاني الذي كان يجب أن يميز تعليقات المسئولين والمعلقين منذ إعلان النتيجة، فخسارة منصب دولي ليست نهاية العالم، ولا هي حرب ضد مصر أو الإسلام، لكنها مواجهة سياسية دبلوماسية يفوز فيها في النهاية من يمتلك القدرة علي التأثير في صناع القرار في مختلف أنحاء العالم وحشد ما يلزم من أصوات، سواء تم ذلك عبر وسائل شريفة، أو ضغوط غير نزيهة.
وأتوقع من الدولة المصرية طي هذا الملف بأسرع ما يمكن والعودة الفاعلة للعمل في اليونسكو وعلي صعيد جميع المحافل الدولية، وحسن ما فعله وزير الثقافة فاروق حسني بإصدار بيان شكر فيه كل من وقف إلي جواره، وأعلن احترامه لإرادة المصوتين الذين اختاروا منافسته..وأتوقع منه دعوة الأمين العام الجديد لليونسكو السيدة بوكوفا لزيارة مصر.. وأن تكون القاهرة هي أول عاصمة تحط فيها.. فما بيننا وبين اليونسكو لن ينقطع وسوف يستمر إلي أبد الأبدين.
[email protected]