الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أسامة برهان أمين عام المجلس الاستشارى: الجيش تعامل مع 25 يناير باعتبارها انتفاضة وليست ثورة .. ونظام مبارك لم يسقط




 كشف أسامة برهان أمين عام المجلس الاستشارى أن جماعة الإخوان المسلمين أجهضت دور المجلس الاستشارى فى تحديد آليات كتابة الدستور من خلال التأثير على منصور حسن رئيس المجلس السابق ووزير الإعلام الأسبق فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات وأوضح برهان فى حواره مع روزاليوسف أن العسكرى برر سبب عدم الاستجابة لتوصيات المجلس لعدم رغبته فى خوض صراع مباشر مع الجماعة فى هذا التوقيت الحرج لافتًا إلى أن مظاهرات العباسية مدبرة من جانب الإخوان المسلمين لتفويت الفرصة على العسكرى فى التوافق مع القوى السياسية على معايير كتابة الدستور، مضيفًا أن الجماعة تسعى إلى صياغة الدستور عقب انتخابات الرئاسة.
■ بداية كيف ترى شكل العلاقة بين المجلس العسكرى وجماعة الإخوان المسلمين؟
 
 
العلاقة بينهم خلال الفترة السابقة والأيام المقبلة شد وجذب بمعنى عض الأصابع لكنها لن تخضع لقطع الأصابع فى هذه الفترة، إنما لا أحد يعرف طريقه وإلى أين ذهبون سوى الإخوان بما فى ذلك المجلس العسكرى والأحزاب.
 
 
■ هل تعتقد أن ما حدث بينهم عام 1954 سيتكرر، هذا السيناريو الدرامى وهل هو مطروح الآن؟
 
 
هو مطروح فعلا لكن ليس فى هذا التوقيت لأن الطرفين فى حاجة إلى بعضهم البعض وليس من مصلحة أحد منهم الآن قطع العلاقات تمامًا، لكن الطرف الذى يقوم بمناورات الآن هو الإخوان وليس العسكرى لإجهاض محاولات العسكرى فى حسم الجمعية التأسيسية ووضع آليات كتابة الدستور قبل تسليم السلطة للرئيس المنتخب.
 
 
■ لماذا؟
 
 
المظاهرات والاحتجاجات القائمة عند وزارة الدفاع اندلعت ليلة اجتماع المجلس العسكرى والأحزاب والقوى السياسية لخلق حالة من التوتر حول عملية كتابة الدستور تصب فى مصلحة المماطلة الإخوانية فى حسم مصير الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، وكان معلن من قبل العسكرى أن هذا الاجتماع آخر فرصة للتوافق حول معايير تأسيسية الدستور.
 
 
■ الصراع الحادث بين الإخوان والمجلس العسكرى فى تقديرك سيحسم لصالح من وكيف سينتهى؟
 
 
لا أعرف كيف سينتهى هذا الصراع لكن حتمًا الدستور سيعد قبل انتخابات الرئاسة، والاتفاق بين العسكرى والقوى السياسية بما فيهم الإخوان أن الاستفتاء الشعبى على الدستور سيتم بين المرحلة الأولى ومرحلة الإعادة من انتخابات الرئاسة، وهذا ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع الذى تنصلت منه الإخوان بعد ذلك برغم أنهم وقعوا على ما تم الاتفاق عليه.
 
 
■ وما تفسيرك لرجوعهم عن الاتفاق المبرم بينهم على حد قولك؟
 
 
الرجوع فى الشىء منهج عند الإخوان، لعدم وجود نية لديهم نحو التوافق بينما نيتهم التعطيل لأنهم يفكرون فى الصلاحيات التى ستمنح للرئيس والبرلمان وفقًا لنتائج انتخابات الرئاسة بمعنى أنة جاء من بينهم سيمنحون له سلطات وصلاحيات مثيرة فى الدستور أما إذا خسروا معركة الرئاسة فسيحاولون منح البرلمان سلطات أوسع فى السلطة التنفيذية وتشكيل الحكومة.
 
 
■ صرحت من قبل أن الإخوان والمجلس العسكرى وجهان لعملة واحدة، ماذا تعنى بذلك؟
 
 
فى هذا الوقت كان الطرفان يسيران فى طريق متواز ولم يكن هناك خلاف بينهم وهى فترة وضع قانون انتخابات مجلس الشعب وبالفعل صدر قانون تفصيل على مقاس الإخوان فهو مفصل لصالح تنظيم قوى متشعب فى النحافات معه من المال ما يؤله لخوض انتخابات على الطريقة التى أجريت بها وكذلك من تواجدوا فى اللجان الانتخابية من الموظفين وتم تنقيتهم بالاسم للتخديم على اكتساح الإخوان دوائر اللعب فى القاهرة والمحافظات.
 
