الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

العطش يضرب زراعات الشرقية




مأساة حقيقية يعيشها فلاحو ومزارعو محافظة الشرقية، في العديد من المراكز بسبب اختفاء مياه الري الترع مما أدي الي جفاف أراضيهم وتلف زراعاتهم ورغم لجوئهم للمسئولين عن الري، وقيام البعض منهم بتنظيم وقفات احتجاجية وتعطيل الطرق، للتعبير عن غضبهم.
وقال المزارعون إن ما يحدث حاليا لم يمر عليهم منذ أكثر من 50 عاما، ومع ذلك لم يحرك أي مسئول ساكنا.
ويضيف محمد عبد الستار مزارع من قرية "كفور نجم" مركز الإبراهيمية انه تم تجهيز وزراعة أكثر من 50 ألف فدان بالأرز والذرة والخضراوات، بقري كفور نجم والطرادية والحبشي وكفر عوض سليمان والرباعيين والنجوم و الهجارسة وعزب السلايم والشافعي منذ أكثر من 60 يوما، ونظرا لعدم وصول المياه بنهايات ترع "العرايقي" و "الرادية" و "بحر الحصان" و "الإصلاح الزراعي" جفت السيقان الخضراء وتشققت الأراضي، الأمر الذي ترتب عليه بوار الأراضي، مما ينذر بخراب بيوت الفلاحين.
وأشار الي أن مسئول الري بالمنطقة، يتعمد فتح حاجز قناطر الصفراء عن ترعة بحر مويس، لمجاملة ذويه في منطقة أولاد صقر و كفر صقر، وهو مايؤدي لانخفاض منسوب المياه في الترع التي تغذي أراضيها وبالتالي تلف الزراعات ويقول "عبد الله حسانين" من منطقة "رمسيس" التابعة لمركز الحسينية انه تمت زراعة 8 آلاف فدان بمحصول الأرز و10 آلاف فدان بالقطن منذ أكثر من 50 يوما، وانقطعت المياه لمدة شهر متواصل، ونتج عن ذلك حرق زراعات الأرز وعطش نباتات القطن، والمهددة أيضا بالشلل إذا تم توفير المياه وريها حاليا، نظرا لطول فترة جفافها وحرمانها من الري.
وقال إن المزارعين في الشرقية لم يشهد هذا المنظر منذ 50 عاما، الذي يهدد أغلبهم بالتشرد، حيث إن عليهم مديونيات للبنوك، و يعتمدون جميعا علي ثمن محاصيلهم في توفير نفقات المعيشة، متسائلا ماذا نفعل وكيف نعيش بعد تلف زراعاتنا.
ويشير "محمود الشبراوي" من قرية قصاصين الأزهار بمركز أولاد صقر، إلي أن المياه لا تصل لأراضيهم منذ أكثر من 10 أيام، وطبقا لجدول المناوبات كان من المفترض أن تصلنا المياه خلال اليومين الماضيين، إلا أن هذا الحلم لم يتحقق، وظلت ترع البطيخ والعجوز والجنانين خالية من المياه.
ويتحسر الشبراوي محصول الأرز واللب قائلا انهما احترقا وتم حرثهما أرضهما، وتزايدت الشقوق الناتجة عن الظمأ حيث بلغت المسافة بين كل شق والآخر أقل من 10 سنتيمترات وبعمق يزيد علي 20 سنتيمترا.
ويقول جاره "محمود رياض"، لا نجد مياهاً عذبة أو صرفا زراعيا أو صناعيا أو حتي صحيا لنروي بها أراضينا، لقد احترق محصول الأرز و ليس أمامنا سوي حرثه في الأرض، مؤكدا "أراضينا هي مصدر رزقنا الوحيد، ولكن ماذا نفعل و الأرض بتموت عطشانة؟".
وأضاف بقوله، لقد تقدمنا بشكاوي عديدة للمسئولين عن الري والمحافظة، و كان ردهم "إن شاء الله سيتم توفير المياه"، ولكنها كلمات في الهواء، مطالبا بمحاسبة المسئولين عن المشكلة، الذين لم يتحركوا لحلها.
أما "إبراهيم عبد الخالق" من صان الحجر، فتعجب قائلا "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لقد احترق أكثر من 20 ألف فدان مزروعة بالأرز والقطن، بسبب قلة مياه الري وانعدامها بصورة كلية، عند ترعة الصوفية.
من جانبه يؤكد المهندس "محيي الدين عوض الله" وكيل وزارة الزراعة بالشرقية، أن السبب الرئيسي لتلك المشكلة هو عدم الالتزام بالمساحات المحدد زراعتها بالأرز وهي 176 ألف فدان، ووصل ما تم زراعته حتي الآن 400 ألف فدان، موضحا أن ذلك أدي لزيادة استهلاك مياه الري بدرجة كبيرة.
وقال انه لمواجهة تلك المشكلة، تم الاتصال بوزير الري والاتفاق علي دعم المحافظة بحصة إضافية من المياه مقدارها مليون و 500 ألف متر مكعب من المياه، بضخ مليون متر منها في بحر مويس، و الباقي في ترعة الإسماعيلية.
وأضاف، أنه تقرر تشغيل محطات الطوارئ في "صان الحجر" و"حانوت"، و كذلك تشغيل المحطة المتحركة علي ترعة "تمرازة" باطراف صان الحجر، موضحا أنه تم تطهير فتحات الترع وإزالة كل المعوقات، خاصة القمامة التي يقوم المواطنون بإلقائها بها، و تم تكليف لجان من المهندسين والفنيين بالري، بالمرور الدوري ومتابعة مشاكل المياه علي الطبيعة، و إعداد جداول المناوبات لتغذية الترع بالمياه، حيث سيتم إعلانها لجميع المزارعين.