الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
جمال مبارك والصحف الخاصة
كتب

جمال مبارك والصحف الخاصة




 


  كرم جبر روزاليوسف اليومية : 19 - 08 - 2010


الناس لهم هموم أخري غير القضايا الضبابية


( 1 )


- الرد علي الشائعات مهمة مستحيلة.. والسؤال هو: ماذا يحدث إذا قرر جمال مبارك أن يرد علي ما تثيره بعض الصحف الخاصة، والفضائيات بشأن نشاطه الحزبي؟


- الإجابة هي: أولاً: لن يجد دقيقة واحدة ليعمل.. ثانياً: سيتم تأويل تصريحاته.. ثالثاً: ستترصد نفس المصادر لكل كلمة وحرف، وستتحول المسألة إلي «مصارعة تصريحات».
- السؤال السابق افتراضي، ورغم ذلك نسمعه كثيراً «لماذا يصمت جمال؟»، والإجابةأيضاً افتراضية، حيث لا أزعم أنني من العالمين ببواطن الأمور.. ولا من النافذين للكواليس.
( 2 )
- أهداف كثيرة وراء هذا الصخب.. أهمها استخدام اسم جمال مبارك في حملات صحفية تؤدي إلي زيادة توزيع وترويج تلك الصحف، ولا توجد صحيفة بالطبع تنشر أخباراً غير مهمة.
- يستهدف هذا الصخب أيضاً إثارة الشكوك حول مستقبل الحكم في مصر، رغم أن الضوابط الدستورية والقانونية والمؤسسية فيها ضمانات غير عادية لسلامة الدولة وحمايتها.
- ثالثاً: محاولة إحباط الجيل الذي قاد عملية التغيير في الحزب الوطني، وعلينا أن نعترف أن هذا الجيل، لو لم يظهر، لكان الحزب الآن في أسوأ حالات الترهل والتفكك.
( 3 )
- ماذا يفعل جمال في الحزب الوطني؟.. لا يعقد اجتماع لأمانة السياسات إلا برئاسة أمين عام الحزب الوطني صفوت الشريف، وبالتالي فهناك بنية مؤسسية ثابتة وراسخة وتقاليد حزبية لا يحيد عنها أحد.
- أمانة السياسات هي العقل المفكر الذي يضع السياسات والاستراتيجيات، وكثير من الأحزاب في الدول المتقدمة فيها مثل هذا النظام، فهي ليست بدعة ولكن في مصر «نصنع من الحبة قبة».
- صحيح أن البعض يحاول أن يستغل وجوده في الأمانة، ولكن هؤلاء عبء علي أنفسهم وعلي الحزب الوطني، خصوصاً الذين ينتشرون في الفضائيات دون أن يمنحهم أحد تفويضاً بالتحدث باسم الحزب أو النطق بلسانه.
( 4 )
- الاستعداد لمرحلة خطيرة وحاسمة.. فالحزب الوطني يتحول هذه الأيام إلي مثل خلية النحل، للانتهاء من وضع الرتوش الأخيرة للمعركة الانتخابية في مجلس الشعب، ولا يلتفت لحملات التشكيك والهجوم.
- في نفس الوقت هناك من يشغل نفسه لاختزال هذه الأجواء السياسية الساخنة، وينشر موضوعات عن جمال مبارك، وحملات ترشيحه التي لا علاقة للحزب أو لجمال بها، ولا تضر سوي أصحابها.
- صحيح أن هذا الصخب موجود في الصحف الخاصة وبعض مواقع الإنترنت، ولكن الشارع والناس لهم قضايا وهموم أخري، تحجبها تلك الموضوعات الضبابية التي لا تنفع أحداً.
( 5 )
- البرامج السلبية مصيرها إلي زوال.. لأن التركيز علي إثارة الصخب حول جمال مبارك سوف ينتهي بإعلان مرشح الرئاسة في الحزب الوطني، المسألة مسألة وقت.
- لماذا إذن يضيعون الجهد والوقت في إثارة زوابع وعواصف «قبل الهنا بسنة».. وهل أعلنت الأحزاب الأخري مرشحيها حتي يطالبوا الحزب الوطني بذلك؟
- الترشيح له إجراءات وقواعد وشروط دستورية قانونية ومواعيد محددة وانتخابات مجلس الشعب أولاً.. ثم انتخابات الرئاسة و لا يمكن القفز علي خطوة قبل الأخري أو اختزالها بقفزة واحدة.
( 6 )
- الصحف الخاصة تنشر أضعاف ما تنشره الصحف القومية.. ولو فتحت صحف أمس الأربعاء فسوف تجد عشرة موضوعات و15 عنوانًا فيها اسم جمال مبارك، بجانب «حفنة» من المقالات والتحليلات.
- السؤال هنا: ما الجديد الذي حدث ويستوجب هذا الحشد الإعلامي الهائل، وهل قام جمال مثلاً بنشاط غير عادي يستوجب ذلك؟
- أحيانًا يتهمون الصحف القومية بالترويج لجمال، مع أن الصحف الخاصة تنشر عنه أضعاف أضعاف ما تنشره الصحف القومية، حتي لو كان ذلك بشكل سلبي.
( 7 )
- الخلاصة: 1 الصخب المثار بشأن جمال مبارك يستهدف تشتيت الانتباه عن قضايا التحول السياسي والديمقراطي، وأهمها تهيئة البلاد لانتخابات برلمانية ورئاسية بالغة الأهمية.
- 2 هذا الصخب يشتت من يصنعه ولكنه لا ينال من تركيز الحزب الوطني وقياداته، ولا يمس تواصل الأجيال، بعد أن اختفت نغمة «الجيل الجديد» و«الحزب القديم»
- 3 لو لم يكن جمال مبارك شخصاً مهماً وصاحب عزيمة سياسية قوية، ما اهتموا به ولا أثاروا حوله كل هذه الحملات.. الإعلام لا يجري إلا وراء النماذج الناجحة.


E-Mail : [email protected]