الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

خريطة مسيرات مثقفى مصر فى «30 يونيه»




لا تنفصل الجماعة الثقافية أبدا عن مجتمعها، فاليوم يخرج المثقفون بأطيافهم المختلفة رافعين مطلب الرحيل للرئيس الحالى وجماعته فى مسيرات متعددة وائتلافات تشكيلية لفن الجرافيتى الذى سيؤرخ للثورة الجديدة
ستنطلق مسيرة «النصر لمصر» للمثقفين المعتصمين من مقرهم بوزارة الثقافة فى الرابعة من عصر اليوم يتقدمه عرض بيرفورمانس من تصميم الفنانة ريم العدل ليضم 200 فتاة يرتدين أوشحة مكتوب عليها بعدة لغات «ارحل» يحملن قباقيب يحدثن بها أصواتا مدوية أثناء المسيرة فى اتجاهها نحو دار الأوبرا المصرية لتلتحم ومسيرة الفنانين التشكيليين المنطلقة من نقابة «الفنانين التشكيليين» وتكمل طريقها نحو ميدان التحرير لتنضم إلى المسيرات المتجهة نحو قصر الاتحادية، عن المشاركين فى المسيرة وكيفية استكمال الاعتصام فى الوزارة يقول الفنان أحمد فهيم منسق عام المسيرات وأحد المعتصمين: قسمنا أنفسنا إلى قسمين، قسم باق بالوزارة مقر الاعتصام حفاظا عليه، وكذلك ليكون المركز الإعلامى لنا، بينما تضم المسيرات عددا كبيرا من الشباب القادرين على قطع هذه المسافات الطويلة سيرا، منهم الفنانين وليد عبيد ومحمد نديم ولميس خطاب ومحمد حمدون وكذلك الفنان محمد عبلة والفنان صابر طه والفنان أحمد شيحة.
 
عن مسيرة التشكيليين المنطلقة من نقابة التشكيليين يقول النحات مختار النادى منسق المسيرة: قررنا نحن أعضاء نقابة الفنانين التشكيليين أنه علينا أن نشارك فى مسيرات «30 يونيه» السلمية وذلك بمعزل عن النقابة التى سئمنا من ان يكون لها موقف واضح ورسمى من الثورة ومن الأحداث الجارية، لذا ستكون مسيرتنا حتى ميدان التحرير وملتحمة مع مسيرة «النصر لمصر» مطالبين بسحب الثقة من السيد الرئيس وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وسيبدأ التجمع بحديقة النقابة من الساعة الثالثة عصر اليوم.
 
من أمام ورشة الزيتون الثقافية بمقر حزب التجمع بمنطقة الزيتون أعلن مديرها الناقد والشاعر شعبان يوسف أنه ستنطلق فى الثانية عشرة من ظهر اليوم مسيرة سلمية نحو قصر الاتحادية، تضم عددا من المثقفين أصدقاء الورشة، وكشف يوسف أن الورشة ستظل مفتوحة بشكل دائم لاستقبال الكتاب والشعراء والمثقفين والناس عموما واقامة ندوات شعرية وثقافية وحلقات نقاش لفحص الوضع السياسى الراهن، لافتا إلى أنه قد تم الاتفاق مع أحد الأطباء لتجهيز مستشفى ميدانى بمقر الورشة نظرا لقربها من القصر الرئاسى.
 
أما ائتلاف الفنانين التشكيليين الذى كان من أكثر الائتلافات الفنية نشاطا فى الميدان ورسوم الجرافيتى، يقول الفنان مصطفى البنا أحد مؤسسى الائتلاف: سينزل منا أربعين فنانا لنرسم لوحة كبيرة توال فى مدخل ميدان التحرير تحمل المعارضة لحكم الإخوان المسلمين، وسنتوجه أيضا لرسم الجرافيتى الشعبى على جدارية كبيرة، تضم كاركترات فئات الشعب المصرى كالمكوجى والنقاش والعامل والبائع الجائل، وبجانب كل منهم جملة يقولها للرئيس ولجماعته حسب نوع مهنته، وسيتم تنفيذ هذا العمل إما على الجدار الأسمنتى الذى يحيط القصر أو على سور القصر نفسه.
 
