الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هستيريا جماعية 2





محمد حمدى روزاليوسف اليومية : 01 - 10 - 2009


في النص الأدبي لا تبدو عمارة يعقوبيان عملا متكاملا، وكثير من المهتمين فعلا بمثل هذه الأعمال فشلوا في إنهاء قراءة الرواية، لأنها كنص مفكك وغير ممتع، والمتعة هي شرط رئيسي لنجاح أي كتابة أدبية وإلا ما الهدف من شرائها؟!.. كما أن القالب الذي صنعت في داخله القصة لا يختلف كثيرا عن "ميرامار" مع اختلاف الزمان والمكان، مع فارق كبير وهو أن الخط الدرامي في رواية نجيب محفوظ وفي شخصياته الأساسية والفرعية يبدو واضحا وضوحا لا لبس فيه، إلي جانب المتعة التي كان يوفرها أديبنا الراحل في كل أعماله دون استثناء.
ولا يعني انتقاد عمارة يعقوبيان، الحجر علي حرية الإبداع، وإنما وضعها في حدودها والحكم عليها في إطار حالة هستيريا جماعية نعيشها، وتتحكم فينا، وتصنع نجوما قد يكونون غير حقيقيين، فعقب رواية واحدة تحول طبيب الأسنان علاء الأسواني إلي أهم عرابي الأدب المصري والعربي في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وتحول أيضا إلي ظاهرة عالمية يحرص الغرب علي أخذ رأيه ونقل مقالاته ونشرها واستضافته في مؤتمرات وفعاليات عالمية.
من المهم أيضا التأكيد علي أنني لا آخذ موقفا من أي محاولة لتشريح المجتمع وتسليط الضوء علي سلبياته كما فعل علاء الأسواني في عمارة يعقوبيان، فهذا ما افعله دائما في معظم مقالاتي وفي هذه السلسلة عن الهستيريا الجماعية، لأن ما يقوم به الإعلام حاليا من صناعة نجوم جدد قد لايستحقون النجومية هو نوع من تزييف العقل الجماعي للمصريين، وإخلال بقيم عديدة تحكم حركة المجتمعات، وعلي رأسها أن النجومية يجب أن تذهب لمن يستحقها، ويملك الأدوات اللازمة، وقدم ما يستحق عليه مثل هذه الشهرة.
الغريب أنه جمعتني منذ فترة جلسة مع عدد من الأصدقاء الشعراء والأدباء وطرحت عليهم وجهة نظري في ظاهرة عمارة يعقوبيان وعلاء الأسواني ففوجئت بهم يطلبون مني عدم الجهر بهذا الموضوع، لأن من يقول ذلك يتم وصمه علي الفور بالجهل أو الغيرة.
وبما انني لست في وارد الدخول في منافسة من أي نوع مع علاء الأسواني، فإنني أدعو كل من اشتروا عمارة يعقوبيان وزينوا بها مكتباتهم الشخصية قراءة الرواية بعيدا عن ماكينة الدعاية، وحالة الهستيريا الجماعية.. وأنا في انتظار تعليقاتكم بعد القراءة المتحررة من أية ضغوط!
ونواصل الأحد