الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشعب يحدد مصيره




كأنه «يوم القرار»..! هذا هو التوصيف الأدق والأقرب لليوم الموعود الذي بدأ ومصر كلها تترقب ما ستسفر عنه أحداث 30 يونيه ما بين الأحزاب والقوي الداعية لمظاهرات حاشدة واعتصام مفتوح لا ينتهي إلا بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وبين أنصار الرئيس المعتصمين في ميدان رابعة العدوية معلنين أن اسقاط مرسي لن يتم إلا علي جثث أنصار «الشرعية».. منذ الساعات الأولي لليوم هناك من يحشد للمسيرات.. وهناك من يضع يده علي «الزناد».. وهناك أيضا من يضع قلبه علي يده خوفا من دخول مصر إلي طريق اللا عودة! «روز اليوسف» رصدت تفاصيل استعدادات كل الأطراف خطط ومسيرات القوي الثورية وتفاعلات الحدث الكبير لدي أجهزة الدولة.

قبل ساعات قليلة من 30 يونيه أعلنت حركة «تمرد» و«جبهة 30 يونيه» طريق المسيرات المتجهة من قصر الاتحادية، حيث يبدأ التجمع الساعة الرابعة عصرا وتنطلق 10 مسيرات رئيسية من شرق القاهرة إلي الاتحادية، حيث تتجمع مسيرة مسجد النور وتنتظر مسيرة جامعة عين شمس ويكون طريق سيرها امتداد رمسيس ثم صلاح سالم أعلي نفق العروبة وصولا إلي الاتحادية، إضافة إلي مسيرات أخري من عين شمس ومن وسط القاهرة والجيزة ومن جنوب القاهرة (تبدأ من البساتين) وأخري من ميدان «الكيت كات» يكون معها في نفس التوقيت مسيرات المحافظات، ففي الإسكندرية تتجه المسيرات من نقطة التجمع من محكمة الحقانية وصولا إلي الساحة الرئيسية عند مسجد القائد إبراهيم، وأعلن محمود بدر منسق حركة «تمرد» أن الحركة قررت إغلاق جميع مقراتها علي مستوي الجمهورية، وستكون هذه المقرات في جميع ميادين مصر، وكلفت الحركة أعضاء من الحملة المركزية بتكوين 4 غرف عمليات لمتابعة خط سير المسيرات لتأكيد مرورها من كل المناطق الشعبية لضمان انضمام أكبر عدد من المواطنين لها.
في الوقت الذي تواصل فيه وزارة الداخلية جهودها لضبط أي أسلحة أو متفجرات قد تستخدم ضد المتظاهرين السلميين، وأصدر النادي العام لضباط الشرطة بياناً وجه فيه نداء لكل ضباط مصر بضروة حفظ مقدرات الوطن، وقال البيان: «يا ضباط مصر التزموا بعهدكم في حفظ مقدرات الوطن الغالي وكونوا صفا واحدا مع شعب مصر العظيم».
في حين أثار البيان ردود فعل طيبة لدي المتظاهرين المعتصمين في ميدان التحرير منذ الجمعة الماضية، حيث تعالت الهتافات: «الشرطة والجيش والشعب إيد واحدة»، عند قراءة البيان علي إحدي المنصات.. هاجم قياديون في التيار الإسلامي البيان واعتبروه تخاذلاً من الداخلية وتخلي عن دورها في «حماية الشرعية»، وقال صفوت عبدالغني القيادي الجهادي إن التيار الإسلامي سيحمي شرعية الرئيس المنتخب ولو استلزم الأمر تكوين لجان شعبية إسلامية.
