الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تفاصيل إحراق «صفقة الـ10 ملايين» بين الشاطر وأبوالعلا ماضي





استحوذ اقتحام وإحراق مكتب الإرشاد بالمقطم علي اهتمام الجميع باعتباه مركز الحكم الحقيقي في نظام يتداعي ولم يلتف الكثيرون لعملية اقتحام وإحراق أخري تمت علي بعد خطوات من مكتب الإرشاد كحليف استراتيجي لجماعة الإخوان حاول طيلة عام ثقيل مضي أن يبدو محايدا لكنه فشل فكان نصيبه عددا من ألسنة اللهب والغضب المتصاعد منذ30 يونيه يوم الثورة علي الإخوان.

الحليف اسمه «الوسط» الحزب الذي ساهم في وضع لبناته الأولي مفكر كبير راحل هو الدكتور عبدالوهاب المسيري وكان يأمل أن يكون حزبا للوسطية الإسلامية والأفكار المستنيرة قبل أن يمارس الثنائي أبوالعلا ماضي وعصام سلطان كل سياسات «التمكين» وينفرد بالقرار ليتحول المشروع الإسلامي إلي ورقة في سوق المضاربات السياسية والمغامرات غير المدروسة.
ومنذ الفيديو الشهير للمحامي عصام سلطان في انتخابات مجلس الشعب عام 2011 وهو يصرخ مهاجمًا الإخوان «دول ناس معندهمش أخلاق» حتي تحول الحزب إلي جناح سياسي للجماعة يدافع عنها ويبرر سياساتها ويشاركها بقوة في صياغة دستور بائس وصفه سلطان بأنه «من أعظم الدساتير في العالم» فقد الحزب استقلاله وجاذبيته وتوالت مئات الاستقالات التي لم يعبأ بها ماضي وسلطان المشغولان بخطوط اتصال مفتوحة مع «الرئيس» ومع خيرت الشاطر «شخصيًا» وبقي «سر» في هذا التحول المفاجئ والدفاع العنيف عن سياسات الاستحواذ الإخوانية، غير «الانتهازية السياسية»، ويختلف عن طموح الاثنين في أن يكونا من أعمدة نظام اعتقدا أنه مستمر ومستقر ولسنوات قبل أن تطيح به الملايين الغاضبة في كل الشوارع والميادين «روزاليوسف» حصلت علي تفاصيل «موثقة» عن حصول كل من عصام سلطان وأبو العلا ماضي علي مبلغ 10 ملايين جنيه ليكون لهما مقر خاص بالمقطم إلي جوار مكتب الإرشاد وذلك في شهر إبريل الماضي، حيث قدم الشاطر المبلغ لرئيس الحزب ونائبه باعتباره مساهمة من الإخوان لأحد «شركائهم السياسيين» وهي المعلومة التي أكدها لنا «هـ.أ» الإخواني المنشق وأحد الذين عملوا عدة سنوات كمدير تنفيذي في الحزب قبل أن يقرر ترك الحزب والانضمام للتيار الشعبي بعد أن أدرك «خطورة المتاجرين بالإسلام علي الوطن» - علي حد تعبيره - وهي المعلومة التي سربها لإحدي الصحفيات في شهر مايو الماضي وتلقت تهديدات بعد أن ألمحت لها في أحد التقارير دون تفاصيل وإن أكدها الآن في حوار قصير مع «روزاليوسف». تزامن هذا مع مكافأة أخري من الشاطر لعصام سلطان تمثلت في إدخاله في مفاوضات «التصالح مع رجال الأعمال» وهو ملف مفضل لدي سلطان الذي شارك «المفكر الإسلامي» محمد سليم العوا في قضايا الدفاع عن مجموعة من رموز الفساد في عصر مبارك من بينهم عادل أغا «مهندس اتفاقية الكويز مع إسرائيل».
لا أحد يعرف إن كان من قاموا بهذا الهجوم يعرفون هذه التفاصيل أم لا.. لكن المؤكد أن «الصفقة» بين عصام سلطان وخيرت الشاطر قد انتهت، فالأول ممنوع من مغادرة البلاد والثاني يحارب معركته الأخيرة ضد «شعب بأكمله» وما بقي من هذه الصفقة ليس أكثر من رماد كثيف علي أرض لفظت الإخوان وشركاءهم!