السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صحف أمريكية تحذر من تهميش الإخوان.. و«ألمانيا» نتفهم الإجراءات الاستثنائية





كتب - داليا طه وابتهال مخلوف ومحمد عثمان

مازالت أصداء المشهد في مصر عقب عزل الرئيس محمد مرسي وإعلان المجلس الاعلي للقوات المسلحة خارطة طريق لمستقبل البلاد، تهيمن علي أجندة وسائل الإعلام العالمية والعربية.
وأعرب الرئيس الألماني يواخيم جاوك عن قلقه إزاء تطورات الأوضاع في مصر،وقال جاوك أمس: «أود أن يوجد سيناريو انتقالي من أجل عودة حكومة تتناسب مع المعايير الديمقراطية»، معربًا عن تفهمه لاتخاذ» إجراءات استثنائية في موقف يهدد بنشوب حرب أهلية».
من جانبه أيد الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو وضع خارطة طريق وجدول زمني لعودة الديمقراطية لمصر.
في حين أعربت ماليزيا عن أملها في ان تمهد عملية تعيين رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور رئيسا مؤقتا لمصر الطريق امام تحقيق الديمقراطية.
واعرب رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق عن أمله في أن يتم تشكيل حكومة مصرية جديدة في أقرب وقت ممكن والتي تعكس رغبات وتطلعات المواطنين المصريين وتضمن الاستقرار علي مدي طويل.
بينما في فرنسا أعتبرت صحيفة «ليكبريس» الفرنسية أن الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمتحدث الحالي باسم المعارضة المصرية يعد أمل الثوار الآن، مشيرة إلي إن عزل مرسي يمثل فرصة فريدة من نوعها للدبلوماسي الليبرالي السابق لتولي مقاليد السلطة في البلاد.
وأضافت «ليكبريس»: إن طريق البرادعي للوصول إلي السلطة كانت طويلة ومليئة بالعثرات،مشيرة إلي ان البرادعي ولتحقيق مشروعه السياسي،ينتظر منذ عودته إلي مصر في 2010 وانطلاقا من «رغبة في أن يكون عامل تغيير وذلك قبل إندلاع «الربيع العربي».
في حين أشارت صحيفة «كورييه إنترناشيونال»الفرنسية الي أن هذا الدعم الذي تقدمه واشنطن للإخوان المسلمين منذ توليهم السلطة،جعلت منه محور نقاش للكثير من المصريين.
وسلطت صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية الضوء علي اللاعبين الأساسيين علي الساحة المصرية حاليًا، موضحة أن القادة في مصر تغيروا في غضون الأيام القليلة الماضية لتخطو بعدها الأطراف الفاعلة الجديدة خطواتها الأولي في صدارة المشهد السياسي في مصر، مضيفة: إن الرئيس المؤقت اعتمد لهجة تصالحية ودعا إلي عدم تفاقم الانقسامات في المجتمع المصري اذ أكد أن الإخوان المسلمين هم جزء من الشعب.
في المقابل ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية أن مصر تعيش حاليا في منطقة خطرة لا يوجد منها سوي مخرج واحد وهو اجراء انتخابات سريعة منظمة قد يكون تحقيقها معجزة لكنها ليست مستحيلة الحدوث.
ورأت الصحيفة أنه علي الجيش أن يوضح علي وجه السرعة أنه تصرف لمصلحة الوطن وليس لمصلحته، مضيفة: إن الدبابات انتشرت في ارجاء البلاد للحيلولة دون وقوع اشتباكات بين معارضي مرسي ومؤيديه ولحماية الطرفين من بعضهما البعض.واشارت الصحيفة الي انه لا يوجد شك في أن مرسي فشل كزعيم،اذ كان يتعين عليه انهاء انهيار الاقتصاد المصري،كما أنه لم يكن رئيسا لكل المصريين.
