الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصير معارضي الإخوان بعد سقوط مرسي




جمعتهم المعارضة الجذرية لمسلك جماعة الإخوان الاقصائي الراغب في الاستحواذ علي كل شيء منذ وصول محمد مرسي إلي السلطة في 30 يونيو 2012 خاضوا معارك عديدة وتعرضو لحملات ممنهجة قاسية في الاعلام الإخواني وميليشياته الإليكترونية، كان المستهدف تشويههم ربما إلي حد نزع الوطنية وتثبيت اتهامات لم تعرفها الحياة السياسية إلا في ظل حكم الإخوان، بعضهم كان من رمود ثورة يناير بل وأبطالها الحقيقيين وقليل منهم تلفظ الشعب نظام مرسي إلي غير رجعة. السؤال الآن ما هو مصير هؤلاء وما خططهم المستقبلية بعد انزياح كابوس حكم مرسي وبقاء بعض «الجيوب الارهابية» التابعة له تحاول عودة الزمن إلي الوراء.

 
1 - الدكتور محمد البرادعي: دعم الثورة.. وفقط!
في عام 2010 وفي عز سطوة نظام مبارك كتبت قيادات في جماعة الإخوان مئات المقالات في الإشادة ب«رجل التغيير» و«الوطني المثالي» و«الرمز المصري الكبير» و«الرجل الذي حرك بحيرة «السياسة الراكدة» لكن مع وصول مرسي للسلطة واستمرار اصرار الدكتور البرادعي في نقد السياسات والإجراءات الخاطئة التي أدت لارتباك سياسي ومسار منحرف تحول الرجل في نظر الجماعة إلي الصورة نفسها التي حاول ترويجها نظام مبارك عنه، وبصورة أكثر سفالة، وبأدوات أكثر انحطاطاً، ورغم أن البرادعي يعارض اقصاء أي تيار سياسي وأعلن اختلافه مع طريقة مرسي في إدارة الدولة ورفضه للدستور المشوه ( الذي اسقطته ثورة 30 يونيو).
إلا أن الإخوان لم يعرفوا أدبًا ولا أخلاقًا في الاختلاف مع الرجل. سقط حكم مرسي وبعد تولي الرئيس عدلي منصور مقاليد البلاد كرئيس مؤقت  كرر البرادعي موقفه بانحيازه ونضاله من أجل تحقيق مطالب الثورة المدنية السلمية الساعية لدولة ديمقراطية، وأعلن عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة، وبعد اعتراض حزب النور علي توليه رئاسة الوزارة وتمسك «تمرد وشباب الثورة به لا ينتظر الرجل منصبًا» ولا تولي المنصب. كما تقول مصادر مقربة منه - سيجعل قضية «التوافق الوطني» وتحقيق انجاز علي الأرض في ملف الأمن والاقتصاد، وفي حالة عدم اسناد المنصب له سيواصل دعمه للشباب ولقوي الثورة إلي حين تحقيق مطالبها مهما كانت العقبات.
 
2 - تهاني الجبالي - ضمير القاضي في محراب السياسة
كانت معركة نظام مرسي مع المحكمة الدستورية هي ملخص عداء النظام السائد للقضاء، ومع تفصيل مواد في الدستور الساقط من أجل ابعاد المستشارة تهاني الجبالي عن عضوية المحكمة، تحولت القاضية التي ناضلت أيام مبارك في معركة «استقلال القضاء» إلي الخصم الأول للجماعة بين القضاة، وحاولت الميليشيات الإليكترونية علي مدار عام تشويه سيرتها بشتي الطرق، بعد سقوط مرسي أعلنت تهاني الجبالي عدم عودتها للمحكمة الدستورية وبحسب مصادر مقربة منها تعتزم خوض غمار العمل السياسي بصورة مباشرة وتحويل  «حركة الدفاع عن الجمهورية» التي أنشأتها في ظل سطوة ونفوذ نظام الإخوان إلي حزب سياسي يدافع عن قيم الدولة المدنية.
 
3 - حمدين صباحي لا لـ«الرئاسة».. نعم للتيار الشعبي
ثلاثون عامًا قضاها حمدين صباحي مناضلاً من أجل الفقراء والاستقلال الوطني، ومنذ أن حاز أكثر من 4 ملايين صوت في الانتخابات الرئاسية تحول الرجل إلي خصم للإخوان، وبدأوا علي الفور في تصويره باعتباره من رموز «جبهة الخراب» وعملت ماكينات الدعاية السوداء ضده باتهامات فارغة، منذ يومين أعلنت جبهة الانقاذ أن رموزها جميعًا لن يشاركوا في الانتخابات الرئاسية المقبلة تأكيدًا لفكرة أن معارضة الإخوان لم تكن سعيًا لمنصب كما يروج مهاويس الجماعة. حمدين قرر أن يكون «التيار الشعبي» هو قضيته الرئيسية الفترة القادمة، تحويله إلي كيان وطني جامع كبير، وبناؤه بصورة مؤسسية وضم أحزاب تؤمن بنفس مبادئه، مع التركيز علي أن يكون الشباب، هم هدف التيار وساحته الرئيسية لممارسة السياسة والدفاع عن قيم الثورة.
 