 
■ معنى هذا أن كان هناك صفقة بين الإخوان والمجلس العسكرى خلال انتخابات الشعب؟
 
 
هذه الصفقة تمت مع عمر سليمان قبل رحيل حسنى مبارك بأربعة أيام ليخلوا الميدان ويخرج الإخوان من السجون ويصبحون حزبًا سياسيًا مشهراً وتأتى فرصة المنافسة كاملة فى انتخابات الشعب وهذا ما حدث لكن الإخوان عادة لا يقفون عند حد معين بينما يبحثون عن أدوار أكثر كلما نالوا دورًا يبحثون عن ما يليه حتى اصطدموا بالجيش لأنهم يسعون لاقتناص أدوار وفرص أكثر من المتفق عليه لأن لديهم حسبة ذاتية متعلقة بالتنظيم بغض النظر عن المصلحة العامة والدليل على هذا قول مرشدهم «طظ فى مصر».
 
 
■ قلت أن هناك صفقة بينهم فى تقديرك الصفقة فى أى مرحلة الآن؟
 
 
الصفقة باظت لأن الإخوان تغولوا على العسكر والقوى السياسية وكل الأطراف فى مصر.
 
■ هل العسكر يملك الآن تقليم أظافر الإخوان؟
 
 
بالطبع يملك لكنى لا أعرف ما الذى يؤخره وما داعى كل هذا الصبر عليهم وبالتأكيد لديهم ملفات وأوراق ضد الإخوان، فلديهم أوراق ضد أبو الفتوح لكن أزمة العسكرى أنه مش بتاع سياسة وليس مدربًا سياسيا.
 
 
■ فى تقديرك هل المجلس العسكرى سيترك للإخوان فرصة كتابة الدستور كما يخططون؟
 
 
لا أعتقد لأن العسكرى صاحب مصلحة فى الدستور ما يحدث الآن أن كل طرف يشد الحبل لناحيته ومصالحه وبالتالى لازم يحدث صدام لكن لا نعرف توقيته يعنى هم افتعلوا أزمة العباسية للاشتباك مع أعضاء العسكرى وحدوث قتلى وإصابات وبالتالى الناس والثورة تتحرك من جديد وذلك لأن ما يعد الآن إعادة الدور من جديد فمجلس الشعب مطعون عليه ومهدد بالحل وفى الانتخابات القادمة الإخوان والسلفيون سيصوتون لصالح أبو الفتوح ومحمد مرسى سيخرج من المعركة وهو موجود لأن جزءًا كبيرًا من شباب الثورة كان مع حمدين صباحى وكان لزاما عليهم الحفاظ على هذا الجزء وبالتالى هم يريدون الوصول للإعادة وفى حال وصولهم للإعادة سيفوزون بالرئاسة بسبب قدرتهم المالية على مواصلة الانتخابات من خلال تمويلهم وشركاتهم الممولة ولعبة الانتخابات على الأقل بجولة الإعادة تتكلف تقريبًا 600 مليون من يستطيع تغطية هذه النفقات غيرهم.
 
 
■ باعتبارك أمين عام الاستشارى وشاركتهم فى أزمة تأسيسية الدستور هناك طرق لدى العسكرى لكتابة الدستور بغير إرادة الإخوان والمجلس أوصى بإصدار إعلان دستورى لماذا تجاهل التوصية؟
 
 
باختصار لأنه لا يريد التصادم مع الإخوان الآن صحيح العسكر ليس لهم بالسياسة لكنهم لديهم خبرة بالمناورات وتقدير قوتهم واستعداداهم على المواجهة من عدمها فهو ينتظر فرصة استعداده ويكون الشارع مؤيدًا له أو على الأقل حياديًا ليس مع طرف ضد الآخر.
 
 
■ هل يمكن كتابة الدستور فى أقل من شهر؟
 
 
طبعا المجلس العسكرى بيقول ممكن والإخوان بيجزموا بذلك.
 
 
■ هل هناك نية فى إعادة العمل بدستور 1971 حال تعثرت المفاوضات؟
 
 
المشير قال الجيش يريد الاحتفاظ بوضعه السابق فى الدستور وأعتقد أنه صادق فى هذا لكن الإخوان لا تريد هذا الدستور لأن فيه صلاحيات كثيرة للرئيس على حساب البرلمان والإخوان لم تحسم أمرها من سباق الرئاسة وبالتالى بتسعى فى تعطيل وضع الدستور.
 
 
■ هناك كلام يثار حول وجود صراعات داخلية فى المجلس العسكرى هل شعرت بذلك خلال اجتماعاتكم؟
 
 
لا غير صحيح لم أر ذلك إطلاقًا لكن ممكن يكون فى صراعات أخرى من خارج دائرة المجلس العسكرى مثل عمر سليمان.
 
 
■ بماذا تفسر دخول عمر سليمان الانتخابات ثم خروجه منها بهذه الطريقة؟
 
 
الجيش لا يتبع سليمان ولم يخرج بمفرده من الانتخابات بينما اللجنة استبعدت اثنين آخرين معه هما خيرت الشاطر وحازم أبو إسماعيل والاثنان مدعومان من السعودية وكل ما حدث فى مصر منذ تنحى مبارك حتى الآن يحركه عمر سليمان وتعامل الجيش مع ما حدث فى 25 يناير 2011 على أنه انتفاضة وليس ثورة بل انتفاضة شعبية ومظاهرات والنظام لم يسقط لأن النظام ليس مبارك وحسب بينما من حوله من جيش ومستثمرين ورجال أعمال وكل من استفاد من وجود هذا النظام.
 
