الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الكلمات.. تقود ثورة الميادين.. و«الجرافيتي» يفجر غضب الملايين





الشعر ثورة ... والثورة شعر ... وهذه الأيام يستكمل الشعب المصري -في الشوارع والميادين- كتابة ملحمة شعرية تاريخية بدأها في 25 يناير ... وهي القصيدة «الثورة» التي انحني لها العالم احتراما وتقديرا منذ خط أول سطورها ... معترفا ومؤكدا علي عظمة هذا الشعب وحضارته التي تجري في عروق الأجيال يتوارثونها من آلاف السنين ... ومواكبة مع الأحداث التي تمر بها مصر ... نقدم مجموعة مختارة من شعر «الثورة» ... الذي يحرض علي الحياة والحرية والكرامة قديما وحديثا.
 
مصر البهية
مصرُ البهيّةُ، أمّـنا، جاءت إلي الساحةْ.
مصرُ البهيّةُ، أشرعتْ للريحِ، طَرحتَها
ودارتْ رايةً، بالفُلّ والبارودِ، فوّاحةْ.
مصرُ البهيّةُ، أُمُّـنا، جاءتْ إلي الساحةْ.
■ ■ ■
وتكونُ أنتَ
كما عهدتُكَ، يا رفيقَ العُمرِ
محترقَ الخُطي، في ساحة التحريرِ
ما أبهي النضالَ
وأقبحَ الراحةْ!
مصرُ البهيّةُ، أمُّـنا، جاءتْ إلي الساحةْ.
■ ■ ■
إني أراكَ هناكَ
بالكوفيّةِ الرقطاءِ
والعَـلَـمِ الفلسطيني..
بالحُلْمِ الذي غلغلتَهُ، جيلاً فجيلاً، في منابتِ مصرَ
يا أحمد فؤاد النجم..
ها هي ذي القيامةُ آذَنَتْ:
مصرُ البهيّةُ، أُمُّـنـا، جاءتْ إلي الساحةْ!
شعر - سعدي يوسف
 
 
أغنية الميدان
ارفع رأسك عالية، أنت المصري
الضارب في جذر الماضي، والعصري
خالق أديان المعمورة، مكتشف الهندسة، ومبتكر الري
صاحب درس التحنيط، ومبتدئ الرقص،
وخلاط القدسية بالبشري
ارفع رأسك عالية، أنت المصري
الصامت صبرا لا إذعانا،
بل تطويل للحبل الشانق كل بغي
لا جرت علي جار، لا لوثت مياه النيل، ولا أنكرت نبي
أنت موحد شطرين،
وواصل شطين
وجامع أشلاء فتاك علي دلتا النهرين،
ونساج الظلمة بالضي
ارفع رأسك عالية، أنت المصري
المبدع أن الدين لرب الأديان،
وأن الوطن مشاع للناس سويا بسوي
المانع عن بابك أمواج غزاة
فرسا، هكسوسا، أتراكا،
وفرنجة أوروبا، والصهيوني
أنت الواحد في الكل،
وأنت الكل المتلخص في الواحد،
فرد جمعي أو جمع فردي
ارفع رأسك عالية، أنت المصري
زعموا أنك خناع، قناع
فكنست الزعم بمعجزة في الرفض الجذري
تمشي من عصر الشهداء الأقدم،
حتي عصر الشهداء الأحدث
كل شهيد قديس وولي
تعويذة أهل العرب،
وإلهام الشرق،
وقنديل الزمن الجي
ارفع رأسك عالية، أنت المصري
كريم العنصر مضفورا في العنصر،
فكنيس بالمسجد. كهان بشيوخ.
راهبة بالمقرئ، ونسيج وطني
علمت الدنيا أن العسكر ليسوا خصما للصبية،
بل قطع من لحم الصبيان الحي
أنت حكيم القرية، وبتول المدن، رسول حضارات،
شيخ وفتي
ارفع رأسك عالية، أنت المصري
أنت الذروة، وعلو، والعلياء،
وأنت العمق، القاع الغائص، والتحتي
أنت رقيق، راق، رقاق، ورقي
الضارب في جذر الماضي، والعصري
ارفع رأسك عالية، أنت المصري
شعر - حلمي سالم
 
علي هذه الأرض
علي هذه الأرض ما يستحق الحياة: تردد إبريل، رائحة الخبزِ
في الفجر، آراء امرأة في الرجال، كتابات أسخيليوس ، أول
الحب، عشب علي حجرٍ، أمهاتٌ تقفن علي خيط ناي، وخوف
الغزاة من الذكرياتْ.
علي هذه الأرض ما يستحق الحياةْ: نهايةُ أيلولَ، سيّدةٌ تترُكُ
الأربعين بكامل مشمشها، ساعة الشمس في السجن، غيمٌ يُقلّدُ
سِرباً من الكائنات، هتافاتُ شعب لمن يصعدون إلي حتفهم
باسمين، وخوفُ الطغاة من الأغنياتْ.
علي هذه الأرض ما يستحقّ الحياةْ: علي هذه الأرض سيدةُ
الأرض، أم البدايات أم النهايات. كانت تسمي فلسطين. صارتْ
تسمي فلسطين. سيدتي: أستحق، لأنك سيدتي، أستحق الحياة.
محمود درويش
 