4 - باسم يوسف: أزمة غياب الرئيس»!
سيختفي باسم يوسف عن ملايين عشاق ومتابعي برنامجه «البرنامج» خلال شهر رمضان، ليس فقط لأنه سيعرض برنامجه الجديد «أمريكا بالعربي» بل ليفكر في مصير برنامجه الذي تحول خلال عام إلي أشهر برنامج سياسي ساخر في العالم العربي وذلك بعد غياب «الرئيس الأضحوكة محمد مرسي» منح مرسي لباسم يوسف كل المواد الخام التي يحتاجها أي مذيع ساخر وأمده بمعين لا ينضب من التصريحات الفكاهية والتصريحات الكارثية والقرارات الإرهابية، وخاض المواجهة مع حملات شرسة وصلت لحد تكليف  بعض كوادر الجماعة بكتابة «جرافيتي» علي بعض الحوائط والجدران في المحافظات صباح يوم 30 يونيو مخصصة لباسم يوسف تهاجمه باعتباره واحدًا من رموز الإعلام الفاسد، بعد رمضان سيعود «البرنامج» وسيركز باسم علي تصرفات «فلول نظام مرسي» كما سينتقد بشدة صراع النخبة علي رسم خريطة الطريق وملامحها.
 
5 - إبراهيم عيسي : معركة
جديدة مع الإرهاب!
بدأ الكاتب الصحفي إبراهيم عيسي حياته المهنية في «روزاليوسف» واشتهر بحملاته الصحفية ضد «الإرهاب» ورموزه،في عام 2005 عادت صحيفته «الدستور» للصدور بعد منع سنوات طويلة من نظام مبارك وفي هذه المرحلة قرر أن يتضامن مع الإخوان  وفتح أبواب صحيفته لهم، ربما لم يكن يدرك في حينها أن «الإخوان» و«الحزب الوطني» وجهان لعملة واحدة، لكن الإخوان ومع وصولهم للسلطة انكروا معروفه لهم وكلما هاجم ديكتاتورية مرسي نشطت خلايا الإخوان لتصويره باعتباره من خصوم الإعلام، مرة و«شيعي متخفي» مرة أخري ومع انتهاء نظام مرسي ليس من المتوقع أن يتولي عيسي أي منصب في الدولة وعلي طريقة صلاح عبد المقصود في دولة الإخوان، بل سيواصل معركته ضد الإرهاب وهي معركة طويلة تخوضها مصر كلها.. ولا ينتظر أن تنتهي سريعًا أو بسهولة.
6 - لميس الحديدي: العودة
إلي صفوف الشعب!
 
أخطأت المذيعة اللامعة الموهوبة «لميس الحديدي» في حق موهبتها عندما اقتربت من نظام مبارك إلي حد اشرافها علي حملات دعائية للحزب الوطني المنحل ولجمال مبارك البائد، لكنها بعد ثورة يناير قررت أن تنحاز أكثر للمهنية وللشعب، وفي فترة قياسية أصبحت «ملكة الهواء الأولي» علي شاشات الفضائيات الخاصة، لم يفهم الإخوان من هجومهم الشرعي عليها أنها كانت تهاجم حكم مرسي بقوة لإيمانها بالدولة المدنية الديمقراطية التي كادت تهدم تمامًا في عصر مرسي لميس الحديدي التي نالها من الهجوم ومحاولات «الشيطنة» تنوي الفترة المقبلة تطوير برنامجها «هنا العاصمة» والتركيز علي قضايا المجتمع والفقر وقضايا التنمية وهي ملفات تحتاج لإعلام محترف لكشف تفاصيلها أثناء بناء دولة «ما بعد مرسي والإخوان».
 
7 - محمد أبو حامد: العمل السياسي
بعيدًا عن «الإرهاب والارهابيين
سطع نجم السياسي الشاب محمد أبو حامد بعد ثورة يناير، ونجح في تقديم أداء برلماني جيد في برلمان 2012 لكن ومع وصول الإخوان كان واحدًا من الخصوم الشرسين للجماعة التي درس تاريخها جيدًا وعرف انها ارهابية لا أكثر» وشنت الحملات الإليكترونية للإخوان أعتي الحملات ضده، وتم الاعتداء عليه أمام رابعة العدوية في شهر فبراير الماضي، أبو حامد قرر أن يشارك في حياة سياسية جديدة بعيدة عن الإرهاب  عن طريق مقاومة بقايا حكم مرسي الارهابي» علي حد تعبيره والشروع في تأسيس حزب سياسي جديد للمشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة.