الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لماذا لم يعلن المتطرفون «الثورة الإسلامية» بعد سقوط مرسي؟





البداية كانت «كذبة كبري» أسموها «مشروع النهضة» وعد التيار الإسلامي فيها الشعب المصري بأنهار من الخير تجري علي أيديهم وتتحول معها مصر إلي دولة كبري اقتصاديا وسياسيا، وطيلة العام البائد من حكم الإخوان وأنصارهم من المتطرفين تحولوا إلي أيقونة خالصة وماكينة لا تتوقف عن إصدار الأكاذيب.. من الدستور إلي تشكيل حكومة توافقية لكن إرادة الله وقوة الشعب أبت إلا أن يخرجوا من الحكم وهم مكلون بعار كذبة كبري أطلقوا عليها «قيام الثورة الإسلامية في حال اسقاط محمد مرسي»، أطلق هذه الفكرة العديد من رموز التطرف، لكن أبرز من جهروا بها واعتبروها مسئوليتهم الشخصية كانوا عاصم عبدالماجد القيادي بالجماعة الإسلامية وحازم أبوإسماعيل رئيس حزب الراية السلفي والذي لعب خلال العام الماضي دور «فتوة السيد الرئيس» ومعهما القيادي الإخواني محمد البلتاجي، وتخصصت قنوات دينية في شرح والتمهيد لهذه الفكرة كان علي رأسها قنوات «الحكمة» و«الناس» و«مصر 25»، وترددت هذه «النغمة» منذ ظهور نجاح «تمرد» في حصد ملايين الأصوات المطالبة باسقاط مرسي، لكنها أصبحت «الملاذ الأخير» علي منصات أنصار مرسي في تجمع «رابعة العدوية» الذي حشدوا له من المحافظات كلها ولم ينجحوا سوي في حشد 150 ألف مواطن تكلفت اقامتهم والانفاق عليهم 5 ملايين جنيه يوميا كانت تصرف من مكتب الارهابي الشهير خيرت الشاطر نائب المرشد، مضي علي سقوط مرسي 72 ساعة بعد إعلان الفريق عبدالفتاح السيسي خارطة الطريق الجديدة التي حازت قبول ورضا الشعب المصري بأكمله ومع ذلك لم يتم إعلان هذه الثورة «المزعومة».. لماذا؟ مصادر سيادية قالت لـ«روزاليوسف».

  إن القوات المسلحة وأجهزة الدولة وضعت خططا محكمة لمنع حدوث شلالات من الدم كان الإرهابيون من أنصار الرئيس السابق ينوون الخوض فيها عبر عمليات إثارة فوضي واستخدام سلاح في محافظات ومناطق متفرقة لنشر حالة من الفوضي لكن احترافية الجيش وأجهزة الدولة في وضع «رءوس الفتنة» قيد الإقامة الجبرية قبل إعلان الفريق عبدالفتاح السيسي خارطة المستقبل هو ما شتت جهود هذه التنظيمات وقطع خطوط الاتصال بينها، سبب آخر ذكرته المصادر هو حالة «الصدمة والرعب» التي أصابت الرئيس المعزول وأنصاره من الملايين التي نزلت في كل الميادين والمحافظات لإسقاط مرسي وهو ما أكد لهم أن «الشرعية» التي يستندون لها سقطت «شعبيا» بالحشود التي فاقت في أعدادها جماهير ثورة يناير، من ناحية أخري أكدت مصادر سياسية أن مرسي وأنصاره من المتطرفين فقدوا حالة التوافق بعد نشوب خلافات عنيفة بين أعضاء مكتب الإرشاد وبين شباب التيار الإسلامي وقياداته جعلت اتفاقهم علي أي شي مستحيلا، كما أن الخوف من المحاكمات العادلة هو ما سبب رعبا لغالبية أبناء التيار المتطرف لأنهم يعلمون أن هناك «جرائم متكاملة» ارتكبت خلال هذا العام بحيث أصبح الشغل الشاغل لهم النجاة من هذه المحاكمات بأقل الخسائر الممكنة.