وأوضح البنا أن السبب فى رسم فئات شعبية أنه فى الجمعة الماضية كان كل هؤلاء هم المتظاهرون بميدان التحرير والمتحمسين لإسقاط نظام «مرسى» بعيدا عن فكرة النخبة والمثقفين والمتعلمين الذين كانوا موجودين فى اليام الأولى من الثورة، فالوضع اليوم أصبح مختلفا تماما.
 
فنان الجرافيتى إياد عرابى أتى من الأقصر إلى القاهرة لتنفيذ أعمال الجرافيتى الثورية ومجموعته من الفنانين فى كل من ميدان الكيت كات وميدان التحرير وقصر الاتحادية، كاشفا أن السبب فى قدومه إلى القاهرة هو اشتعال الحالة فى القاهرة بينما أهالى الأقصر شبه مكتفين باستقالة المحافظ عادل أسعد المنتمى للجماعة الإسلامية والذى جاء تعيينه بالأثر السلبى على السياحة فى الأقصر.
 
أكد الناشر محمد هاشم صاحب ومدير دار «ميريت» للنشر والتوزيع أنه قد تم إعداد مقر الدار المطل على ميدان التحرير لاستقبال المتظاهرين والثوار، كما أنه قد تم نصب الخيم للمعتصمين بالأمس، مشيرا إلى أن الدار تستأنف نشاطها فى تقديم الدعم الكامل لمتظاهرى الميدان، إضافة لمشاركته كأحد مؤسسى جماعة «أدباء وفنانون من أجل التغيير» فى الفعاليات الفنية والأنشطة الثقافية التى تقام على مسرح الميدان، إضافة لدعم المعيشة بالميدان للمعتصمين.
 
أما أتيليه القاهرة فلقد كشف الفنان أحمد الجناينى مدير الأتيليه أنه سيتم إغلاقه ولن يكون مقرا للمتظاهرين كما كان الحال وقت ثورة «25 يناير» نظرا للأزمة المالية والديون التى وصلت إلى سبعة آلاف جنيه مطلوب من الأتيليه تسديدها لوزارة التأمينات والشئون الاجتماعية التى رفضت تماما التنازل عنها، وهى قيمة ماتم صرفه وقت تحويل الأتيليه إلى مقر للثوار، مشيرا إلى أنه قد حدثت أيضا بعض التلفيات بالمكان التى يجرى إصلاحها، بينما أي فعاليات سيقيمها أعضاء الأتيليه ستكون خارج المقر.
 
الكاتب طه عبدالمنعم أحد مؤسسى فعالية «الفن ميدان» أحد أهم فعاليات ائتلاف الثقافة المستقلة أوضح أن «الفن ميدان» سيقام فى موعده وهو السبت الأول من كل شهر، إنما لم يحدد بعد هل سيقام بمكانه المعتاد بساحة قصر عابدين أم سيتغير تبعا لتحركات الجماهير فى الشارع.
 
عن مشاركة مثقفى بورسعيد خاصة بعد الانفجار الأخير للعبوة الناسفة يوم الجمعة الماضي، يقول الروائى قاسم مسعد عليوة أحد الناجين من الانفجار والذى كان على بعد «أشبار» من موقع الانفجار: المثقفون هنا منقسمون على أنفسهم، فللأسف هناك مجموعة تناصر وتدعم الحكم الإخوانى، لذا فهى متوارية الآن، بينما المعظم مع المطلب الجماهيرى بسحب الثقة من الرئيس وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فنحن موجودون يوميا بالاعتصام، واليوم ستنطلق عدد من المسيرات من أكثر من نقطة تجمع ببورسعيد، الهدف منها هو التذكير بيوم «25 يناير»، وسنتجمع نحن المثقفون عند قصر الثقافة لنطوف جميعا أهالى بورسعيد بالبلد، وسيظل الاعتصام قائماً لحين إسقاط مرسى، يشارك بالمسيرة على سبيل المثال لا الحصر الشاعرة فاتن متولى والشاعر محمد عبدالرءوف والشاعر محمد فاروق عبداللطيف والشاعر عبدالفتاح البيه والقاص زكريا رضوان.
 
