ترحيب لا تطفيش

محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 03 - 05 - 2010


رئيس مجلس الشعب د.فتحي سرور قال: إن من مهام النائب تقديم الخدمات إلي أهالي دائرته الانتخابية وقرارات العلاج علي نفقة الدولة واحدة منها.. ووزير الصحة حاتم الجبلي أصدر قرارًا بأن يستخرج أهالي المرضي قرارات العلاج من المستشفيات مباشرة.. بعد أن أصدر ضوابط محددة لصدور قرارات العلاج علي نفقة الدولة.

بالطبع رئيس مجلس الشعب كان يؤكد علي طبيعة مهام نائب المجلس في خدمة أهالي دائرته بل الذي هو واجبهم أيضا.. وإن كانت هناك تجاوزات من نواب العلاج علي نفقة الدولة فهو في انتظار تقرير الرقابة الإدارية ومباحث الأموال العامة والمركزي للمحاسبات.. حتي يستطيع المجلس اتخاذ إجراءاته في حق المتورطين من أعضائه في هذه التجاوزات.

ولا شك في أن وزير الصحة يريد أن تتحقق فلسفة العلاج علي نفقة الدولة في تقديم الخدمة إلي المحتاجين الحقيقيين لها دون عناء يتكبدونه.. كحق أصيل ليس منحة أو هبة.
وأيضا الحيلولة دون أن يتحول المرضي إلي فريسة لأصحاب الضمائر الخربة.. سماسرة، موظفين أو حتي نواب في مجلس الشعب.. يتربحون من مرضهم وآلامهم وفي نفس الوقت يحتالون علي الدولة.. "عيني عينك".

حسنا.. وإن كنا نثمن من موقفي رئيس المجلس ووزير الصحة.. يجب أن ننبه إلي أن واقع الأزمة والكشف عن هذه التجاوزات يشهد بأن المعوقات والإدارية والبيروقراطية الرهيبة في وزارة الصحة كانتا السبب في لجوء المرضي أصحاب الاحتياج للعلاج علي نفقة الدولة إلي طرق كل الأبواب.. مرة إلي موظف.. ومرة إلي نائب في مجلس الشعب.. ومرات أخري لسماسرة.. وعندما يغلق باب يفتح باب جديد.. وكثيرة هي الأبواب الخلفية.. ولكنها كانت تؤدي في النهاية في صدور قرارات العلاج.

ومن ثم.. فإن وزير الصحة وهو يتخذ هذا القرار بتوجه أهالي المرضي إلي المستشفيات للحصول المباشر علي قرارات العلاج.. لابد وأن يضمن أولاً أن كل الإجراءات الروتينية التي سيقابلها المرضي.. إجراءات تيسير لا تعسير.. ترحيب لا تطفيش.. فورية لا تعطيلية.. خدمة وليس تفضلاً.