 
■ هل الاستشارى تناقش مع العسكرى فى دخول سليمان انتخابات الرئاسة؟
 
 
لا إطلاقًا.
 
 
■ كيف استقبلتوا فكرة ترشح منصور حسن للرئاسة؟
 
 
أنا كنت عارف هذا الأمر قبل إعلانه بشهر ونص من أداء حسن ومنان وسامح عاشور وأبو العلا ماضى لإعادة ترتيب الأوراق بسبب كاريزمته بدأ حسن فى تعطيل مهمة المجلس الاستشارى الرئيسية فى وضع آليات اللجنة التأسيسية لوضع الدستور، لدرجة أن منصور قال فى إحدى جلسات الاستشارى أن الفريق سامى عنان قال له أتركوا موضوع الجمعية التأسيسية الآن حتى لا تحدث مشاكل مع الإخوان، فذهبت للفريق وسألته بشكل مباشر هل قلت هذا الكلام رد علىَّ قائلا: منصور حسن هو اللى قال كده وطلب تعطيل التأسيسية الآن وواجهت حسن بالأمر مما أغضبه منه بشدة.
 
 
■ لماذا عطل حسن اللجنة التأسيسية؟
 
 
لأن الإخوان أقنعوه برغبتهم فى تدعيمه خلال انتخابات الرئاسة وحدث أول ما انتخب رئيس للمجلس الاستشارى وإقناعه أن يأتى رئيس توافقى وأنا واجهته بألاعيب الإخوان ونصحته وبالفعل الاستشارى لم يصدر إلا بيانًا واحدًا وجهه للعسكرى حول معايير الجمعية التأسيسية إلا عند غياب منصور حسن عن أحد الاجتماعات وبالفعل تم تنفيذ بعض التوصيات من هذا البيان مثل الإفراج عن المعتقلين السياسيين ليلة الاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير حتى لا يتحول 25 يناير إلى مذبحة لكنهم تحفظوا على الاعتذار.
 
 
■ الآن لا يوجد بديل للجيش غير مرشح الإخوان لتسليم السلطة هل الجيش سيسلم الراية للإخوان فى تقديرك؟
 
 
إذا فاز مرشح إسلامى فى الانتخابات سيتسلم السلطة وكل ما يحدث الآن يخدم مرشح الإخوان أبو الفتوح بمعنى أن خروج المرشحين الإسلاميين الشاطر وأبو إسماعيل فى صالحه وبقاء شفيق يأخذ من أصوات موسى والبعض يقود الأحداث فى صالح الإخوان حتى أنى فى آخر اجتماع للاستشارى قلت لممدوح شاهين أنا شاكك أنك مع الإخوان وهناك عناصر موجودين فى العسكرى واللجنة المشرفة على الرئاسة والاستشارى يلعبون لصالح الإخوان حتى أن الشاطر قال هذا.. قال احنا لنا أيد فى كل شىء ولذلك الإخوان بيفتعلوا مشكلات للمجلس العسكرى لإلهاء العناصر الفعالة فيه والعسكرى الآن أصبح بحاجة للناس ولذلك الاستشارى طالب بالإعلان عن اليد المخططة لأحداث مجلس الوزراء لإزالة الفجوة بين الجيش والناس الثوار الحقيقيين.
 
 
■ هناك اتهامات وجهت للمجلس الاستشارى أنه كان المحلل للمجلس العسكرى خلال المرحلة الانتقالية؟
 
 
لم يحدث أى قرار يحمل هذه الصبغة طوال الفترة تواجدى فى المجلس بدليل أننا دنا فيه المجلس العسكرى وفى اليوم التالى العسكرى عنف منصور حسن ثم برر المجلس البيان أنه غير رسمى وإصدار بيان آخر، بعد اجتماع أجريناه فى منزل منصور حسن، لكن هذا لا ينكر أن هناك مجموعة من المجلس محسوبين على الأجهزة وفى مخبريين وحتى استقالة سكينة فؤاد والغزالى حرب كان مجموعة الثورة لديها الأغلبية فى المجلس.
 
 
■ ولماذا استمر المجلس بعد استقالة عدد كبير من أعضائه؟
 
 
استمر بعد تولى عاشور رئاسته وتوليت الأمانة العامة، كانت قرارات الاستشارى تعرض على العسكرى قبل عرضها على الإعلام لكن بيان التأسيسية خرج قبل معرفة العسكرى له وسبب استمرارنا فيه هو الرأى العام ورغبته فى استمرار المجلس، الأعضاء كانوا يستقيلون بسبب منصور حسن حتى نور فرحات استقال بسبب مشكلاته معه.
 
 

 
منصور حسن