الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لا يمكن إقصاء أي من القوي السياسية بعد 30 يونيه بما في ذلك جماعة الإخوان




أكدت دار الافتاء المصرية أنه لا يمكن ان تتحول مصر لسياسة الاقصاء بعد انتفاضة شعبها في 30 يونيه، ولن يتم إقصاء أي من القوي السياسية بما في ذلك الإخوان.
وقال الدكتور إبراهيم نجم -مستشار مفتي الجمهورية- إن مصر تبدأ اليوم فجر عصر جديد بعد عزل الرئيس محمد مرسي جاء نتاج تضحيات وتفاني شعب مصر بأكمله علي مدار الأيام الأربعة الماضية، والتي دلت علي روح ونزاهة الشعب المصري.
وأوضح في بيان أذاعته دار الإفتاء: إن شباب مصر يرجع إليهم الفضل الأول في التغيير، وهم جزء مهم من خارطة المستقبل في مصر، وقد أظهروا عزيمة قوية في سعيهم لتحقيق إصلاحات جوهرية، بروح من الوحدة الوطنية الرائعة؛ حيث ضمت المظاهرات جميع فئات وطوائف المجتمع الذين حلموا سويًّا بمستقبل أفضل.
وأكد الدكتور نجم أنه من المهم أن نعترف بالدور المهم والحاسم للقوات المسلحة المصرية في هذه المرحلة للحفاظ علي السلام والأمن في جميع أنحاء مصر، مثمنًا عدم تدخل الجيش في السياسة في المرحلة المقبلة.
وقال الدكتور نجم: إن العهد الجديد الذي يحدونا الأمل تجاهه يعتمد علي خارطة طريق لعملية الإصلاح التي ركزت -إلي حد كبير- علي الإصلاحات السياسية والدستورية، وهي مجرد بداية لأن مصر تحتاج منا أكثر من هذا، وأشار نجم إلي أنه كي نحقق المصالحة الوطنية ونخلق مجتمعًا متفاعلاً علينا أن نغتنم الفرصة ونتخذ جميع التدابير اللازمة لضمان الإصلاح الاقتصادي والعدالة الاجتماعية كذلك، وهذا يتطلب الانخراط في عملية البناء ومعركة التنمية.
وشدد علي أنه لا يمكننا استبعاد أو إقصاء أي من القوي السياسية الموجودة علي الساحة المصرية، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين، لافتًا إلي أن هذا هو الوقت المناسب لتحقيق إصلاحات شاملة وبعيدة المدي، لتصب في مصلحة جميع أطياف المجتمع، وذلك لن يتحقق إلا بالتوحد والتعاون ونبذ الشقاق والعمل علي إعلاء مصلحة مصر فوق جميع الاعتبارات.
وأكد الدكتور نجم تأييد دار الإفتاء لتطلعات الشعب المصري في الحقبة المقبلة، ودعا جميع المصريين إلي حماية وتحقيق المقاصد الخمسة العليا للشريعة الإسلامية؛ وهي الحفاظ علي الأرواح والممتلكات، والأعراض، والنسل، والدين وهي القيم التي تشترك فيها البشرية جمعاء.
وقال الدكتور نجم: إن هذه اللحظة المهمة من تاريخ مصر يجب ألا نضيعها في استدعاء الأحقاد القديمة، لأن هذا ليس من تعاليم الإسلام، ولكن علينا النظر إلي المستقبل والعمل معًا علي خلق مستقبل أفضل.
وقال الدكتور نجم: «إن الأمر المؤكد أنه علي الرغم مما حدث في مصر بعد هذه الفترة الحرجة تأكد أن مصر أكبر من شخص الرئيس، وأن مصر أمة غنية بالثقافة والخبرات والخيرات»، مشيرًا إلي أهمية أن يقدم جميع الشركاء في المجتمع الدولي دعمهم من أجل مساعدة مصر وضمان استقرارها وازدهارها.
وأكد مستشار مفتي الجمهورية علي الدور المهم الذي قام به الأزهر ودار الإفتاء المصرية في هذه الفترة الحرجة في التصدي للفتاوي المتشددة خدمة للشعب المصري والأمة الإسلامية، وتقديم التوجيه الديني في جميع المسائل ذات الأهمية الوطنية والدولية.
وأشار إلي أن دار الإفتاء ظلت دائمًا مستقلة وبعيدة عن الانتماءات السياسية والتوجهات الحزبية، وأنها سوف تستمر علي هذا النهج في المستقبل. أوضح نجم في مقاله أنه علي مدي السنوات القليلة الماضية حققت دار الإفتاء خطوات كبيرة في تعزيز سهولة التواصل والتفاعل مع المصريين، تشمل استخدام تقنيات حديثة ومتطورة.
ولفت إلي أن الأيام القليلة الماضية قد أثرت بشدة في جميع شرائح المجتمع المصري، وأن المرحلة الجديدة تحتم علينا أن نشرع في العمل سويًّا كأمة واحدة، مفعمة بالأمل، والثقة في الله، والعزم علي جعل مصر ترقي وتزدهر فعلاً لا قولاً.