خبئ دفاترك القديمة
خبئ دفاترك القديمة كلها ... واكتب لمصر اليوم شعرا مثلها
لا صمت بعد اليوم يفرض خوفه ... فاكتب سلاما الي مصر واهلها
عيناك أجمل طفلتين تقرران ... بأن هذا الخوف ماضي وانتهي
كانت تداعبنا الشوارع بالبرودة والسقيع.. ولم نفسر وقتها
كنا ندفيء بعضنا في بعضنا ...ونراك تبتسمين ننسي بردها
واذا غضبت كشفت عن وجهها... وحيائنا يأبي يدنس وجهها
لا تجعلوهم يخبروك بانني .. متمرد خان الامانة او سهي
لا تجعلوهم يخبروك بانني .. اصبحت شيئا تافها موجها
فانا ابن بطنك وابن بطنك ... من اقال وامن اراد ومن نهي
صمت فلول الخائفين بجبنهم .. وجموع من عشقوك قالت قولها
شعر - هشام الجخ
نريدُ جيلاً غاضباً
نريدُ جيلاً غاضباً..
نريدُ جيلاً يفلحُ الآفاقْ
 وينكشُ التاريخَ من جذورهِ..
وينكشُ الفكرَ من الأعماقْ
نريدُ جيلاً قادماً..
مختلفَ الملامحْ..
لا يغفرُ الأخطاءَ..
 لا يسامحْ..
لا ينحني..
لا يعرفُ النفاقْ..
نريدُ جيلاً..
رائداً..
عملاقْ.. ........
يا أيُّها الأطفالْ..
من المحيطِ للخليجِ،
أنتمُ سنابلُ الآمالْ
وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ الأغلالْ
 ويقتلُ الأفيونَ في رؤوسنا.
. ويقتلُ الخيالْ..
يا أيُها الأطفالُ
أنتمْ –بعدُ- طيّبونْ
وطاهرونَ، كالندي والثلجِ،
طاهرونْ لا تقرأوا عن جيلنا المهزومِ يا أطفالْ
فنحنُ خائبونْ..
ونحنُ، مثلَ قشرةِ البطيخِ، تافهونْ
ونحنُ منخورونَ.. منخورونَ.. كالنعالْ
لا تقرأوا أخبارَنا
لا تقتفوا آثارنا
لا تقبلوا أفكارنا
فنحنُ جيلُ القيءِ، والزُّهريِّ، والسعالْ
ونحنُ جيلُ الدجْلِ، والرقصِ علي الحبالْ
يا أيها الأطفالْ:
يا مطرَ الربيعِ..
يا سنابلَ الآمالْ
أنتمْ بذورُ الخصبِ في حياتنا العقيمة
وأنتمُ الجيلُ الذي سيهزمُ الهزيمة...
شعر – نزار قباني
 
من قصيدة «ميدان الغضب»
ايادي مصرية سمرا ليها في التمييز
ممددة وسط الزئير بتكسر البراويز
سطوع لصوت الجموع شوف مصر تحت الشمس
آن الآوان ترحلي يا دولة العواجيز
عواجيز شداد مسعورين اكلوا بلدنا اكل
ويشبهوا بعضهم نهم وخسة وشكل
طلع الشباب البديع قلبوا خريفها ربيع
وحققوا المعجزة صحوا القتيل من القتل
اقتلني قتلي ما هيعيد دولتك تاني
بكتب بدمي حياة تانية لأوطاني
دمي دة ولا الربيع الاتنين بلون اخضر
وببتسم من سعادتي ولا احزاني
تحاولوا ما تحاولوا ما تشوفوا وطن غيره
سلبتوا دم الوطن وبشمتو من خيره
احلامنا بكرانا اصغر ضحكة علي شفة
شفتوتش الصياد يا خلق بيقتلوا طيروا
السوس بينخر وسارح تحت اشرافك
فرحان بيهم كنت وشايلهم علي كتافك
واما اهالينا من زرعوا وبنوا وصنعوا
كانوا مداس ليك ولولادك واحلافك
ويا مصر يا مصر آن العليل رجعتله انفاسه
وباس جبين للوطن ما للوطن داسه
من قبل موته بيوم صحوه اولاده
ان كان سبب علته محبته لناسه
الثورة فيضان قديم
شعر - عبد الرحمن الأبنودي