الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مرسي استبعد انقلاب الجيش دون موافقة أمريكا.. وأكد ان تعيين رئيس وزراء جديد «علي رقبته»





كتبت - داليا طه ووكالات الأنباء
 
لازالت أحداث مصر تثير العديد من ردود الأفعال في العالم، وتقدم بعض وسائل الإعلام العالمية الكثير من الروايات والتحليلات لتسليط الضوء علي المشهد المصري، فقد كشفت صحيفة نيويورك تايمز» الأمريكية النقاب عن بعض الأحداث التي جرت في الساعات الأخيرة لحكم الرئيس  المعزول محمد مرسي حيث اشارت الي انه رفض عدة عروض كانت تمكنه من البقاء في منصبه.
 وقالت الصحيفة انه تلقي اتصالا من وزير خارجية إحدي الدول العربية نصحه فيها بتغيير رئيس الوزراء هشام قنديل وتغيير المحافظين الذين تم تعيينهم في الفترة الأخيرة ولكنه رفض قائلا «رقبتي قبل هذا»
واوضحت الصحيفة ان مستشار الرئيس للشئون الخارجية عصام الحداد قام بالاتصال بالسفيرة الأمريكية آن باترسون ليخبرها بأن الجيش يجهز لانقلاب عسكري علي شرعية الرئيس وأنه يتدخل في جميع الأمور والرئيس يرفض كل هذا.
واشارت الي ان مرسي لم يكن يتخيل أن ينقلب عليه الجيش دون موافقة أمريكا وطالما أنه يحترم استقلاليتهم وامتيازاتهم، مشيرة الي أنه خشي أن يبدو ضعيفا إذا تراجع.كما قال احد المقربين له أنه كان يثق بشكل كبير في وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي حتي إن أحد قادة الاخوان وصفه بأنه مسلم تقي.
ونقلت الصحيفة عن أحد مستشاريه أنه تحدث مع أحد مساعديه في فصل الخريف ويبدو عليه القلق «هل يمكن أن يتم الإطاحة بي؟».. لكنه رد علي نفسه قائلا «لا.. إن الذروة ستكون عندما تري دمائي تتدفق علي هذه الأرض».
واشارت الصحيفة الي أن مرسي كذب تقديرات «جوجل إرث» لأعداد وحجم المظاهرات التي خرجت ضده في مختلف الميادين واقنع نفسه أن الاعداد المؤيدة له تفوق ذلك العدد بكثير.
كما اهتم الباحث اريك تراجر زميل الجيل القادم بمعهد واشنطن أن يكتب شهادته علي ماحدث في مصر خلال الأيام الماضية اثناء تواجده بها وقال أن ماحدث ليس انقلابا عسكريا بل إنها ثورة شعبية حقيقة اتحد فيها الشعب مع الجيش والشرطة والسبب في ذلك الفشل الحقيقي للرئيس المعزول مرسي.
واوضح أن خلال تواجده في القاهرة، حاول قادة الاخوان من حين لآخر اصطحابه الي مكاتبهم ليتحدثوا عن أنفسهم بصورة مثالية وبأنهم الجماعة التي ورثت وضعا فاسدا ويتآمر ضدها ائتلاف واسع من القوي سيئة السمعة لاثبات فشل الرئيس.
وقال إنه في صباح يوم الأربعاء، قال له محمد سودان مسئول العلاقات الخارجية في الحزب السياسي للجماعة  «بعضهم أناس لا يفهمون ما يجري. وهناك الإعلام كذلك... بعضهم يكرهون المسلمين، وبعضهم مسيحيون يخشون من سلطة المسلمين، أو كون المسلمين في السلطة، وبعضهم - الأغلبية - هم من النظام السابق».
واضاف تراجر ان جماعة الاخوان حاولت اقناعه بأنه رغم الوقوف في طوابير الغاز لساعات طويلة وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر يوميًا وارتفاع أسعار الغذاء، فإن مرسي كان في الواقع رئيساً ناجحاً حيث تحسنت المعيشة لمعظم الناس، فقد أصبح الفقراء يكسبون الكثير من المال، كما أن الطبقة الوسطي هي الأخري أفضل حالا بكثير، وأن المشكلة تكمن في أن بعض الأثرياء لا يكسبون القدر الكافي من المال مثلما اعتادوا من قبل، وهم يمولون الحملة ضد الرئيس.
وقال تراجر ان رفض وزارة الداخلية لحماية مقرات الاخوان قبل مظاهرات 30 يونيه، جعل الجماعة تنظم كوادرها في شكل وحدات حراسة متنقلة وزودتهم بالخوذ والعصي.وأضاف «أخبرني أحد أعضاء الجماعة عماد مصطفي من الفيوم، وهي مدينة جنوب غرب القاهرة قائلا: «سوف نظل ثابتين إلي حين امتلاك مرسي السلطة الكاملة أو نلقي حتفنا».
علي الجانب الآخر، حذر علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوري الاسلامي الايراني من ان استمرار الاوضاع الجارية في مصر سيضر بالمنطقة برمتها.
واعرب بروجردي - في تصريح نقلته قناة «برس تي في» الايرانية عن امله في ان تتمكن القاهرة من تسوية الازمة بأسرع وقت ممكن، محذرا من ان اعتقال قادة الاخوان المسلمين قد يثير انصارهم ويحفزهم علي النزول الي الشوارع.
وقال بروجردي إنه يتعين علي الاخوان المسلمين تقبل فكرة اجراء انتخابات مبكرة، مشددا علي ان السبيل الوحيد لمعالجة الوضع يتمثل في التوصل الي تفاهم متبادل، مطالبًا بعدم السماح للمتطرفين بالاستفادة من الوضع الجاري لدفع مصر نحو احداث مؤسفة كالتي تجتاح العراق وسوريا ».
وتوقعت صحيفة «الشرق» السعودية استنساخ فكرة حركة «تمرد» المصرية إلي دول الربيع العربي بعد نجاحها في مصر في الإطاحة بمحمد مرسي بدعم القوات المسلحة، مما يؤشر إلي أن الحكومات الجديدة لم ترض شعوبها، ولم تنجح في استحقاق التحول الديمقراطي.
وأضافت أن مساهمة حملة «تمرد» في سحب الثقة من محمد مرسي دفعت الناشطين والتجمعات الشبابية في تونس إلي اقتباس هذه الروح وبدء جمع توقيعات من الشعب التونسي لسحب الثقة من المجلس التأسيسي (سلطة التشريع)، وتشكيل لجنة جديدة لصياغة الدستور المقبل حتي يعبر عن تنوع المجتمع التونسي ويقضي علي احتمالات عودة الاستبداد في ثوب مختلف.
وأشارت الصحيفة إلي أن الشباب في الأراضي الفلسطينية ينادي بالتمرد ضد الانقسام الوطني وضد الاحتلال، وكذا في السودان يدعو سياسيون وناشطون إلي التمرد علي الحكومة الحالية.
فيما، أعربت مارين لوبن زعيمة الجبهة الوطنية اليمين المتطرف في فرنسا عن قلقها من تكرار الوضع الحالي في مصر يوما ما في فرنسا.
وطالبت زعيمة الجبهة الوطنية بحل إتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، الذي تأسس في عام 1983، وهو قريب من جماعة «الإخوان المسلمين».
وكان اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا قد رفع مؤخرا دعوي ضد مارين لوبن التي طلبت سابقا حظر هذه الجمعية بمبرر أن «مسئولي بلادنا يعتبرون اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا مقربا من الاسلاميين».