الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
وزراء في مرمي النيران
كتب

وزراء في مرمي النيران




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 15 - 08 - 2010


الإنجازات التي تسوق نفسها هي الأفضل


(1)


المهندس سامح فهمي وزير البترول.. الحمد لله رمضان هذا العام دون أزمات سواء في أنبوبة البوتاجاز أو البنزين، رغم زيادة الاستهلاك بمعدلات فلكية.. ووراء ذلك جهد كبير ومجهود لا ينقطع.


الإنجازات نوعان.. نوع يبحث عن التسويق، ونوع يسوق نفسه، وما حدث في قطاع البترول من النوع الثاني، فالناس بأنفسهم يلمسون ذلك دون حاجة إلي إنفاق الملايين علي الإعلانات التي تصب في جيوب المنتفعين.
لا يمكن أن يكون النجاح عشوائياً، لكن بالتخطيط والتنفيذ والمراقبة والشدة والحزم، وهو ما يميز المهندس سامح فهمي الذي استطاع أن يرفع الغاز إلي نفس أهمية البترول، وربما أكثر.
(2)
الدكتور علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي.. مهما كتبت الصحف الخاصة عن الغلاء واختفاء السلع والجوع والفقر، فالحقيقة التي لا ينكرها أحد هي نجاح خطة المصيلحي في توفير احتياجات رمضان، دون أزمة واحدة.
السلع التموينية بمختلف أنواعها تملأ الأسواق، صحيح أن الأرز ثمنه خمسة جنيهات، لكن هناك أرزًا ثمنه جنيهان ونصف الجنيه، وصحيح أن اللحوم المحلية ثمنها 80 جنيهًا لكن هناك لحومًا مستوردة أحلي منها ثمنها 28 جنيهًا.
الوزارة نجحت أيضا في توصيل شنطة رمضان إلي مئات الآلاف من الأسر المستحقة.. ومهما حاول البعض تسويد الصورة، فالخير في هذا البلد يظهر في أوقات الأزمات.
(3)
أنس الفقي وزير الإعلام.. مسلسلات هذا العام أثبتت أن مصر هي صاحبة الذراع الطويلة دون منافس من قريب أو بعيد.. الفن في مصر، والسينما في مصر، والمسلسلات في مصر.. وعقبال الأغنية.
اختفي الشامتون الذين كانوا يروجون عبارة «المسلسلات السورية قضت علي الفن المصري».. والسؤال هو: أين تلك المسلسلات الآن، بعد الإنتاج المصري الضخم الذي أحكم السيادة المصرية بالضربة القاضية؟
الملايين التي أنفقت لم تضع في الهواء، والمسلسلات تدر مكاسب كبيرة ويتم تسويقها طوال العام، ومهما بلغ حجم الإنفاق فهو لا يساوي شيئًا بجانب الإنجاز المعنوي الذي «رد كيدهم إلي نحورهم».
(4)
المهندس حسن يونس وزير الكهرباء.. حرارة هذا الصيف أحد من السيف، تكييفات وزينات وأنوار وشوادر وتليفزيونات وسهرات ومقاهٍ وشوارع وحوارٍ ومساجد.. الناس في رمضان تستهلك الكهرباء أكثر من الطعام.
البعض يصرخ من سياسة توزيع الأحمال، مع أن كثيرًا من الدول المتقدمة عنا عشرات المرات تفعل ذلك، دون صراخ أو انتقادات حادة، لأن تلك الشعوب تقدس سياسة ترشيد الاستهلاك.
زيادة استهلاك الكهرباء بهذه المعدلات الفلكية، مؤشر مهم وحقيقي علي ارتفاع مستوي المعيشة، لأن الذي كان يحلم بمروحة زمان، يلعن الكهرباء إذا عطلت جهاز تكييفه ساعة في وقت الذروة.
(5)
الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار.. الأمر الذي لاأفهمه هو لماذا يهاجمون الخصخصة بعنف وشراسة، وفي نفس الوقت يشيد الجميع بسياساتك وأنت الوزير المسئول عن الخصخصة وكان من المفترض أن ينالك من الحب جانب؟
الإجابة هي: لأن السياسات تتم بالأسلوب العلمي والتطبيق يتم بالطريقة المصرية.. السياسات شيء والتطبيق شيء مختلف تماما، والأهداف الصحيحة تضيع في أخطاء التطبيق.
وزير الاستثمار لديه الرغبة والقدرة علي إصلاح السلبيات، خصوصًا أن الحالات الفجة كانت قبل توليه الوزارة.. لهذا هو يستحق الإشادة والاحترام، لأنه يقاتل طيور الفساد بهدوء.
(6)
الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة.. بلد مثل مصر يحتاج خمسة وزراء صحة، والإنسان يمكن أن يصبر علي الجوع، ولكنه يصرخ بأعلي صوته من وجع الضرس.
لهذا السبب يجب ألا تكون الأيدي مهتزة في مسألة العلاج علي نفقة الدولة، خصوصًا للمرضي الفقراء الذين لا يملكون ثمن شريط أسبرين، أما الفاسدون، فيجب قطع أيديهم.
الطب هو مهنة الضمير.. والضمير في بلدنا إما غائب أو فاقد الوعي.. ووزير الصحة الذي يتعامل مع هذا الكم المخيف من الأطباء والممرضات.. له الله.
(7)
الدكتور حمدي زقزوق وزير الأوقاف.. السعودية اتخذت خطوة جريئة لمواجهة «فوضي الفتاوي» وقصرت الأمر علي هيئة كبار العلماء.. ونحن مازلنا نتخبط في الخوف من ألسنة أصحاب الفتاوي.
وزارة الأوقاف تحتاج إلي زلزال وراءه عدة توابع، لإعادة الخطاب الديني المستنير الذي يستنهض العقول ويضرب التخلف والظلامية.
لن يحدث ذلك إلا بالتعاون مع الأزهر الشريف، حتي يستطيع الجناحان الطيران فوق بحر الظلمات، والتعاون يحتاج إلي بروتوكول رسمي واضح وصريح، لأن النوايا الطيبة وتبادل السلامات والتحيات، ليس كافيا في عصر الأدعياء.
(8)
شيكابالا.. في فيلم رابعة العدوية يأتي صوت جهوري من الفضاء يقول لفريد شوقي «أطلق رابعة.. أطلق رابعة».. ثم يدخل عليها قنديل من النور في الزنزانة المليئة بالثعابين.
أقول لممدوح عباس «أطلق شيكابالا.. أطلق شيكابالا».. لأن الزمالك بالنسبة له أصبح مثل زنزانة.. وإذا لم تطلقه فسوف تحل بالزمالك «لعنة شيكابالا».
E-Mail : [email protected]