الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

هل أنت إرهابي؟






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 16 - 05 - 2010


الرئيس عبد الناصر.. ومنذ قيام الثورة في العام 1952 وحتي العام 1970 (18سنة).. وبالرغم من أنه أعلن حالة الطوارئ صباح هزيمة 5 يونيو 1967 .. لم يكن بحاجة إلي إعلان حالة طوارئ حتي يستخدم وأجهزته طيلة هذه السنوات ال18 لكل نصوص قانون الطوارئ تحت مظلة حماية البلاد من أعداء الثورة وبقايا الاقطاع و«الإخوان المسلمين» والشيوعيين والقوي الرجعية والدول الاستعمارية التي استهدفت انجازات ثورة يوليو.

وفي هذا السياق - ودون وجود حالة طوارئ - كان التنفيذ واسع النطاق للتدبير الأول في وضع قيود علي حرية الأشخاص والقبض علي المشتبه فيهم واعتقالهم والترخيص بتفتيش الأشخاص والأماكن.. لتصبح الاعتقالات من تفاصيل الحياة اليومية، تجمع بين أصحاب الأفكار الظلامية «جماعة الإخوان».. وبين الشيوعيين.. وبين أصحاب الرأي والكتابات والمواقف المستقلة.. سياسيين وأدباء وشعراء وصحفيين.. لينتشر تعبير «الذهاب وراء الشمس».. ويشتهر «حمزة البسيوني» .. وعلي الماشي.. مذبحة قضاة ومذبحة صحفيين.

وهو الإجراء «التدبير الأول» الذي لم نعرف له تطبيقا أو استخداما في حق سياسيين أو صحفيين أو أدباء أو شعراء منذ أعلنت حالة الطوارئ عقب اغتيال الرئيس السادات.. بل إنه وفي ظل حالة الطوارئ المعلنة.. يطلق الرئيس مبارك سراح ما يزيد علي 1500 معتقل من سياسيين ومفكرين وصحفيين.. ويستقبلهم شخصيا في القصر الرئاسي.. ليمارسوا -هم وغيرهم- كل الحق في التعبير عن الرأي وممارسة العمل السياسي دون خوف أو انتظار لزائر فجر.. ليصبح المشهد السياسي كما نعايشه الآن في الصحف وفي الفضائيات وفي الشارع .

مشهد مثلما يعج بالحرية والتفاعل والحراك.. يضم أيضا أصحاب الأفكار الظلامية والأجندات المشبوهة.. المقامرين بأمن الوطن واستقراره.. والذين لا يرون في قرار مد حالة الطوارئ لمدة عامين بعد موافقة مجلس الشعب وقصرها «التدبير الأول والخامس» علي جرائم الارهاب والمخدرات.. كنقلة نوعية نحو الإلغاء الكامل لحالة الطوارئ حين يصدر قانون مكافحة الإرهاب.. حماية للوطن وآمنه من خطط إرهاب داخلية وخارجية لا تزال تتربص مستعدة للانقضاض عند أول فرصة.. ومن ثم يشوشرون ويشوهون ويلوون اعناق الحقيقة.

في القرار الرئاسي ضمانة للجميع لا تستثني سوي الإرهاب والإرهابيين.. فما الذي يخشاه هذا المزايد أو ذاك المقامر.. ولا يوجد في القرار ما يمنعه من ممارسة حريته في التعبير عن الرأي والعمل السياسي.. سوي أن يكون إرهابيا أو متورطا في عمل إرهابي.. ومن ثم يستحق السؤال.. هل أنت إرهابي؟

[email protected]