واضافت الصحيفة إن الفريق السيسي والرئيس المؤقت عدلي منصور لديهما أسابيع وليس شهوراً لإثبات أنهما يعملان لمصلحة مصر ويجب أن يثبتا أن الجيش لن يتدخل في عمل الحكومة المؤقتة ويجب أن يضعا تاريخا للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، كما يجب أن يضمنا مشاركة الإخوان المسلمين في هذه الانتخابات لاضفاء المصداقية
وأشارت «التايمز» إلي أن الربيع العربي في مصر تحول الي صيف عسكري، ان مصر تتعرض مجددا الي مأزق خطير بمحاصرتها بين جنرالات وجهاديين.
وتوقعت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن تعود جماعة الاخوان المسلمين مرة أخري الي الحكم عاجلا او جلا ، وقالت إنه من الممكن ان يتحدث المصريون عن وجود شيء مختلف في انقلابهم العسكري المدعوم بالجماهير في الشوارع، إلا أن مثل هذه الأوضاع ليست بجديدة علي العالم في الخمسين عاما الماضية.
وشبهت الصحيفة ما يحدث في مصر بالأحداث التي وقعت في كل من الارجنتين وفينزويلا وتركيا وتايلاند ودول اخري من التي نصبت رئيسا جديدا بعد عقود من سلطة الفرد، في إشارة من الكاتب الي استبداد الرئيس المصري السابق حسني مبارك وتولي الرئيس مرسي مقاليد الحكم في البلاد بعد أعوم من الفساد.
وفي نفس السياق اكدت صحيفة «ذا ديلي بست» الأمريكية ان الانقلاب الذي حدث ضد الرئيس محمد مرسي بمعاونة الشعب كشف عن عدم التأثير القوي لإدارة أوباما علي الجيش المصري علي الرغم من أن واشنطن تقدم معونة عسكرية للجيش تقدر بـ 1,3 مليار دولار.
ولفتت صحيفة «واشنطن بوست «الأمريكية أنه منذ وصول الرئيس مرسي للحكم، والأوساط الأمريكية تتساءل دائما حول سياسة البيت الأبيض مع الإخوان المسلمين، مشيرة إلي أن سقوط مرسي كان بمثابة الصفعة للولايات المتحدة خاصة أن مصر في عهد الإخوان كانت من أكبر حلفاء واشنطن في الوطن العربي.
واكدت الصحيفة أنه من أحد النتائج التي تكشفت من الأزمة في مصر هذا الأسبوع هو أن هيبة ونفوذ الولايات المتحدة قد ضاعت، مشيرة إلي أن أوباما ليس هو المسئول الوحيد عن الصورة السيئة التي ارتسمت لدي المصريين تجاه الولايات المتحدة، فحكومته مسئولة أيضا خاصة أنها لم تتخذ موقفاً قوياً ومعارضاً لسياسة الرئيس مرسي.. وحذرت مجلة «نيو ريبابليك» الأمريكية من مغبة تهميش جماعة «الإخوان»، قائلة إنه خطأ قد يسفر عن آثار كارثية في المستقبل البعيد.. ورأت المجلة أن الحل الوحيد يكمن في دعوة قياديي جماعة الإخوان إلي الطاولة السياسية ومعاملتهم كسياسيين خاسرين كما هو حالهم لا كمجرمين لأنهم ليسو كذلك، حتي يمكن رأب الصدع القائم.
وفي تركيا عاود المؤيدون للرئيس المعزول محمد مرسي وقفتهم امام السفارة المصرية بأنقرة ورفعوا لافتات تطالب بعودته، معترضين علي ما سموه بـ «الانقلاب العسكري» في مصر.
وكانت من ضمن الاعلام التي رفعها المتظاهرون علم المعارضة السورية والعلم الفلسطيني واعلام سوداء جهادية كتبت عليها عبارة «لا اله الا الله محمد رسول الله» التي تميز تنظيم القاعدة.
كما تظاهر عشرات المغاربة مساء أمس الأول أمام مقر البرلمان المغربي ضد ما اعتبروه انقلابا عسكريا في مصر علي « الشرعية» ورفعوا شعارات مؤيدة للرئيس المخلوع محمد مرسي ومنددة بما أسموه «حكم العسكر».