الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صناعة السجاد اليدوى تنهار فى القليوبية




صناعة السجاد اليدوى تعد واحدة من الصناعات التى تتطلب قدرا كبيرا من الذكاء والتركيز لذلك قليلون هم من يحترفون هذه الصنعة ويعد أبناء قرية «طلحة» التابعة لمركز بنها فى القليوبية ممن يتمتعون بهذه الصفات حيث يحترفونها منذ 40 عاما كحرفة أساسية يحاولون الحفاظ عليها لذلك ليس غريبا أن تجد فى كل منزل بالقرية نول نسيج يدوياً.
 
تجولت «روزاليوسف» بين صانعى السجاد اليدوى بالقرية السيد شلبى صاحب مصنع سجاد يدوى يرى أن هذه الصناعة اصبحت على وشك الانهيار التام بسبب وقف السياحة والاستيراد والتصدير حيث إن العائد من الإنتاج لا يكفى للانفاق على اسرته وتغطية أجور العاملين الامر الذى جعله يجد صعوبة بالغة فى توفير المواد الخام اللازمة لتصنيع السجاد النادر مشيرا الى أنهم يضطرون الى إرسال الانوال الى بلاد أخرى مثل «مركز فوة بمحافظة كفر الشيخ» حتى يستطيعوا زيادة الإنتاج ويتمكنوا من تدبير اجور العمال.
 
ويلفت اشرف فتحى إلى أن مهنة صناعة السجاد متوارثة من الاجداد للابناء فداخل كل منزل يوجد نول يختلف حجمه من منزل لآخر حيث يعمل بهذه المهنة جميع أفراد الاسرة ويتعلمها الاطفال من الصغر لمساعدة الاهل لصعوبة المهنة وانهم يقضون وقتا كافيا أمام نول السجاد حتى الانتهاء منه وشكا أشرف من انصراف بعض العمال المهرة عن هذه الصناعة نتيجة عدم اهتمام الدولة بهم وتعرض منتجاتهم للكساد خاصة فى الأوقات الاخيرة التى أعقبت ثورة 25يناير وتراجع معدلات السياحة فى مصر الزبون الأساسى فى شراء منتجاتهم الى جانب ارتفاع أسعار الخامات.
 
ويؤكد أحمد جمال عامل من ابناء القرية ان السبب الرئيسى وراء انهيار الصناعة هو ضعف الاجور مما دفع الصناع الى اللجوء الى الصناعات الاخرى فلاتوجد عمالة بالقرية، حيث كان يعمل بها نحو 2000 عامل اما الآن تقلصت الى العشرات من أهالى القرية الذين مازالوا فى إنتاج السجاد اليدوى بقوله: «الصناعة ليست مشجعة».
 
ويشير جمال على زكى عامل الذى يعمل بالصناعة منذ 40 عاما الى ان اسعار الخامات مرتفعة جدا مما دفع العاملين بها الى تقليل حجم الانتاج حيث وصل سعر الحرير الخام الذى تعتمد عليه الصناعة من200الى 350 جنيها ويقومون بشرائه خاما وصبغه فى المنازل حسب الألوان التى تحتاجها السجادة وتستلزم صنع السجادة الى اوقات طويلة مؤكدا ان العمل يكون بالانتاج وبعد ذلك تبدأ مرحلة التسويق.
 
واوضح زكى أن منتجى السجاد اليدوى يواجهون مشاكل كبيرة فى تسويق المنتج فهم يقومون بتسويقه بأنفسهم فى الخارج مثل «امريكا وروسيا والمانيا» والمناطق السياحية فى المعارض بالقاهرة والحسين ويجدون صعوبة كبيرة فى بيعه للتجار لقلة أعداد السياح وتراكم الانتاج نظرا لتسويقها فى فصل الشتاء دون الصيف الذي لايوجد به اى حركة شراء.
 
ويوضح ابراهيم قنديل صنايعى ان تصنيع السجادة يتم على أربع مراحل يبدأ بإعداد النول من خلال تثبيت الخيوط التى يتم نسج السجادة عليها ثم تأتى المرحلة الثانية باختيار تصميم السجادة وتفريغ هذا الرسم إلى ألوان على ورق الرسم البيانى ليسير عليها العمال أثناء عملية التصنيع وتأتى المرحلة الثالثة وهى مرحلة صباغة خيوط الحرير البيضاء للحصول على الألوان المطلوبة، أما المرحلة الأخيرة فتتعلق بإعداد السجادة للبيع من خلال غسلها وكيها وتغليفها.
 
 وتلفت وردة الشامى الى انها تعمل بالمهنة منذ اكثر من 15 سنة وكان عمرها 6 سنوات وذلك لمساعدة زوجها لانه لا توجد وظائف والمهنة تحتاج الى ذكاء وتركيز كبير حيث تقوم باتباع اللوحة الارشادية لتكوين الشكل النهائى للسجادة.
 
ويستكمل زوجها علاء البقيرى الحديث قائلا: انه يعمل بالمهنة منذ 20 عاما مشيرا الى ان هذه الصناعة لها مخاطر كبيرة لا يعرفها الا من يعمل بها مثل «الوبرة» الاجزاء المتطايرة منها أثناء التصنيع تتسبب فى اصابة العامل بالأمراض الصدرية كما يؤدى التركيز فى اللوحة لفترات طويلة على مدار السنوات الى ضعف البصر.
 
أبدى البقيرى استياءه من تخلى الصندوق الاجتماعى والاسر المنتجة عن دعميها منذ سنوات طويلة لهذه الصناعة حيث كانت مهمتهما الاساسية هى جلب المواد الخام وتسويق المنتجات وإقراض الاموال.
 
ويقول أحمد شريف 11 سنة طالب بالصف الاولى الاعدادى: إنه يعمل بصناعة السجاد منذ الصغر حيث إنه تعلم المهنة منذ 6 سنوات ويعمل يوميا مع عمه مؤكدا انه لم يؤثر العمل على الدراسة فقد حصل على المركز الاول بمعهد طحا الإعدادية بنين الازهرى وانه يحب تلك الصناعة ويريد ان يواصل مسيرته مع عمه سيد.