الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هستيريا جماعية4






محمد حمدى روزاليوسف اليومية : 04 - 10 - 2009


مصر تعيش حالة هستيريا جماعية منذ أكثر من أربع سنوات، وتحديدا منذ عام 2005 حينما أطلق الرئيس حسني مبارك مبادرته لتعديل دستوري يسمح بإجراء أول انتخابات رئاسية تعددية مباشرة بين أكثر من مرشح، وكان متوقعا أن تؤدي هذه الخطوة إلي تحريك الساحة السياسية بعد جمود استمر عقودا وتحديدا منذ ثورة يوليو 1952، لكن ما اصطلح علي تسميته بالحراك السياسي لم يؤت ثمارا إيجابية، لأن الكثير من أجهزة الإعلام سقطت في فخ الفوضي الخلاقة الأمريكية وأصبحت أهم أدواتها بالعلم أو بالجهل.
وبدلا من أن يساهم الإعلام في إثراء الحياة السياسية وتوجيه التحركات الجماهيرية إلي أشكال إيجابية، لتشكيل مجتمع أكثر ديمقراطية يستند إلي احترام حقوق الإنسان والحفاظ علي حرية الرأي والتعبير، تحول الإعلام إلي أهم آلية لنشر الهستيريا الجماعية في البلاد.. فصنع نجوما من داخله أقل ما يقال عنهم أنهم لا يمتلكون الثقافة اللازمة للعمل الإعلامي، فتحول الإعلام إلي وسيلة للصراخ، ولم تعد القضايا المهمة علي سلم أولويات الوطن مطروحة، بقدر ما شغلنا هذا الإعلام في توافه الأمور.
وبدلا من أن يؤدي الحراك السياسي إلي بعث الحياة في الأحزاب السياسية التي كانت قد لفظت أنفاسها منذ زمن، لعبت فضائيات وصحف وبرامج دورا سياسيا بديلا عن دور الأحزاب، مما أدي في النهاية إلي ظهور آلية جديدة وهي الفضائيات والجرائد والبرامج المتحزبة، وأصبح معروفا ومألوفا أن تجد فضائية أو جريدة تعبر عن جماعة الإخوان المحظورة، وأخري تتبني باستماتة أجندة أمريكية أحدثت حالة من الفوضي التي تؤدي في النهاية لبروز قوي جديدة تصعد إلي سدة الحكم وتقود المجتمع.
ووصل الأمر إلي أن أربعة برامج تليفزيونية يومية يفترض أنها من نوعية "توك شو" تحولت إلي ما يشبه السلطة التي تحاكم المسئولين، وتغتال المعارضين والمناوئين لها معنويا، وتحرك الشارع، وتحدد نجومه في جميع المجالات.
ولأن مقدمي هذه البرامج محدودو الثقافة والمعرفة، فقد حرصوا علي صناعة نجوم أقل منهم موهبة في جميع المجالات حتي وصلنا إلي مسوخ يقودون الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية في البلد، وأصبحنا نعيش في مرحلة أن كل ما يقولونه شبه الإعلاميين ومن صنعوهم هو الحقيقة المطلقة عند الناس، لدرجة أن أهم الإنجازات المصرية الحقيقية لم تجد صدي لدي الناس ولم تجد إعلاما حقيقيا يدافع عنها.
مصر في مفترق طرق حقيقي، بعد أن تحولت الهيستيريا الجماعية إلي حالة عامة، وما لم تتم المواجهة بشكل فوري، فإن أية إجراءات إصلاحية لن تجدي نفعا، وعندها سندفع جميعا ثمنا باهظا لأننا فرطنا في الوطن لصالح حفنة من محدودي الموهبة والثقافة ولا يمتلكون اي خيال.

هستيريا جماعية4
محمد حمدى روزاليوسف اليومية : 04 - 10 - 2009


مصر تعيش حالة هستيريا جماعية منذ أكثر من أربع سنوات، وتحديدا منذ عام 2005 حينما أطلق الرئيس حسني مبارك مبادرته لتعديل دستوري يسمح بإجراء أول انتخابات رئاسية تعددية مباشرة بين أكثر من مرشح، وكان متوقعا أن تؤدي هذه الخطوة إلي تحريك الساحة السياسية بعد جمود استمر عقودا وتحديدا منذ ثورة يوليو 1952، لكن ما اصطلح علي تسميته بالحراك السياسي لم يؤت ثمارا إيجابية، لأن الكثير من أجهزة الإعلام سقطت في فخ الفوضي الخلاقة الأمريكية وأصبحت أهم أدواتها بالعلم أو بالجهل.
وبدلا من أن يساهم الإعلام في إثراء الحياة السياسية وتوجيه التحركات الجماهيرية إلي أشكال إيجابية، لتشكيل مجتمع أكثر ديمقراطية يستند إلي احترام حقوق الإنسان والحفاظ علي حرية الرأي والتعبير، تحول الإعلام إلي أهم آلية لنشر الهستيريا الجماعية في البلاد.. فصنع نجوما من داخله أقل ما يقال عنهم أنهم لا يمتلكون الثقافة اللازمة للعمل الإعلامي، فتحول الإعلام إلي وسيلة للصراخ، ولم تعد القضايا المهمة علي سلم أولويات الوطن مطروحة، بقدر ما شغلنا هذا الإعلام في توافه الأمور.
وبدلا من أن يؤدي الحراك السياسي إلي بعث الحياة في الأحزاب السياسية التي كانت قد لفظت أنفاسها منذ زمن، لعبت فضائيات وصحف وبرامج دورا سياسيا بديلا عن دور الأحزاب، مما أدي في النهاية إلي ظهور آلية جديدة وهي الفضائيات والجرائد والبرامج المتحزبة، وأصبح معروفا ومألوفا أن تجد فضائية أو جريدة تعبر عن جماعة الإخوان المحظورة، وأخري تتبني باستماتة أجندة أمريكية أحدثت حالة من الفوضي التي تؤدي في النهاية لبروز قوي جديدة تصعد إلي سدة الحكم وتقود المجتمع.
ووصل الأمر إلي أن أربعة برامج تليفزيونية يومية يفترض أنها من نوعية "توك شو" تحولت إلي ما يشبه السلطة التي تحاكم المسئولين، وتغتال المعارضين والمناوئين لها معنويا، وتحرك الشارع، وتحدد نجومه في جميع المجالات.
ولأن مقدمي هذه البرامج محدودو الثقافة والمعرفة، فقد حرصوا علي صناعة نجوم أقل منهم موهبة في جميع المجالات حتي وصلنا إلي مسوخ يقودون الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية في البلد، وأصبحنا نعيش في مرحلة أن كل ما يقولونه شبه الإعلاميين ومن صنعوهم هو الحقيقة المطلقة عند الناس، لدرجة أن أهم الإنجازات المصرية الحقيقية لم تجد صدي لدي الناس ولم تجد إعلاما حقيقيا يدافع عنها.
مصر في مفترق طرق حقيقي، بعد أن تحولت الهيستيريا الجماعية إلي حالة عامة، وما لم تتم المواجهة بشكل فوري، فإن أية إجراءات إصلاحية لن تجدي نفعا، وعندها سندفع جميعا ثمنا باهظا لأننا فرطنا في الوطن لصالح حفنة من محدودي الموهبة والثقافة ولا يمتلكون اي خيال.