الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لينين الرملي: الإخوان لن يعودوا سوي بانقلاب دموي لكنهم لا يملكون تنفيذه




«انتهي الدرس يا غبي»، و«وجهة نظر»، و«الهمجي» و«بالعربي الفصيح»، و«أهلا يا بكوات»، وأخيرا «في بيتنا شبح» أعمال مسرحية خالدة، كانت ولا تزال متنبئة ومتأملة في واقع شهدته وتشهدته مصر يوما بعد يوم فرغم تأكيد مؤلفها لينين الرملي علي أنه مؤلف مسرحي يكتب من أجل الفكر وليس له علاقة بالسياسة إلا أن هذه الأعمال دائما ما تفاجئنا باحتوائها علي مضمون فكري وسياسي واقعي للغاية، ولإقترابه وتأمله دائما في الواقع المصري توجهنا إلي الكاتب المسرحي لينين الرملي بعد سقوط نظام الإخوان مباشرة حتي يحلل من وجهة نظره مفاجأة كيفية سقوط من سبق ووصفهم بـ«القرون الوسطي» وعن المشهد الحالي وانتهاء عهد الإخوان قال الرملي في حواره معنا:

كنت أتوقع مجرد قلاقل فقط ومناوشات يوم 30 يونيه الماضي لكنني بالطبع لم أكن أتوقع سقوط الإخوان بهذه السرعة.
 كيف تري سقوطهم بعد مرور عام واحد علي حكمهم؟
- حساب العام يبدو وقتا قصيرا بالنسبة لمن يراه من بعيد لكن من عايش الأحداث طوال هذا العام شعر بطول الوقت، فما تعرضت له مصر خلال عام كامل كان صعبا للغاية أبرزها ما فعلوه بالثقافة فعندما يأتون بوزير ثقافة ليس له علاقة بأي شيء هم يعلنون رسميا بأنهم لا يريدون ثقافة ويسعون بشكل قوي لهدم الثقافة بالمجتمع، وبدلا من مواجهة اعتراضات الناس بالتراجع عن قراراتهم التخريبية أخذوا يسيرون بها للأمام دون ردع.
 هل اعتصام وزارة الثقافة كان شعلة خروج الشعب المصري يوم 30 يونيه؟
- اعتصام الوزارة كان دفعة وراء دفعات أخري كثيرة حيث اجتمع الفنانون والرسامون والروائيون والكتاب والمسرحيون وكل النقابات تجمعوا لمواجهة الهجمة عليهم لأنهم اعتبروا المثقفين بلا قيمة وكذلك المعارض والآثار وكأنهم يقولون لهم أغلقوا واذهبوا في بلد آخر وبالتالي كانت واضحة نيتهم لإلغاء الثقافة في مصر لأن الإخوان في النهاية مجموعة من الأغبياء ليس لديهم ثقافة من أي نوع حتي مؤسس جماعتهم حسن البنا كان مدرس «خط» وليس مدرس لغة عربية وكان يحفظ نصف القرآن فقط ولم يحفظ القرآن بالكامل فهم مجرد متآمرون وكاذبون وفاشلون وعندما يقولون أي شيء لابد أن نتوقع عكسه دائما.
 في رأيك هل ما فعله الإخوان نوع من الغباء السياسي ، مما عجل بنهايتهم؟
- بالتأكيد غباء سياسي كان لا يمكن أن تقع فيه جماعة أو حزب له مشروع يريد تحقيقه لكنهم بدوا وكأنهم جاءوا من بلد استعماري، هم أسوأ ناس لهم مشروع يريدون تطبيقه، وفي النهاية لن يستطيعوا استبعاد 70 مليوناً لأنهم كانوا يريدون تغيير الهوية المصرية بالكامل، لكن من لهم ثقافتهم انتهوا وذهبوا منذ فترة طويلة.
 هل تم هدم حلم الخلافة الإسلامية الذي سعي له حسن البنا منذ سنوات؟
- هم يتعاملون مع المنطقة وكأنها مجموعة من محلات البقالة مثل التي يمتلكها خيرت الشاطر، وللأسف لا يتمتعون بأي ذكاء فطوال الوقت هناك اخفاقات في الظلام ولا ينجحون إلا في تنفيذ القتل والاغتيالات حيث سبق وقتلوا النقراشي ثم حاولوا قتل عبدالناصر وحاولوا عمل انقلاب في 1964 وعبد الناصر أخطأ عندما ألغي جميع الأحزاب السياسية وتركهم موجودون علي الساحة والسادات أخرجهم لمواجهة الشيوعيين ثم تورطوا في مؤامرة لقتله وهذا هو أسلوبهم دائما.
 هل بسقوط نظام الإخوان في مصر سيتأثر التنظيم الدولي التابع لهم؟
- هم أساس التنظيم الدولي ولهم فرع في حماس التي تساعدهم في كل شيء وبالتالي هم مجموعة من الجماعات الجهادية لا تنتمي إلي الوطن وهذه هي تركيبتهم النفسية وحاليا في تونس هناك حالة تمرد أيضا علي الإخوان المسلمين.
