الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

في لجنة الشوري






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 05 - 05 - 2010


أستطيع أن أتصور حالة الفزع التي داهمت السفير رضا بيبرس وهو يستمع الي نواب في مجلس الشوري يطالبون بتطبيق شعار "ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة" واستخدام القوة العسكرية والتهديد بها في إدارة ملف المفاوضات مع دول حوض النيل بشأن اتفاقية المياه.

وبلا شك لا أعرف ما هي الأسس التي بني عليها الأخوة في مجلس الشوري مطالبتهم تلك باستخدام القوة العسكرية.. وكأن دول المنبع لا تبعد سوي بضعة كليو مترات قليلة يمكن الوصول إليها عسكريا وضرب الإنشاءات التي تقام علي مجري النيل فيها.. وكأنها أيضا دول بلا سيادة تقبل الاعتداء عليها.. وكأن مصر دولة اعتداء لا تقيم وزنا للقانون الدولي وحقوق سيادة الدول علي حدودها ومجالاتها الجوية والبحرية.

ولكن ما أعرفه جيدا أن حجم المصالح بين مصر ودول منبع نهر النيل الأفريقية بغير حدود ولا تتوقف فقط عند اتفاقيات المياه وإنما تمتد إلي ما هو أبعد من ذلك بمراحل وعلاقة مصر معهم ممتدة وتاريخية ليس فقط علي مستوي العلاقات الثنائية وإنما أيضا علي مستوي الدوائر الأفريقية والدولية.

ومن ثم فإن ادارة ملف اتفاقيات المياه فضلا عن انها تخضع للاتفاقات الدولية علي النحو الذي أوضحه السفير بيبرس للنواب مؤكداً علي أن مصر دولة احترام للقانون الدولي مستغربا من هذه المطالبة التي لا تدفع سوي في طريق إفساد العلاقات مع دول المنبع وتحقق خطط الدول التي تسعي إلي هذا الافساد والإضرار بالمصالح المصرية.

من الواجب ان تكون إدارة الملف.. ادارة لا تتوقف عند علاقة القانون وإنما تتأسس علي علاقات الأخوة والمصالح والمنافع المتبادلة.. إدارة لمصالح تبادلية وعلاقات نفعية يتحقق فيها التواصل الجيد بين مشروعات التنمية هنا وهناك.

ومصر في هذا السياق تملك الكثير من الخبرة والتأثير والعلاقات القوية مع الدول المانحة للمشروعات علي مجري النهر.. وأيضا لها مكان و مكانة لدي شعوب دول النيل وعند حكوماتها.

بغض النظر عما سمعه السفير بيبرس في لجنة الشوري من كلام«...».

[email protected]