الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
دموع علي حائط الفقر!
كتب

دموع علي حائط الفقر!




 


 

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 07 - 09 - 2010



الشعارات لا تطعم جائعًا ولا تشغل عاطلاً
( 1 )
- مكافحة الفقر ليست بالشعارات، ولا بتأليب الفقراء علي الأغنياء، ولا باستثمار المشاكل والمعاناة والمتاجرة بها في سوق المزادات السياسية المشتعلة هذه الأيام بشكل لم يحدث من قبل.
- الشعارات لا تطعم جائعًا ولا تبني مستشفي أو مدرسة ولا ترصف طريقًا ولا توظف عاطلاً.. والحل الجذري يكمن في تطبيق برامج مدروسة تعالج المشكلة من جذورها، من خلال جدول زمني تفصيلي ومعلن، يخضع للمساءلة والحساب.
- الحل الجذري يكمن في توافر الإرادة السياسية القوية للمجتمع والدولة معًا للخروج من هذا النفق المظلم، وأن نوقظ في قلوب الناس الأمل في مستقبل أفضل وحياة كريمة لهم ولأولادهم.
( 2 )
- لا فائدة من الدخول في جدل عقيم حول نسبة الفقراء في مصر، وهل هم 20% أم 40%.. فالتعريفات أحياناً تشبه لعبة البيضة والحجر، خصوصًا إذا كانت تستهدف التناحر والتشاجر وليس التشخيص العلمي للمشكلة.
- أيا كان الأمر، فهناك عدد كبير من أبناء هذا الوطن يعيشون ظروفًا صعبة، وقد لا يجدون قوت يومهم ويقاسون الأمرين للحصول علي الخدمات الضرورية، سواء في الصحة أو التعليم أو الخدمات.
- هناك أعداد كبيرة تعيش في العشوائيات والمقابر والعشش، ليس الآن فقط، ولكن منذ عشرات بل مئات السنين، وتزداد أعدادهم بفعل الزيادة السكانية الرهيبة التي تأتي علي الأخضر واليابس.
( 3 )
- تشخيص المشكلة هو نصف العلاج، وفي العهود السابقة لم يكن أحد يجرؤ أن يتحدث عن الفقر أو الفقراء، ولكن الآن أصبح كل شيء علي الهواء مباشرة، دون تجميل أو إخفاء.
- كانت الحكومات في العهود السابقة تتحايل علي كلمات «الفقر» و«الفقراء» بعبارات مضللة مثل محدودي الدخل والطبقات المحتاجة وأصحاب الدخول المحدودة، ولكنها في النهاية فقر في فقر، خضع لعمليات تجميل.
- لإعطاء كل ذي حق حقه، فقد كان الحزب الوطني هو أول الأحزاب المصرية الذي جعل هذه المشكلة بندًا ثابتًا في برامجه، ووضعها في النور علي مائدة البحث والنقاش، وهذا ليس مديحًا في الحزب أو انتقاصًا من قدر الآخرين.
( 4 )
- الحزب الوطني يضع علي كاهل حكوماته حزمة من السياسات والإجراءات التي لم تأخذ حقها من النقاش الموضوعي، بسبب تعالي الضجيج والصراخ، ولم يكن المطلوب هو الإشادة بذلك أو الثناء عليه.. ولكن بطرح الأفكار التي تثري الحوار.
- مشكلة الفقر والفقراء لا يعالجها إلا الحوار الموضوعي، حتي إذا وصل إلي رفض الأفكار والبرامج المطروحة واقتراح غيرها، فهذا أفضل ألف مرة من الاكتفاء بالبكاء علي حائط الفقر وأوجاع الفقراء.
- المشكلة ليست حكرًا علي الحزب الوطني وحده، بل هي مسئولية كل الأحزاب، لأن المستفيد في النهاية هو المريض الذي يجد فرصة علاج، والعاطل الذي يتم تشغيله، والأسر التي توفر حياة كريمة لأبنائها.
( 5 )
- أولاً: الاستثمار هو المفتاح السحري للقضاء علي الفقر والفقراء، وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية واجب وطني، لأنها هي التي تنشئ المصانع وتشق الصحراء، وتخلق فرص عمل حقيقية تفتح البيوت.
- خطة الحزب الوطني في هذا المجال تستهدف أمرين: الأشخاص الأكثر فقرًا، والمناطق الأكثر فقرًا، وفلسفة التنمية هي ضرورة أن يذوق جميع أبناء المجتمع ومناطقه ثمارها ولا تكون حكرًا علي أحد.
- إنه ملف يحتاج لساعات طويلة من النقاش، حتي تترسخ في وجدان المجتمع ثقافة الثقة في رجال الأعمال، بشرط أن يرفعوا شعار «لحم أكتافنا من خير بلدنا».
( 6 )
- ثانيًا: مكافحة الفقر ليست بإعطاء الناس نقودًا.. ولكن بتوسيع شبكة الإنفاق الاجتماعي، وهو ما يركز عليه البرنامج الرئاسي.. مياه الشرب والصرف الصحي والمستشفيات والطرق والمدارس والإنارة وغيرها.
- مثل هذه المشروعات التي أنفقت عليها الدولة مليارات في حجم الهرم الأكبر يكون عائدها غير مباشر في تحسين الأحوال المعيشية للفقراء وإنقاذ مناطق الفقر من أحوالها المتردية.
- لم يقل أحد إن هذه المشكلات تم الانتهاء منها، ولكنها في تحسن كبير، يحتاج نظرة غير انتقائية في المدارس والمستشفيات والمياه والطرق وغيرها التي تحسنت بشكل كبير، وهي إنجازات حقيقية يمكن أن يراها من يريد.
( 7 )
- ثالثًا: برنامج غير مسبوق للقري الأكثر فقرًا.. وعددها في المرحلة الأولي ألف قرية، تتم إعادة تأهيلها علي جميع المستويات، مع عدم إهمال القري الأخري التي لم تدخل البرنامج.
- هذا المشروع غير مسبوق في تاريخ مصر ويستحق الالتفاف حوله ومحاسبة الحكومة علي معدلات تنفيذه وفقًا للزمن المحدد وهو ثلاث سنوات.. بدلاً من التشكيك وحملات الهجوم.
- النظرة الموضوعية هي التي تخلق الثقة وتحفز الهمم وتفتح الطريق إلي المستقبل، حتي لو كان بين المنتقدين والحزب الوطني ما صنع الحداد.
وللحديث بقية
E-Mail : [email protected]