 في رأيك هل ما فعله الشعب المصري بنظام محمد مرسي غير خريطة الربيع العربي أو حلم الولايات المتحدة بالمنطقة؟
- بالتأكيد وهو لم يكن ربيعا عربيا كما يطلقون عليه فليسمونه كما يشاءون لأنه كان «ذبحا عربيا»، فالأمريكان فعلوا بنا مثلما يأتي شخص ويمنحنا «تورتة جميلة»  تحمل سُماً في طياتها وذلك عندما تحالفوا مع الإخوان بكل الدول العربية وكان علي رأسها سوريا وما فعلوه بها.
 إذن كيف ستواجه الولايات المتحدة هذه الصفعة المصرية؟
- سيحالون تدارك الموقف سريعا إما بمحاولة إنقاذ الإخوان كحليف لهم أو العكس لأنني في رأيي أن السياسة لعبة قذرة لأنها ليس لها مبدأ لذلك أقول دائما إن الدعارة أشرف من السياسة لأن الدعارة تجارة واضحة زبون وامرأة وقواد وكل شخص يؤدي دوره في الاتفاق دون مراوغة، بينما السياسة ليس لها قواعد لأن السياسي دائما ما يكون مقامرا.
 هل أصبح من السهل عودة الإخوان المسلمون للحياة السياسية من جديد؟
- لا أعتقد لكن من الممكن أن يعودوا بإنقلاب دموي لكن من أين سيأتون بهذا الإنقلاب، أصبح بالطبع غير وارد عودتهم من جديد هم في النهاية جاءوا عن طريق دعم قطر وحماس وأمريكا وهذه الدول أحدثت فوضي في مصر طوال الفترة الماضية عندما فتحت السجون بمساعدتهم وهرب البلطجية وضرب المتظاهرون ثم اتهموا الشرطة وحرقوا الأقسام، كل ذلك كان بمساعدة عناصر من حماس، ثم تم شحن الناس ضد الجيش وضد الشرطة حتي تضرب الدولة، وبالتالي هم خائنون خيانة عظمي وأصبحوا مثل السكاري الذين يترنحون في غير وعي، لذلك أري أن المشهد انتهي بالنسبة لهم وإذا حدثت انتخابات الفترة المقبلة ستكون مؤمنة للغاية وغير مزيفة وهم لن يأخذوا في الإنتخابات سوي كتلة رابعة العدوية.
 كيف تري دور الإعلام في ثورة 30 يونيه؟
- لعب دورا رائعا ولأول مرة يحدث هذا في مصر وأغلبهم كانوا يتحدثون عن صدق داخلي ورغبة حقيقية في تغيير هذا النظام حتي ولو كان منهم أشخاص لهم ميول أخري لكن كلهم كانوا جيدون للغاية رغم أنه كان هناك بعض الأشخاص الذين حاولوا تصنع الحياد وأعتقد أنهم كانوا «باردين وبايخين» وغير ناجحين وجاءوا بهذا الشكل الغريب في وقت كنا نحتاج فيه للالتفاف.
 كيف تري المشهد في مصر الفترة المقبلة؟
- كتبت مقالي السابق بجريدة الوفد تحت عنوان «متي تبدأ الثورة؟»، وكنت أتناول به فكرة أن القرون الوسطي تكون في مقابلها دائما الدولة المدنية الحديثة ولكن كيف يكون هناك دولة مدنية بها أحزاب دينية سياسية مثل الأحزاب السلفية، لا أدعو للقضاء علي أحد لكن لا يمكن أن يكون هناك سياسة في دين ودين في السياسة فلا تتحقق الدولة المدنية إلا بعدم وجود أحزاب دينية.
 إذن ما رأيك في حزب مصر القوية الذي يتزعمه أبو الفتوح هل سيكون هذا الحزب البديل الجديد لتنظيم الإخوان المسلمين؟
- من الممكن أن يأخذ هذا الحزب بعض الأصوات الفترة المقبلة لكن ليس بنفس القوة المتوقعة لأن ماحدث للإخوان سيؤثر بالسلب عليه إلي جانب أن الأحزاب السياسية الجديدة سوف تستوعب أغلب شباب الثورة فهناك آخرون سيجذبون الشباب لهم مثل البرادعي وعمرو موسي وعمرو حمزاوي.
 كيف ستتناول مصر الفترة القادمة في أعمالك المسرحية؟
- أؤكد دائما أنني لا أقدم سياسة في أعمالي لأنني أرفض هذا الأسلوب في الكتابة المسرحية لأن السياسة تقتل الفن، والآراء السياسية يجب أن تكتب في مقالات أو توزع في منشورات لكن الفن لابد أن نري فيه بشرًا وأفكارًا، وحاليا أعمل علي الانتهاء من مسرحية «اضحك لما تموت»، و«كونشيرتو الفرصة السعيدة».