الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مادة الدين والمدرسين






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 28 - 04 - 2010


الإقرار بالخلل في مناهج مادة الدين في المدارس واللجوء إلي الأزهر والكنيسة لتحديد المعايير العلمية لمادة الدين الدراسية بما يزيل كل إشارة نحو تعصب أو عنف.. لا أظن أنها خطوة كافية في مواجهة التحريض الطائفي وإن كانت خطوة ضرورية وأساسية تأخرت طويلاً. التحريض الطائفي لم يتوقف عند طبيعة المنهج الدراسي لمادة التربية الدينية في المدارس وإنما تجاوز هذا الأمر بمراحل.. وتحديداً مع وجود مدرسين اكتشفوا في أنفسهم صلاحية الوعظ والإرشاد الديني بل إصدار فتاوي أيضا علي غرار دعاة الفضائيات وخطباء صلاة الجمعة في الزوايا المشبوهة.

وفي هذا السياق تتحول العبارات في مادة التربية الدينية أو غيرها من المواد.. العربي أو التاريخ أو حتي الجغرافيا.. علي يد هؤلاء المدرسين إلي إشارات لتعصب وعنف تنتقل بمنتهي اليسر إلي عقل يلتقط بسرعة ووجدان يتأثر بشدة بما يقوله مدرسه في الفصل.

فيسمع التلميذ من المدرس في الفصل تحريماً لتحية الآخر والسلام عليه.. ووجوبية التشدد في المعاملة معه في الفصل و"حوش" المدرسة وفي حصة الألعاب الرياضية.. وتمتد تعاليم المدرس بوجوبية عدم التواصل مع الآخر والامتناع عنه تماما إلي ما بعد مغادرة المدرسة والعودة إلي البيوت.

والأمثلة في هذا السياق كثيرة ومعروفة والأفكار الظلامية تنتشر في أغلبية المدارس الحكومية والخاصة بواسطة هؤلاء المدرسين.. ولا يحتاج اكتشافها سوي لقاء مع هذا المدرس أو ذاك في «Interview» أو حتي متابعة من بعيد لبعيد.

ومن ثم.. فإنه يجب الانتباه إلي خطوة تعديل مناهج مادة الدين إسلامي أو مسيحي.. يجب أن تكتمل بخطوة أخري مفصلية ربما تكون أكثر احتياجاً وإلحاحاً.. وهي التي تتعلق بالمدرس وقناعاته الشخصية وأدائه داخل الفصل.

فمهما كانت مواد المنهج الدراسي مشبعة بلغة التسامح والاعتدال والعبارات القوية الواضحة المستنيرة.. فإن تحويرها وفساد مفاهيمها في يد من يشرح ويلقن داخل الفصل.

[email protected]