الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«Game» مياه النيل





محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 23 - 05 - 2010


التقرير السيادي المهم الذي انفرد بنشره الزميل أحمد الطاهري في «روزاليوسف» قبل يومين والمتعلق بعلاقات مصر مع دول منابع النيل يشير بشكل أساسي لطبيعة "الجيم" الذي تلعبه إسرائيل ومحدداته وأدواته في دول حوض النيل علي عدة مستويات بدءً من إمداد لوجيستي لجيوش أفريقية انتهاء بموجات نقل اليهود الإثيوبيين إلي إسرائيل مرورًا بتقديم خبرات الزراعة وتجارة الماس وطلب الدعم السياسي الأفريقي في بعض الدوائر الدولية.

كما يعرض التقرير بشكل موثق حجم وطبيعة العلاقات التاريخية المصرية مع دول حوض النيل والتحرك المصري في اتجاه توثيق الصلات ليس فقط علي المستوي السياسي والدبلوماسي علي مستوي الدوائر الأفريقية والدولية.. وإنما أيضا علي مستوي التعاون الاقتصادي والصحي ومشروعات التنمية والتدريب وحتي جهود الإغاثة والعمل الإنساني.. بما لا يجوز معه صياغة تصور أو انطباع عام بغياب مصري عن دول حوض النيل أو إغفال أو تقاعس.

كما يرصد التقرير أيضا بشكل دقيق التحرك الإسرائيلي عند دول حوض النيل سعيا وراء موضع قدم يمكن أن يؤثر بشكل أو بآخر علي بقية الملفات المفتوحة بين مصر وإسرائيل وفي مقدمتها الملف الفلسطيني.. وبما يؤكد أيضا أن أصغر خطوة إسرائيلية في هذا السياق.. مرصودة وتحظي بالمتابعة الدقيقة والتحليل والخطوات المضادة.. والتحركات الاستباقية.

إلا أن طبيعة "الجيم" أي "جيم".. لابد لها من نقطة ارتفاع قصوي "حافة" تصل إليها.. تعدد فيها الأطراف اللاعبة أوراقها وإمكانياتها وقدراتها وتأثيرها.. خاصة إذا كانت تملك التاريخ الطويل في إدارة مثل هذه الخلافات متمتعة بصلات وثيقة مع الجميع وعلاقات تعاون ممتدة وموقف قانوني واضح.. وتأثير إقليمي ودولي.. وتفهم مؤكد لحاجات وطموحات الآخرين.. وبالتالي القدرة علي ضمان مصالحها الذاتية.

ومن ثم فإنه في كل الأحوال وتحت أي ظرف من الظروف.. ومهما تعددت المصالح وأيا كانت قواعد اللعبة.. مع إسرائيل أو غيرها.. فإن حصة مصر من مياه النيل خط أحمر.. و"الجيم" لايزال في أوله.

[email protected]