أما دور المثقف فى تلك اللحظة الراهنة فيصفه الناقد الدكتور يسرى عبدالله مؤسس تيار الثقافة الوطنية قائلا: هذه لحظة فارقة ومفصلية فى تاريخ الأمة المصرية، على المثقف فيها أن يستعيد دوره التاريخى بوصفه تعبيرا عن الوجدان الجمعى للجماهير فى سعيها نحو الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، المثقف الآن بمثابة رأس الرمح الطليعى الذى يبلور أحلام البسطاء والمهمشين فى عالم أكثر عدلا وإنسانية، ومن ثم فلا بد من استعادة دور المثقف العضوى المنتمى إلى ناسه، والمعبر عن واقعه، لمواجهة القوى الرجعية المستترة خلف الدين، والتى تتخذ منه مطية لتحقيق أغراضها الانتهازية الخاصة، المثقف الآن ابن للحراك الثورى العام وملتحم معه فى آن، كما أنه ملهم للخيال الشعبى القادر على التغيير ومحفز له. فالوجدان الشعبى الذى صنع «تمرد» يمكنه هزيمة كل المستبدين أبناء الوعى الماضوى القديم. ومثلما أعلنا فى تيار الثقافة الوطنية المصرية تضامننا الكامل مع حركة تمرد فى دعوتها المصريين إلى النزول والاعتصام أمام قصر الاتحادية فإننا نؤكد دعوتنا للجماهير للاحتشاد السلمى والتظاهر رفضا للنظام الإخوانى الرجعى والبليد الذى سيكون استمراره خصما من الرصيد الحضارى للأمة المصرية. ولا شك أن الثورة ستنتصر لا محالة، ولا شك أيضا أننا أمام معركة لا لبس فيها، يقف فيها المصريون فى مقابل القوى الرجعية، دفاعا عن قيم الدولة المدنية الحديثة بنت التنوع الخلاق، والصيغة الوطنية للدولة المصرية بنت التراكم الحضارى، نحن وباختصار أمام موجة جديدة من الثورة المصرية تعرى الزيف الاجتماعى، وترفض الاستبداد باسم الدين، وتسعى صوب المستقبل، مدركة أن أعداءها يعيشون فى الماضى، ويتخذون منه ملجأ وملاذا بوصفهم أبناء للاستسلام للجاهز والموروث، ولذلك ستجد أن ثمة صراعاً على الهوية الآن بين الجماعات المتأسلمة والقوى الوطنية، غير أن الثورة ستخط طريقها رغما عن أنف الكل، وتظل معركة المثقفين الحقيقيين رأس الرمح فى مواجهة العصابات الرجعية التى تريد أن تغتال أنبل ما فى هذا الوطن، تغتال ثقافته الوطنية ومبدعيه وكفاءاته. فى هذه اللحظة الفارقة بحق يبدو حراك المثقفين المصريين تعبيرا عن حراك عام فى الشارع المصرى وانسجاما مع الوجدان الجمعى الرافض لدولة الإرهاب الدينى وسحق المعارضين تحت بيادات اللحى الجديدة.
 
فى تعليقه على دور المثقف حاليا، يفرق الكاتب سعد القرش بين «25يناير» و«30 يونيه» قائلا: الأيام 25 و26و27 كانت الطبقة المتوسطة والمتعلمة ومجموعة «كلنا خالد سعيد» وغيرها، ولو أن مبارك وقتها قد استجاب سريعا وأجرى بعض الإصلاحات كحل مجلس الشعب أو إقالة وزير الداخلية، كان الموضوع انتهى وعاد الجميع إلى منزله واستمر حكم مبارك، إنما مع وجود يوم 28 وماحدث به نزلت جماهير الشعب من الضواحى بجميع فئاتها المختلفة،