الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الخروج من الأزمة




بقلم : ناصر عبد المنعم
تناولت فى مقال سابق أسباب وعوامل تعثر مسرح الدولة وإخفاقه فى تحقيق دوره الاجتماعى والجمالى المنشود، واليوم أصل إلى الدفع بمقترحات من شأنها، وغيرها، أن تدفع المسرح الرسمى خطوات على طريق عودة الروح خصوصا بعد دفقة الأمل التى أعلنت عن نفسها فى ثورة 30 يونيه التى تفجرت خلالها إرادة الشعب المصرى وعزمه على استرداد ثورته الأولى والتقدم بها نحو تأسيس حلم مصر المدنية الحديثة التى تحمى وتصون هويتها الثقافية التى تحمى وتعزز قيم التعدد والتسامح وتتبنى طموحات الثورة المجيدة فى الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، بكل ما يحمله هذا من أمل أن تتوافر لدى الدولة فى هذه المرحلة الحاسمة المقبلة، إرادة تبنى تصورات التطوير العلمية ودعمها فيما يخص الثقافة والفنون، وفى القلب منها فن المسرح الذى عانى طويلا من الاهمال والعشوائية وعدم الجدية فى التصدى لقضاياه الملحة، رغم الجهود المبذولة فى هذا السياق وآخرها المؤتمر القومى للمسرح المصرى الذى نظمه المسرحيون فى مايو الماضى بالمجلس الأعلى للثقافة، وكواحد من كتيبة المسرحيين المصريين أضع تلك الخطوات الأولية للخروج من الازمة التى يعيشها مسرح الدولة، أولا: إعادة هيكلة المؤسسة الرسمية للمسرح (البيت الفنى للمسرح) على مرحلتين، الأولى: تحديدالأهداف والدور والاستراتيجيات  والسياسات العامة للمؤسسة، وتحديد اختصاصات الوظائف المختلفة وبطاقات الوصف الخاصة بها بشكل واضح يمنع التداخل والتضارب ويحقق التكامل بينها.. والثانية: دفع مشروع تحويل البيت الفنى للمسرح إلى هيئة عامة (وهو مشروع تم إعداده فعليا) بعد ضبطه ومراجعته من الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، جهة الاختصاص لإقراره.

 ثانيا: إعادة مفهوم الفرقة المسرحية، عبر تحديد هوية فنية متميزة لكل فرقة.. ودمج المتشابه منها.. وأيضا إعادة توزيع الفنانين والفنيين والإداريين بين الفرق المختلفة وصولا للتناغم والتكامل داخل كل فرقة.


 ثالثا: الارتقاء بالمستوى المهنى والفنى للعاملين بالمسرح عبر إنشاء مركز للتكوين المستدام يعمل على تدريب وتطوير مستوى أداء العاملين.. وفى هذا السياق يأتى ضرورة عودة الدولة الى دورها فى العمل على توفير المنح والبعثات العلمية لشباب المسرحيين فى مختلف التخصصات بالدول المتقدمة مسرحيا، مع أهمية عودة التى تنظمها مصر على الصعيدين العربى والدولى لتحقيق تواصل المسرحيين الشباب مع التجارب والتيارات الجديدة عالميا.


 رابعا: المواجهة الحقيقية لمشكلات البنية الأساسية لدور العرض المسرحية التى تهالك وتداعى معظمها عبر تراكم سنوات من الاهتمام بالشكل الخارجى فقط واهمال المشاكل الجوهرية (ومعظمها يتركز فى الكهرباء وأحمالها، واشتراطات الحماية المدنية) مع وضع التصورات العلمية الحديثة لتطوير (ميكانيزم) وتقنيات خشبات المسارح على نحو يستطيع ملاحقة الطفرة الهائلة فى هذا المجال لدى الدول المتقدمة.


 خامسا: العمل على اعتماد سياسة تسويقية للمنتج المسرحى على أسس علمية.. وللحديث بقية.