وعبرت المؤسسات الدينية الرسمية عن تخوفها من أحداث اليوم وطالبت الجميع بالالتزام بالسلمية، حيث طالب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب الشعب وسلطات الدولة بتحمل مسئولياتها، وقال شيخ الأزهر في بيان له مساء السبت: إن أحداث العنف والقتل وإراقة الدماء التي تشهدها البلاد أمس هي أحداث مستنكرة ومستهجنة ولا تليق بالتاريخ الحضاري للشعب المصري وجدد شيخ الأزهر موقفه من أن التظاهر السلمي مشروع ومباح شرعا ولا يخالف الدستور، وناشد الدكتور الطيب الجميع «مؤيدين ومعارضين» الحذر الشديد من الانجراف في حرب أهلية، وهي الحرب التي بدت ملامحها في الأفق التي تنذر بعواقب لا تليق بتاريخ مصر ووحدة المصريين ولن تغفرها الأجيال لأحد -بحسب نص البيان-
وأعلن الأنبا تواضروس الثاني بابا الأقباط عن إقامة صلاة اليوم من أجل السلام والوحدة بين أبناء مصر وأن يحفظ الله الوطن.
علي جانب آخر دفع تزايد المواجهات بين الأهالي والإخوان في عدة محافظات التي أسفرت عن 7 قتلي وأكثر من 470 مصاباً إلي أوسع عملية خروج للعرب والأجانب من البلاد منذ ثورة يناير، وغادر مطار القاهرة 45 من الرعايا الأمريكان العاملين  في مصر إلي بلادهم عن طريق ألمانيا، وشهد مطار القاهرة خروج العديد من العائلات العربية المقيمة في القاهرة خاصة من الكويتيين والعمانيين.
علي صعيد رجال الأعمال حدثت تناقضات في مواقف عدد من أبرز رجال الأعمال المصريين، حيث أعلن نجيب ساويرس بصفته الشخصية علي موقع «توتير» ترحيبه بـ«30 يونيه»، حيث كتب: «صباح التفاؤل والإخاء والمحبة للتخلص من الاحتلال» في تحد واضح للسلطة القائمة، غادر رجل الأعمال أحمد بهجت القاهرة أمس متوجها إلي زيوخ بسويسرا ترافقه أسرته المكونة من زوجته وابنته بعد أن ذكره الرئيس مرسي في خطابه الأربعاء الماضي باعتباره أحد خصوم النظام الذي  يستخدم قنواته الفضائية للتغطية علي قضايا تهربه الضريبي.
وواصلت القوات المسلحة تكثيف قواتها علي مدار الساعات الماضية لتأمين السد العالي ومحطات الكهرباء والمنشآت الحيوية  ونفذت 50 طلعة جوية لتصوير كل ما يدور في ميادين المظاهرات وبحسب مصدر عسكري مسئول فإن كل «نقاط التوتر والصداع» مرصودة بدقة وهناك خطط للتعامل السريع في حال تفاقم الأوضاع.
وشهدت الساعات الأخيرة ما يشبه الانقلاب الناعم في  علاقة الإخوان المسلمين بالإدارة الأمريكية بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مؤتمر صحفي بجنوب أفريقيا ضرورة التوافق بين الفرقاء السياسيين في مصر وهو ما أعتبرته الجماعة مساواة بين من يملك الشرعية ومن ينقلب عليها.
وجاء الرد من خلال تقديم للدكتور رشاد البيومي نائب المرشد الذي هاجم الولايات المتحدة صراحة ولأول مرة متهما إياها بدعم معارضي مرسي والتآمر في الظلام للإطاحة به.
ومن جانب آخر أطلق مسلحون مجهولون، النيران علي سيارة العميد محمد هاني، مفتش الداخلية بمديرية أمن شمال سيناء، أمام منزله، بالعريش، مما أسفر عن استشهاده.
وأكد مصدر أمني أنه من المرجح أن يكون مطلقو النيران علي مفتش الداخلية، قاموا برصد خط سيره، وانتظروا حتي وصل إلي بيته، وأمطروه بالنيران أمام منزله.
تفاصيل أخري ومتابعات وملف كامل ص4-5-6-7