الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الخطة جاهزة!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 03 - 09 - 2010


هل تورط إسرائيل أمريكا لضرب إيران؟


( 1 )


- الخبر المزعج الذي لا يتمني الرئيس الأمريكي حدوثه، هو أن يوقظوه في منتصف الليل، ويبلغوه أن إسرائيل تقوم بضرب إيران، فلن تجد أمريكا مفرًا أمامها سوي دخول الحرب بالتوريط.


- أصبحت إيران بالفعل حلمًا مزعجًا لأمريكا، يتحول في بعض الأحيان إلي كابوس.. وانقسم الأمريكيون فريقين.. النصف يؤيد الحرب ويقدم مبررات وجيهة، والنصف الآخر يعارضها ويقدم أيضًا مبررات وجيهة.
- القرارات في أمريكا مؤسسية، يتم تجهيزها علي نار هادئة، تبدأ غالبًا بالتسخين في وسائل الإعلام، وإطلاق تصريحات تنتهي بعبارة «كل الخيارات مفتوحة».. ولكن يبدو أن الخيارات بدأت تضيق الآن.
( 2 )
- المعارضون للحرب ضد إيران يقولون إن ذلك سيؤدي إلي آثار كارثية ويلحق ضررًا بالغًا علي استقرار المنطقة والمصالح الأمريكية الاستراتيجية، ويؤثر سلبًا علي أمن إسرائيل.
- ويقولون إن الرد الإيراني سيكون قويًا وعنيفًا ومفاجئًا، ويحظي بتعاطف وتأييد العرب والمسلمين، وقد يؤدي إلي تعريض المصالح الأمريكية والإسرائيلية لهجمات إرهابية في مختلف دول العالم.
- ويقولون إن أمريكا تستطيع أن تحتوي إيران بالوسائل السلمية من خلال تحالفات في المنطقة، ومد مظلة الردع النووي الأمريكية إذا اقتضي الأمر، وبالتالي فليس هناك ضرورة للحرب.
( 3 )
- المؤيدون للحرب ضد إيران يقولون إن أوباما إذا لم يبادر بضرب إيران فسوف يدفع الثمن غاليًا في انتخابات 2012، حيث يستطيع الجمهوريون استخدام ذلك للطعن في مصداقيته لأنه لم ينفذ وعوده بمنع طهران من امتلاك برنامج نووي.
- ويقولون إن أمريكا إذا لم تأخذ بزمام المبادرة فإنها لن تستطيع السيطرة علي الانفلات الإيراني، الذي يمثل تهديدًا للمصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط ويشكل خطرًا علي أمن إسرائيل.
- ويقولون إن امتلاك إيران لقدرة نووية عسكرية سوف يُغري العديد من دول المنطقة نحو تبني ذات الخيار، ويُشعل سباقاً محمومًا للتسلح غير التقليدي، ويصب في النهاية في غير صالح أمريكا وإسرائيل.
( 4 )
- اللوبي اليهودي في أمريكا يلعب علي الأزمة عاطفيًا لزيادة موجة الكراهية ضد إيران، ويستخدم «فزاعة» محرقة اليهود في أوروبا، وأنها يمكن أن تتكرر إذا ما استفحل نفوذ إيران.
- نتانياهو نفسه يؤمن بهذه النظرية التي تعلمها من والده «ينزيون» أحد أبرز أقطاب الفكر الصهيوني، بأن النظام الإيراني ينطلق من واجبه الديني للتخلص من اليهود إلي الأبد.
- التهديد الإيراني الدائم لإسرائيل، سوف يقود إلي هجرة عكسية لكثير من العقول والكوادر والأثرياء إلي خارج إسرائيل، بما يؤثر علي قدرتها التنافسية وإنهاء المشروع الصهيوني.
( 5 )
- الأمريكيون يثيرون مثل هذا الجدل كبالون اختبار قبل الإقدام علي اتخاذ قرارات خطيرة، ويتوقعون أن تكون الحرب في العام المقبل 2011، ولكن ما هو شكلها والأسلحة المستخدمة فيها، فالجدل يدور علي نطاق أوسع.
-رئيس أركان الجيش الأمريكي «مايك مولن»، يعبر عن قلقه الشديد من الآثار الكارثية للقصف، ويناشد الإدارة الأمريكية بأن يكون العمل العسكري هو الخيار الأخير، لكنه عاد ليصرح «الخطة جاهزة».
-وزير الدفاع روبرت جيتس وضع خطة عسكرية في حال فشل الدبلوماسية والعقوبات، وتم تسريب تفاصيلها إلي صحيفة «نيويورك تايمز» وتحليل ردود الأفعال بشأنها.
( 6 )
- أمريكا لا تفكر في دول الخليج والأهوال التي يتعرضون لها من جراء الحرب، ولا تشغل بالها إلا بمصالحها ومصلحة إسرائيل، أما أمن دول الخليج واستقرارها فيأتي في الدرجة الأخيرة.
- بعض وسائل الإعلام الأمريكية تتحدث علي استحياء عن ضرورة طمأنة دول الخليج، وتقديم التزامات دفاعية، حال اتخاذ إيران لخطوات انتقامية قد تلحق بهم الكثير من الأضرار.
- أمريكا تهتم بتأمين حقول البترول أكثر من دول الخليج نفسها، فلا يهمها أن تقوم إيران بضرب المنشآت الحيوية في تلك الدول، ولكن يعنيها بالدرجة الأولي ألا يكون للحرب أي تأثير علي إمدادات النفط.
( 7 )
- اللغز الغامض في سيناريو التعاطي الأمريكي مع الملف النووي الإيراني هو سؤال مهم: كيف تخطط أمريكا للانسحاب النهائي من العراق عام 2011، بينما تفكر في حرب عنوانها «البقاء في المنطقة إلي الأبد»؟
- لقد اعترف أوباما إبان دخوله البيت الأبيض أن الحرب ضد العراق كانت خطيئة كبري، فكيف يفكر في الإقدام علي خطيئة أكبر، ستؤدي إلي توريط العالم كله في آتون صراع لا ينتهي؟
- بالفعل.. إذا أيقظوا أوباما في منتصف الليل وأبلغوه: «إسرائيل تضرب إيران»، فسوف يكون الكابوس الذي تتبعه كوابيس أخري ثقيلة، مثل الزلزال الذي لا يعرف أحد متي ينتهي.


E-Mail : [email protected]