الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نشكر الإخوان







كتب - المخرج - عصام السيد
شعرت الجماعة الثقافية، بتهديد للهوية، المتسامحة في وسطية، المتنوعة القوية، بتعيين وزير مجهول -لم نر له انجازا لا حقيقة ولا مجازا-  بسبب آرائه السياسية، في الحياة الثقافية، و هي آراء كتبها بيديه، ونشرها ابن الإيه، في جريدة إخوانية، في مقالة نارية الي جانب انتمائه، لحزب من آرائه، أفكار طالبانية، بعد ان كان في بدايته الاولية، يعتنق الماركسية، ثم انقلب  الي اليمينية، والتحق باحزاب رجعية.
وادعي ذلك الوزير، انه جاء للتطهير،  والتطوير والتغيير، ولكن انكشفت خطته الإخوانية، عندما بدأ قراراته الوزارية، بالإطاحة ببعض القيادات، وإقصاء الكفاءات، متهما إياها باتهامات، هي أقوال مرسلة، بدون تحقيق أو مستندات، من أجل تمرير أمرين، سيقف ضدهما الفاهمون، من القيادات السابقين، وهما تخفيض الميزانية، واللعب في الوثائق القومية. وخطة طويلة الأجل، يجري فيها العمل، علي طمس الهوية المصرية، وتحويلها الي ثقافة بدوية صحراوية، حيث نلبس جميعا: الشبشب والجلابية!
فاجتمع المثقفون، ولحق بهم الفنانون، يستنكرون ويرفضون، هذا الوزير المأفون. وبعد عقد لقاءات، ترجموا استنكارهم في وقفات، سبقها الفنانون التشكيليون، عندما وقفوا يصرون، علي افتتاح  المعرض العام، في موعده بالتمام. لكنه لم يرتدع، وعن خطته لم يرتجع، فأقصي فنانة عالمية، عن مواقعها القيادية، فثارت الأوبرا وعلقت العمل، ثم اعتصمت ولكن بلا أمل. فحاصروه في وزارته، ونغصوا عليه عيشته. فلما رأوا ان جلده تخين، مثل الاخوان المجرمين، قرروا التصعيد، بالفعل لا بالتهديد، فدخلوا مبني الوزارة، واحتلوها بجسارة، وأعلنوا فيها الاعتصام، حتي زوال النظام.
وانتج الاعتصام أمرين، نفخر بالاثنين:
 تحررت النخبة الثقافية، من أسر الكلمات والبيانات، المليئة بالشجب والاستنكارات، وقدمت تجربة فريدة قوية، في فرض الإرادة الشعبية، وتحرير الجهات الحكومية، من السيطرة الإخوانية، و تشجيع الناس المستحية، علي الافعال الثورية.
 فعاليات فنية يومية، فيها الباليه والأغنية الشعبية، والشعر والموسيقي الكلاسيكية، جمعت بين أهالي الزمالك وبولاق، والعجوزة والوراق، والدقي وميت عقبة، يرقصون في الشارع، مع باليه زوربا
ولذا نشكر الإخوان.. فقد جعلونا نبدع في الميدان.