الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المتمردات في الميدان: نزلنا لإسقاط النظام بسبب الدستور




كان لنون النسوة مشاركة واسعة في الاحتجاجات التي بدأت يوم الأحد الماضي 30 يونيو، وربما كان التواجد أكثر من مظاهرات يناير،سواء كان ذلك في محيط الاتحادية أو في ميدان التحرير، حيث لفت تقرير مؤشر الديمقراطية الصادر عن المركز التنموي الدولي، مشاركة النساء في الاعتصامات المطالبة بإسقاط النظام في صعيد مصر ولأول مرة. وعمت محافظات الدلتا المختلفة مثل الشرقية والدقهلية والغربية مشاركات غير مسبوقة النظير من النساء المصريات في شكل يعكس الوعي المرتفع لدي سيدات مصر وغياب أي تأثير سلبي لمحاولات الإرهاب التي قام بها النظام الحالي لمنعهن من المشاركة كأهم الفصائل في المظاهرات. 

 

«روزاليوسف» نزلت إلي المتمردات في الميدان، واللاتي كن من أعمار مختلفة، قالت الحاجة سهير عبدالله، إنها عملت لمدة 32 عاما، ومعاشها تعتبره فتاتا لم يعد يكفيها قوت يومها، ويسد مصاريف علاجها الشهرية،و استطردت قائلة إنها لم تتكبد معاناة النزول إلي ميدان التحرير من أجل البحث عن مطالب شخصية، لكنها جاءت غاضبة من أجل تحقيق صالح الأجيال القادمة.

 

أضافت: إن الشباب يعاني بسبب الغلاء، وهو ما يؤدي إلي فشل الزيجات الجديدة، وأكدت أنها لا تشعر بحرارة الجو، لكنها تشعر بالأمل، والذي شعرت به من قبل أثناء ثورة يناير.

 

رغم علامات التعب التي بدت علي وجهها، استمرت ندي أحمد، في الهتاف طويلا: «يسقط حكم المرشد»، وقالت: إنها لم تتمكن من الحصول علي إجازة من عملها، فجاءت إلي الميدان فور إنتهائها، وقطعت حديثها بضحكة طويلة وهي تذكر أنها تنزل الميدان بدون علم أسرتها التي تخاف عليها من وقوع أي اشتباكات، رغم أنهم جميعا وقعوا استمارات تمرد.

 

أضافت إن الأوضاع طوال عام هي النتيجة الطبيعية لما وصلت إليه الحال الآن، وأن ما حدث عقب الإعلان الدستوري كان بروفة، ولكن الإخوان لم يستوعبوا الدرس و استمروا في عنادهم و تعاليهم، والغضب اليوم في الميدان نتيجة طبيعية.

 

كما ذكرت أن الدستور الذي تفتخر به مؤسسة الرئاسة تجاهل المرأة و عمل علي تهميش دورها و التقليل منه، كما أنه لم يعترف سوي بالمرأة المعيلة أما الفتاة والسيدة لم تنجب فلن تجد لها مكانا فيه، هذا بخلاف أنه لم يليق بطموح المرأة بعد الثورة التي تحلم بالتمكين السياسي والحصول علي مناصب قيادية.

 

وفي محيط قصر الاتحادية قالت نادين منير إنها حصلت علي إجازة من عملها في أحد البنوك الأجنبية، لكي تتمكن من المشاركة في المظاهرات، وأنها جاءت لأن لديها قناعة قوية بأن النظام فشل في إدارة الدولة، ودخل بها إلي نفق مظلم، أثار به الخلاف و أشاع روح الفرقة، وأنه لا بديل عن إسقاطه.

 

لم تمنعها ظروفها الصحية الصعبة من المشاركة في احتجاجات الاتحادية، فجاءت ومعها كرسي صغير لكي تجلس عليه، وقالت: إن ما بداخلها من طاقة غضب أقوي كثيرا من متاعبها، لكنها رغم ذلك تري أن عزيمة الشباب أقوي كثيرا من كل ما تعانيه من ألم،وأضافت بأن الشباب هم ثروة مصر الحقيقية.

 

قالت مني زيدان، السيدة السبعينية: إن هذا النظام لابد أن يسقط، لأنه أدخلنا في أزمات ما بين الكهرباء و البنزين والانفلات الأمني، فضلا عن تقييد الحريات، والدستور الذي لم نرض عنه.

 

كان لسيدات المنوفية تظاهرات كبيرة أمام ديوان عام محافظة المنوفية رافعين أعلام مصر وذلك للمطالبة بإسقاط الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية وجماعة الإخوان المسلمين،

 

مرددين هتافات: يسقط يسقط حكم المرشد - يسقط يسقط محمد مرسي- الجيش والشعب إيد واحدة - عبد الناصر قالها زمان الإخوان ملهمش أمان.

 

وكشفت إحدي السيدات إنها متواجدة أمام ديوان عام المحافظة وقررت عدم الرحيل إلا بعد رحيل النظام بأكمله منذ إصدار الرئيس مرسي قرارا بتعيين المهندس أحمد شعراوي رئيس لجنة الأخوات بالجماعة محافظا للمنوفية.

 

وبالرغم من المخاوف من وقوع الاشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الإخوان، إلا أنها كانت الحافز لسيدات ولفتيات الفيوم المعارضات للنظام من التوافد علي ميدان السواقي بوسط مدينة الفيوم للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

 

أكدت المشاركات بالمظاهرات أن دوي الطلقات النارية الذي تبات عليه الفيوم يوميا جعلهن يتخلصن من خوفهن ويصررن علي التوافد إلي الميدان لرحيل هذا النظام الذي يسعي لحرب أهلية واقتتال المصريين بالميادين.

 

كما نظمت السيدات والفتيات بمركز بني مزار مسيرة احتجاجية، للمطالبة برحيل النظام، وأكد محمد الحمبولي، أمين عام حزب حراس الثورة بالمنيا، أن سيدات وفتيات بني مزار الأحرار قررن القيام بمسيرة نسائية فقط ببني مزار في الساعة الخامسة من أمام مسجد أبو صيام الشرقي، كما نظم العشرات من سيدات السويس وقفة لتأييد الجيش الثالث والقوات المسلحة صباح الثلاثاء الماضي، أمام ديوان عام المحافظة، يطالبونهم بحماية الشعب من الإرهاب.

 

ورددت السيدات هتافات «الجيش والشعب إيد واحدة – يسقط يسقط الإرهاب»، كما قدمن الشكر للقوات لحماية متظاهري 30 يونيو بالسويس، وأشادوا جميعا بخطاب الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، الذي أكد فيه حبه لمصر وانحيازه للشعب المصري.