الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هل أفلس «المعلم»؟
كتب

هل أفلس «المعلم»؟




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 12 - 09 - 2010


لماذا يصر شحاتة علي النجوم كبار السن؟


(1)


ما فعله «المعلم» حسن شحاتة في مباراة سيراليون، يعيدنا إلي أجواء تصفيات كأس العالم السابقة، حيث بدأ الفريق القومي باستهتار شديد، وضاعت النقاط تباعًا، ثم أفاق علي معارك الجزائر الشهيرة.


هل يتكرر نفس السيناريو، وتكون الإفاقة متأخرة في وقت لا ينفع فيه الندم؟ وهل أفلس «المعلم» ولم يعد في جعبته جديد؟ وهل آن أوان التغيير والاستعانة بدماء جديدة؟
أم أنها مجرد كبوة تصيب كل فارس، ويقف بعدها علي قدميه قويا وصلبًا وقادرًا علي استعادة هيبته ومكانته، وبث الرعب في قلوب الفرق المنافسة التي تتجرأ عليه؟
(2)
أولاً: سيكون حسن شحاتة معجزة التاريخ في كرة القدم العالمية، لو فاز بالبطولة الأفريقية للمرة الرابعة علي التوالي، وهو بالفعل صاحب إنجاز تاريخي حين حصدها ثلاث مرات متتالية، وأعظم مدربي العالم لم يفوزوا بها إلا مرة واحدة.
ثانيًا: لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعتمد «المعلم» علي نفس الحرس القديم الذي يفوز به علي مدي 6 سنوات، آن للمحاربين أن يستريحوا، وأن يدخل الساحة مقاتلون جدد، يتسلحون بحماس الشباب والإرادة والتصميم.
ثالثًا: المزج بين الخبرات القديمة والعناصر الجديدة لا يعني بالمرة أن تكون الغالبية للاعبين المجهدين الذين قاربوا علي الاعتزال، فقد أدوا ما عليهم، ونحن نحملهم فوق طاقتهم.
(3)
رابعًا: حسن شحاتة عنيد ودماغه ناشفة، وعندما يضع أحدًا في رأسه لايتنازل ولا يتسامح ولا يتراجع، ويا ويل من يعاديه «المعلم»، فلن يلبس فانلة الشرف مهما فعل.
خامسًا: «المعلم» له ثوابت يصر عليها مهما حدث، هو مثلاً يفضل «متعب» حتي لو لم يسجل في عشر مباريات، ولا يري سوي «وائل جمعة» و«فتح الله» حتي لو تحول الدفاع إلي شوارع «هاي واي».. وهكذا.
سادسًا: المعلم - أيضًا - أستاذ في اكتشاف المواهب الجديدة، مثل جدو وأحمد عيد عبدالملك وعبدالعزيز توفيق وغيرهم، ويصنع نجوميتهم بتأنٍ شديد وحرص كبير.
(4)
أعود للسؤال: «هل أفلس حسن شحاتة»؟ بالقطع لا.. ولكن في رأيي - الذي قد يقبل الخطأ أو الصواب - فقد ركبته موجة عناد النجومية فأصبح يري في نفسه القدرة علي أن «يصنع من الفسيخ شربات».
الفسيخ عمره ما يبقي شربات.. وهناك نجوم ومواهب لا يمكن الاستغناء عنهم مثل شيكابالا وعمرو زكي وطلعت الأهلي وغيرهم من النجوم الذين يدير لهم شحاتة ظهره.
هل يخاف «المعلم» ممن هم في نجومية شيكابالا؟.. أم يخشي عدم قدرته علي السيطرة عليه؟.. أم يصعب عليه أن يعيد دمجه في الفريق، حتي لا يصيب الآخرين بروح التمرد؟
(5)
الانتصار هو الذي يداري العيوب، والهزائم هي التي تكشف ما في القاع، ومصير حسن شحاتة في الفريق القومي رهن بالنتائج التي ستتحقق في المباريات القادمة.
عليه أن يدرك أن هناك قطاعًا عريضًا من النقاد الرياضيين والجماهير متربص به، وينتظر له أي هفوة، وهؤلاء ليس لهم أمان، ولن يتذكروا أمجاده التاريخية، بل أخطاءه وهزائمه.
جمهور الكرة أيضًا هوائي ومتقلب، يوم لك إذا انتصرت وأيام عليك إذا هُزمت.. وشحاتة ذاق هتافات الجماهير ولم يذق غدرها وانقلابها.
(6)
رغم كل ذلك، شحاتة مازال قادرًا علي العطاء والإبداع وتحقيق الانتصارات، ولا تنسوا أنه المدرب الوحيد في مصر الذي احترف الصعود بالأندية إلي الدوري الممتاز.
هو المدرب الوحيد الذي حصل علي بطولات من الأهلي والزمالك أثناء تدريبه لفرق صغيرة، ولم تكن انتصاراته محض صدفة، ولكن بجدارة واستحقاق.
هو - أيضا - صاحب الفكر الهجومي المتميز، صحيح أن الجوهري حقق بعض البطولات، ولكن لا ننسي أن منتخبنا كان يلعب كرة دفاعية عاجزة، ليس فيها إبداع ولا تفوق.
(7)
حسن شحاتة أسطورة مصرية نتمني أن تستمر في أوج توهجها، بشرط أن يستفيد من أخطائه دون عناد أو مكابرة، فالعاقل هو الذي يعرف الخطوة التي تسبق الهاوية ويقف قبلها.
حقق لمصر الانتصارات في عشرات المباريات، ولكن سقطة سيراليون تثير في القلوب الهواجس والظنون ومواجع التفريط في مباريات سهلة دفعتنا فيما مضي إلي لخبطة مباريات الجزائر.
كل التوفيق للفريق الوطني، وأدعو الله أن يهدي «المعلم» إلي الطريق الصحيح، الذي يقوده إلي مزيد من الانتصارات، لتهتف له الجماهير «حسن شحاتة يا معلم.. خلي الشبكة تتكلم».


E-Mail : [email protected]