الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
الحزب الوطني.. وحكومته
كتب

الحزب الوطني.. وحكومته




 


 

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 24 - 08 - 2010



الذي يفعل الأخطاء والذي يتحملها!


(1)

 

 

 

 


- ليس معني أن ننتقد الحكومة أو حتي نهاجمها ونقسو عليها، أننا نقف في معسكر الشامتين، أو أننا نعلق في رقبتها أسباب الفشل وأنها سبب المشاكل والأزمات.
- ننتقد الحكومة لأننا كغيرنا نري سلبيات لو تم علاجها بسرعة وحسم فسوف تكون الأوضاع أفضل، صحيح الكمال لله وحده ولكن اليقظة ضرورية في التعامل مع مشاكل الجماهير.
- هذا لا يعني بالمرة الدعوة لعدم انتخاب الحزب الوطني، لأن حكومته تتعرض للهجوم، ولكن معناه أن أجواء الحرية التي نتنفسها الآن هي طوق النجاة، للحكومة أولاً وقبل الجميع.
(2)
- الحزب الوطني مظلوم مع الصحف الخاصة والفضائيات التي تصوره وكأنه 50 شخصاً يجلسون في غرفة مغلقة، مع أن عضويته الحقيقية تتجاوز الآن ثلاثة ملايين، من أستاذ الجامعة حتي رجل الأعمال والعامل البسيط.
- هذا الحزب في رأيي هو أفضل صيغة للحكم في الوقت الراهن لأنه الأقوي والأكثر شعبية وانتشاراً ومؤسسية وتنظيماً، وفي نفس الوقت يمثل الاعتدال والواقعية والوسطية.
- الحزب الوطني هو أكثر الأحزاب استجابة للظروف الراهنة، وكان أول من قاد راية التغيير وأسفرت انتخاباته الأخيرة عن تغيير 60% من قياداته، غالبيتهم من العناصر الشابة.
(3)
- من الطبيعي أن تكون هناك معارضة داخل الحزب، وأن تشتد إلي درجة تفوق سخونة ما يتعرض له من خصومه، ولكن ليس معني ذلك بالمرة أن من يفعل ذلك يرتكب خطيئة.
- صحيح أن الظروف الراهنة صعبة في موسم الانتخابات، والكل يتحسس مسدسه، ولكن يجب ألا يكون ذلك مبرراً للأحكام الخاطئة والتشكيك علي طريقة «من ليس معي فهو ضدي».
- أعضاء الحزب الوطني هم الذين يحتكون بالجماهير في القري والنجوع والكفور، ويمسكون بأيديهم النار، والناس لاتفرق بينهم وبين الحكومة «انتو بتوع الحكومة».
(4)
- الحزب الوطني يمثل سقف الطموح، والحكومة تعلو بالسقف أو تهبط به حسب الإمكانيات المتاحة، وهو ما يعبر عنه دائماً الدكتور يوسف بطرس غالي بقوله: «اطبخي يا جارية.. كلف يا سيدي».
- ليس معني أن الحكومة بطيئة في علاج بعض المشاكل والأزمات أن الدنيا سواد في سواد، وليس معني أنها عجزت عن تسويق نفسها أنه محكوم عليها بالفشل.
- الدنيا تغيرت والمشاكل التي كانت تدفن قديماً أصبحت الآن تصعد إلي سطح الأحداث والأضواء بفعل وسائل الإعلام التي تطورت وأصبحت وحشاً كاسراً.
(5)
- الحكومة رغم انتقادنا الشديد لها أحياناً إلا أنها نجحت في عبور أزمات عاتية مثل أزمة الغذاء العالمي التي مست شعوب الدول الغنية، وضربت اليونان في مقتل، وتهدد إسبانيا وإيطاليا وغيرهما.
- لم يشعر المصريون بالأزمة العالمية، وإذا سألتهم عنها فلن يعلموا عنها شيئاً، لأن معدلات التنمية التي حققتها الحكومة الحالية 8% جعلت البلاد بالعقل تقف علي أرضية صلبة.
- مصر ليست دولة غنية مثل السعودية، التي يدخل خزانتها مليار دولار كل صباح، ولا أمريكا التي تنتج ما يكفيها ويكفي ثلاثة شعوب أخري مثلها، مصر دولة نامية وتحاول أن تخرج من الأزمات.
(6)
- نعم الحكومة تقع في أخطاء قد تكون بسيطة، ولكن لها دوياً مثل الأزمات المتلاحقة التي يلعب الكسل الحكومي دوراً مهماً في تفاقمها وترديها.
- أزمات الخبز ومياه الشرب والكهرباء والبوتاجاز والبنزين وغيرها.. لم تكن مزمنة ولا مستعصية، والدليل هو أن الحكومة حين تحركت بسرعة نجحت في تدارك تداعياتها.
- الأزمات المستعصية لا يمكن مواجهتها في شهور ولا حتي سنوات، ولكن نفس الحكومة التي ننتقدها تنجح في علاج تلك الأزمات الطارئة في أيام وربما أسابيع، لأن الأسس قوية والأرضية صلبة.
(7)
- هناك وزراء ناجحون ولا أريد أن أذكرهم بالاسم في فترة الريبة التي نعيشها الآن، حتي لا يفسر الكلام في غير مقصده، ولكن هناك وزراء أيضا يحرقون الدم بتصريحاتهم وتصرفاتهم.
- لم يقل أحد إن «الدنيا ربيع والجو بديع»، المشاكل والأزمات ستظل موجودة، ولكن الأهم هو أن تكون هناك استراتيجيات واضحة لمواجهتها والتعامل معها.
- دون تجنٍ أو مبالغة فقد أنفقت الحكومة مليارات الجنيهات علي الخدمات التي تستهدف رفع المستويات المعيشية للناس، مليارات يمكن أن تملأ خزانة بحجم الهرم الأكبر.
(8)
الملخص حتي لا أصيبكم بمزيد من الصداع في رمضان هو:
1 ليس كل من ينتقد الحكومة هو في صف أعداء الحكومة، فالإشادة لها أسبابها، والنقد له ما يبرره.
2 الحكومة الحالية كما لها إنجازات كبيرة تستحق عليها الشكر لها أيضا إخفاقات كبيرة يجب تسليط الأضواء عليها، وهذا هو دور الإعلام ووظيفته.
3 الأجواء الآن مشحونة ومعبأة ضد الحكومة، وهو ما نجح الإعلام الخاص في صناعته خلال السنوات الماضية، فجعل مهمة من يدافع عن إنجازات الحكومة كمن يمسك في يده جمراً.
(9)
4 الحزب الوطني هو صمام الأمان في الفترة الراهنة، لأن مصر بحجمها وثقلها والأخطار المحيطة بها لا تحتمل صراعاً بين أحزاب صغيرة تتلاعب بها القوي الخارجية أو تكتلات رأس المال.
5 أخطاء الحكومة يتحملها أعضاء الحزب ويدفعون ثمنها في دوائرهم، وبالتالي يجب أن تتسلح الحكومة بأقصي درجات اليقظة والحزم والحسم في الفترة المقبلة الخطيرة.
6 نصيحة: في فترات الأزمات والمعارك الصعبة، يجب منح الثقة لمن يدافعون عن هذا الوطن والدولة المصرية بكل مكوناتها وثوابتها.. وغداً بإذن الله سيكون أحسن.


E-Mail : [email protected]